أثارت الفنلندية سانا مارين (34 عامًا) اهتمام الكثير كونها أصغر امرأة على الإطلاق تشغل منصب رئيس الوزراء عالمًيا، إلى جانب أنها أصغر عضوه بالحزب الاشتراكى الديمقراطى، والسؤال الآن من وراء نجاح أصغر رئيسة وزراء فى العالم؟ الحزب الاشتراكى الديمقراطى الفنلندى الذى يقود حكومة ائتلافية تضم 5 أحزاب اختار سانا مارين لتُصبح أصغر رئيس حكومة إلى الآن وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء أنتى رين، فى 9 ديسمبر 2019، وعقب تقلدها مهام عملها قالت مارين:"لدينا الكثير من العمل في الفترة المقبلة لإعادة بناء الثقة". وقبل أسبوع من اختيار "مارين" لترأس حكومة فنلندا، كانت هي ما تزال وزيرة النقل والاتصالات في حكومة الزعيم الاشتراكى أنتى رينه، وفي اللحظات الدراماتيكية التي كانت تُحيط برينه، بعد أشهر قليلة على تسلمه منصبه، والتى دفعته للاستقالة، كانت مارين في بروكسل تُشارك فى اجتماع أوروبى. وعلى عجل، استدعيت للعودة إلى بلادها التى باتت في مأزق سياسى، فالرئيس رينه خسر ثقة أحزاب شريكة في حكومته الائتلافية بسبب أزمة الإضرابات التي شلت البلاد، فاستقال من منصبه كرئيس للوزراء، على أن يختار الحزب بديلاً له ليرأس الحكومة، وهكذا، وقع الاختيار على مارين لخلافته. وبعد يوم من موافقة البرلمان على تسميتها رئيسة للوزراء، عادت "مارين" إلى بروكسل لتُشارك في اجتماع قادة الاتحاد الأوروبى، ولكن ليس كوزيرة هذه المرة، بل كرئيسة للوزراء تتبادل أطراف الأحاديث مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذي شوهد وهو يُقدم لها التهانى بحرارة، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وغيرهما من الزعماء الأوروبيين. وابتسمت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في وجه مارين، وحضنتها بحرارة عندما التقتا فى القمة ببروكسل. ورغم أن العالم طبعها بأنها أصغر رئيسة وزراء في العالم، فإن "مارين" تقول إنها لم تُلق انتباهًا يومًا لسنها، ولا لواقع أنها سيدة، بل تُفكر فى الأسباب التى دفعتها لدخول السياسة. مارين قالت في مقابلة: "لا أشعر بأنى مثل أعلى. ربما أكون كذلك بالنسبة للبعض لكننا جميعا بشر. ما يهم هى القضايا وليس من هم وراء القضايا التى نعمل جميعًا عليها. أعتقد أن كل واحد مهم". رئيسة وزراء فنلندا التى سترأس حكومة بها 13 وزيرة من بين وزراء مجموعهم 19 وزيرًا كشفت عن أن السر وراء نجاحها هو العمل الجاد، موضحة أنها بدأت العمل السياسى وهي فى منتصف العشرينيات، واهتمت بتغير المناخ وخالجها شعور بأن الجيل الأكبر لا يوليها الاهتمام الكافى، مضيفة أنها ستعمل مع الحلفاء الأوروبيين عن قرب، واسترسلت قائلة: "نحن أقوى معا. ما من أحد منا يُمكنه إيجاد الحلول وحده. أعتقد أن لدينا منصة وعلينا استخدامها". وتواجه "مارين" أزمة إضرابات عمالية كبيرة أطاحت بسلفها، سيكون عليها التعامل معها بأسلوب مغاير يُمكنها من الحفاظ على ثقة حكومتها، وهى لن تضيع كثيراً من الوقت لكي تتحدث عن الأزمة الأولى التي تواجهها، وتقول إنها لن تُقارب المفاوضات مع العمال بأفكار مسبقة، وإنها تقف إلى جانب ذوى الدخل المحدود، مضيفة: "البلاد لا تحتمل استمرار الإضرابات". والواقع أن العدالة الاجتماعية أحد الأسس التي تسير "مارين" في حياتها السياسية، فهي تعد من الجناح اليسارى داخل الحزب الاشتراكى، حتى أنها تُحيى أعضاء الحزب عندما تتوجه إليهم بالقول: "أيها الرفاق"، ومن ثم، فهي من أشد المؤيدين للنظام الاجتماعى في البلاد، وتحدثت أكثر من مرة عن كيف قدم لها النظام سنداً عندما كانت بحاجة إلى ذلك في صباها.