الإسكندرية هي التاريخ والحضارة والمجد كما قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي وهي أيضا أحد رائدات صناعة الحلوي في مصر ومن أشهر محلاتها حلواني "ديليس" أحد أقدم وأعرق الأماكن التاريخية في الأسكندرية ويتوافد إليه السائحين من جميع الدول. " ديليس" اسم فرنسي يعنى البهجة أو المتعة، وهو يُعد من أكبر مقاهي الإسكندرية المعروفة وأحد أشهر أماكنها السياحية. كذلك يعتبر " ديليس" من أهم المعالم اليونانية في المدينة العريقة. مؤسس " ديليس " هو اليوناني "كلوفلوس موستاكاس" في بدايات القرن العشرين، غير أن افتتاحه الرسمي تأخر إلى عام 1922م. وأعيد افتتاحه مرة أخرى حديثاً، ليقدم أشهى الحلويات الفرنسية واليونانية بالوصفات ذاتها التي اعتاد عليها رواده منذ أكثر من 100 سنة. فحتى اليوم لا يزال السكندريون يحرصون على تذوّق أطايب " ديليس" اليونانية مثل "الموساكا" و"الفينيكيا" علهم يستعيدون مذاقات الزمن الجميل. اقرأ أيضاً * تعرف على حكاية سحابة المخدرات التى قتلت 500 طائراً بالإسكندرية * سعرها يصل لمليون دولار.. قصة هدية «هتلر» التى تم بيعها في وكالة البلح * زوجته وابنه ماتا بالسرطان .. أحزان أيقونة البهجة عبدالمنعم إبراهيم * شيرين رضا توجه رسالة شكر لمن واساها في وفاة والدها صانع البهجة محمود رضا * فى ذكرى بدء أعمال حفرها .. 10 شروط قاسية تحملتها مصر من أجل قناة السويس * محافظ الإسكندرية يكشف مصير جثمان الشاب شادي غريق شاطئ النخيل * عاجل.. تهديد شديد اللهجة من اليونان لتركيا * ننشر حيثيات الحكم على متهمي محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية * "سلطانية الإسباجتي" تبرئ رجال عبد الناصر من اغتيال الملك فاروق.. اعرف القصة * ب 6 شركات كبري .. هذه تفاصيل تعيين 26 من أصحاب الهمم بالأسكندرية * استمرار غلق كنائس القاهرةوالإسكندرية حتى 3 أغسطس المقبل * محافظ الإسكندرية: حشد كافة الإمكانيات لانتشال جثمان الطفل الغريق بالنخيل كان الخواجة موستاكاس أول من أدخل الآيس كريم بنكهة المستكة، وكانت شهرة حلواني "ديليس" بين أهالي الإسكندرية بأنه مخبز يقدم خبزًا إفرنجيًا لا مثيل له، كما اشتهر ببيع الشيوكولا، والملبّس اللازم للمناسبات الإجتماعية، ومع تقديمه للأيس كريم ذاع صيته بين قاصدي محطة الرمل من سكان الإسكندرية وزوارها. " ديليس " تديره حاليا السيدة "ألكي أنطونيو" التي ورثته عن جد زوجها "موستاكاس"، والتي ترفض التحدّث إلى الصحف والمجلات بخصوص المحل العريق. السيدة إلكي من الجيل الثالث من اليونانيين المصريين، وهي مشهورة بين السكندريين بحزمها وجديتها في العمل، كما أنها سيدة مجتمع بالدرجة الأولى إذ إنها ترأس رابطة النساء اليونانيات بالإسكندرية، وتدير هي وزوجها شركة معكرونة "أنطونيو" الشهيرة التي غزت الأسواق والبيوت المصرية. بمجرد الدخول إلى عالم "ديليس" السحري من الحلوي، فإنك ستعرف أنه مكان عريق، حيث تزين أركانه صور كعكة زفاف الملك فاروق والملكة فريدة -التي تم خبزها في حلواني "ديليس"- وكعكة حفل تتويجه ملكا لمصر. خلال القرن الماضي كان يمكنك أن تشاهد مشاهير الكتاب والفنانين يتناولون فطور "ديليس" الشهي على رأسهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، كذلك من زبائنه الدائمين المطرب العالمي السكندري المولد "ديميس روسوس"، وعدد كبير من الفنانين التشكيليين ونجوم السينما والمسرح في مصر والعالم العربي. كذلك شهد هذا المكان العريق معظم حفلات الزفاف وأعياد ميلاد أفراد كبرى العائلات السكندرية، واقترن "ديليس" لدى السكندريين بعادات ومناسبات معينة، بينما ارتبط عند اليونانيين باحتساء القهوة والبسكويت عقب الجنازات الخاصة بهم، أما بعد الأربعين فكانوا يتناولون فيه "البريوش". من جهة أخرى، في أوقات الاحتفال ب "الكريسماس"، و"الميلاد" اعتاد "ديليس" على إنتاج كميات هائلة من حلوى الفينيكا، في حين بالإمكان التعرّف على أجواء "شم النسيم" من خلال المرور أمام واجهة المحل الزجاجية الضخمة التي تزدان ببيض الشيوكولا الملونة الضخمة الذي اعتاد السكندريون على رؤيتها في "ديليس". يستقبل " ديليس " زبائنه بين الحادية عشرة صباحا ومنتصف الليل. وهو يقدم قائمة متميزة لوجبات الإفطار والغداء والعشاء، فاحتساء الشاي مع قطعة من المخبوزات الفرنسية والأوروبية مثل الكرواسان والدانيش أو الميل فوي، والاستلقاء على مقعد خشبي في مقهى "لا فراندا" التابع ل "ديليس" وسط حديقة صغيرة حميمية تطل على شط الإسكندرية ونسيمه العليل، متعة لا تقدّر بثمن. وهي متعة يعرف قيمتها أبناء الجاليات الأجنبية الذين اضطروا لمغادرتها لكنهم يعودون من أجل لحظات يمضونها على رصيف حلواني "ديليس". كما يحتضن "ديليس" زواره في صالة الشاي الداخلية الأنيقة التي تعرف باسم " لو صالون " على طاولات متراصة برصانة كلاسيكية تعيدك إلى أجواء القرن العشرين وحفلات الباشاوات.
