يبدو أنه رغم التقدم العلمي والتكنولوجي لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وما ينفق عليها من ميزانية ضخمة، إلا أنها لا تزال عاجزة على تفسير بعض الظواهر الطبيعية التي تحدث، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وعلى مدار الساعات الماضية، سادت حالة كبيرة من الجدل، بعض نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، صورا من وكالة ناسا تظهر كتلة سحابية عملاقة تقترب من أجواء مصر، وصفتها الصحيفة الأمريكية على أنها تشير إلى توقع إعصار مداري "غير عادي ونادر" في بعض مناطق مصر، ما ينذر بعواصف وأمطار غزيرة على بعض المناطق الساحلية في مصر. صور وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» جاءت بعد ساعات من تقرير لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، يشير إلى توقعات بحدوث إعصار مداري يُطلق عليه اسم "ميديكين" وصفته بغير العادي في مصر، خاصة في المناطق المطلة على البحر المتوسط، ما يُنذر بحدوث عواصف وأمطار غزيرة، وحتى فيضانات ساحلية في تلك المناطق. ووفقا لتقرير مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، فإن منطقة منطقة البحر المتوسط تشهد نظام ضغط منخفضا مسير للأعاصير المدارية، والتي تجمع بين خصائص استوائية وغير استوائية، وربما تشهد المنطقة إعصارًا استوائيًا لم تشهد له مثيلًا في منطقة البحر المتوسط. ومنذ اللحظة الأولى لتداول معلومات حول توقع حدوث إعصار على مصر نفت كل تلك التقارير، حتى أن الدكتور أشرف صابر، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، علق قائلا: «ما ورد في تقرير ناسا عن ما يسمى إعصار ميديكين، هو نوع من أنواع الخيال العلمي تطلقه ناسا على المنطقة». التفسير الطبيعي والعلمي لحالة الطقس في مصر على مدار الساعات الماضية، أرجعه القائم بأعمال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إلى أنه لا يوجد إعصار لكنه منخفض جوي بالبحر المتوسط يسمى منخفض قبرص، وهو يؤثر على البلاد في تلك الفصول من كل عام، لكنه في هذا العام تعمق وامتد نتيجة التغيرات المناخية التي تحدث في المنطقة. المنخفض المداري الذي ادعت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أنه إعصار يضرب مصر، دفع القائم بأعمال رئيس هيئة الأرصاد للتأكيد أنه منخفض سيمتد إلى داخل البلاد خلال الساعات المقبلة، مما يصحبه من أمطار رعدية على الدلتا وشمال شرق البلاد ويمتد إلى سيناء، وقد يسبب سيولا على شمال سيناء. الاستناد العلمي والطبيعي الذي اعتمد عليه خبراء الأرصاد في مصر لنفي تقرير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وتقرير مكتب الأرصاد الجوية بريطانيا، أن الأعاصير لا تتكون في البحار إنما تتكون في المحيطات، وأن ما تشهده البلاد لا يتعدى كونه منخفضا جويا قويا ومتعمقا في بعض المناطق، يؤثر على السواحل الشمالية وشمال الدلتا، ويستمر في التأثير على شرق البلاد (بورسعيد، دمياط، رفح، العريش، شمال ووسط سيناء)، وينتهي الأحد بأمطار خفيفة على السواحل الشمالية.