تناولت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر ما قاله عدد من المراقبون أن تصدر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل للمشهد السياسي خلال الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على غزة والاستقبال الكبير الذي حظي به خلال زيارته الأولى إلى غزة يوم الجمعة إنما يمهد الطريق لإعادة انتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة قريبا. وقد تمنع مشعل عن ترشيحه لولاية رئاسية جديدة للمكتب السياسي لحركة "حماس" بعد خلافات داخلية في الحركة اثر رفض قطاعات في الحركة اتفاق كان ابرمه في العاصمة القطريةالدوحة مع الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأعلن مشعل صراحة انه لا ينوي تولي منصبه الحالي مجددا ولكن الدور الكبير الذي اضطلع به في مفاوضات وقف إطلاق النار الذي توسطت به القاهرة وخروج عشرات الآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة لاستقباله قبل أن يعلن عنه المتحدث الأبرز في مهرجان الذكرى ال25 لانطلاقة حركة "حماس" قد يحمل في طياته بداية عودة عن قراره السابق. ومن المرجح أن يتم استكمال انتخابات المكتب السياسي لحركة "حماس" هذا الشهر بعد أن طال انتظارها خاصة وأنها بدأت في شهر أيار الماضي. ويقول مراقبون أن "الكريزما" التي يتمتع بها مشعل لا يتمتع بها أي قيادي أخر في حركة "حماس" ويليه فيها رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية. وأبرزت ترتيبات الزيارة غير المسبوقة لمشعل إلى غزة نائبه د.موسى أبو مرزوق كشخص في المرتبة الثانية رغم أن أوساط في الحركة كانت أعلنت تأييدها له في رئاسة المكتب السياسي سيما وانه الشخص الأول الذي يتولى هذا المنصب قبل اعتقاله في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولكن وإن كانت الحركة تتطلب تأييدا خارج حدود فلسطين فان مشعل يحظى بثقة قطر وتركيا والمكتب العالمي لحركة الإخوان المسلمين وهو ما لا تحظى به أي شخصية أخرى في "حماس". وقد أدار مشعل حركة "حماس" من خلال مكتبه في دمشق الذي غادره بعد اندلاع المواجهات في سوريا بين النظام والسكان حيث رفض الضغوط السورية والإيرانية ومن منظمة حزب الله لإصدار بيان يؤيد فيه النظام السوري ففضل الانتقال إلى قطر على إصدار هذا البيان. ونجح مشعل في إبعاد "حماس" عن المحور الإيراني بعد أحداث الربيع العربي بما مكن حركته من اكتساب المزيد من الثقة في العالم وان كانت حركته بقيت على قائمة الإرهاب في الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا. ولكن مصادر تقول أن ابتعاد "حماس" عن إيران فتح الأبواب أمام الحركة لاتصالات أوسع مع الغرب، ولكن إبقاء بعض القياديين في الحركة في غزة على اتصالاتهم مع إيران مثل القيادي محمود الزهار يجعل العديد من الأوساط الغربية تتشكك في نوايا الحركة بهذا الشأن. وقال دبلوماسي غربي ل ، " لو اعترفت "حماس" بإسرائيل لكانت أبواب الغرب بالكامل فتحت أمامها". وقد كان مسؤولون كبار في حركة "فتح" أشاروا إلى أن مشعل أكثر ميلا للمصالحة الفلسطينية من العديد من قادة "حماس" الآخرين. ويقول مراقبون أن إعادة انتخاب مشعل رئيسا للمكتب السياسي ل"حماس" قد يكون إشارة إلى أن المصالحة الفلسطينية ممكنة.