تشتهر بأنها أعجوبة فنية وأثرية وسياحية وواحدة من أروع الآثار المصرية الحديثة في مجال هندسة الري، إنها مدينة القناطر الخيرية إحدى مدن محافظة القليوبية، وهي المنطقة التي يتفرع فيها النيل لفرعيه رشيد ودمياط، وتستمد اسمها من قناطر بناها محمد علي باشا بالمدينة، تتحكم في تدفق المياه للثلاثة رياحات الرئيسية في دلتا النيل (المنوفى، التوفيقى ،البحيري)، وتتميز بمساحات كبيرة جدًّا من الحدائق والمتنزهات الخضراء، وتعتبر واحدة من أهم المعابر لوسط الدلتا، وهي تبعد في حدود 20 كم من القاهرة. وترتبط "مدينة القناطر الخيرية" بأعياد المصريين ومناسباتهم السعيدة، حيث يتوافد إليها الزائرون من كل مكان للاستمتاع بحدائقها الساحرة، ذات الأشجار الفريدة والمعمرة. ولا تزال القناطر الخيرية تتمتع بسحرها الذي يجذب إليها ملايين السياح العرب والأجانب سنويًا وهي البقعة الخضراء المفضلة لرحلات الشباب وطلبة المدارس، كما يواظب المصريون علي اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية في السياحة إليها للترويج عن أنفسهم. وتستقبل القناطر الخيرية سنويا حوالي 5 ملايين زائر بين مصري وعربي وأجنبي، وبسبب التطوير المستمر لها منذ عهد محمد علي باشا وحتي الآن فإنها أصبحت منطقة سياحية من الطراز الفريد، وساهم قربها من القاهرة التي تبعد عنها بمسافة 22 كيلو مترًا وإمكانية الوصول إليها عبر النيل بسهولة في ازدهارها كمنطقة جذب سياحي. وتستعد المدينة الخضراء حاليا لاستقبال زائريها للإحتفال بشم النسيم، وتم رفع درجة الاستعداد بالقناطر الخيرية باعتبارها المزار الأول لمواطنى المحافظة والمحافظات المجاورة خلال احتفالات شم النسيم، كما سيتم إقامة عدة مهرجانات شبابية خلال أعياد الربيع. ويتألف المشروع من قنطرتين كبيرتين على فرعي النيل يوصل بينهما برصف كبير، وشق ترع ثلاث كبري تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية الدلتا، وهي الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح الشرقية، الذي عرف بالتوفيقي بعد ذلك لأنه أنشئ في عهد الخديوي توفيق باشا. ووضع محمد علي باشا حجر أساس القناطر الخيرية في صباح الجمعة ال 9 من شهر إبريل عام 1847 الموافق 23 من شهر ربيع الثاني سنة 1263ه، وذلك بعد 43 عامًا من حكمه مصر، ثم تراخي العمل في تنفيذ المشروع في أواخر عهد محمد علي وتوقف بعد وفاته في ولاية عباس الأولى بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التي يتكلفها تنفيذ المشروع والذي تجاوزت نفقاته الإجمالية المليون جنيه. وتم بناء القناطر وإنشاء الرياح المنوفي في عهد سعيد باشا. وترك محمد علي باشا مئات الأفدنة حول القناطر لأجل التوسعات المستقبلية كما خصص 500 فدان جميعها تطل علي النيل مباشرة للحدائق المقامة علي نمط المنتزهات والحدائق الأوروبية، وهي مزودة بالأشجار النادرة التي جلبها من مختلف أنحاء العالم،وأطلق عليها عند افتتاحها أعظم حدائق الشرق. وفى عام 1876 وفى عهد الخديو إسماعيل، ظهر خلل فى بعض عيون القناطر، فتمت دعوة المهندس "موجيل" من فرنسا لإصلاح أوجه العطب بها، فعاد ليصلح العيوب لتعينه الحكومة استشارياً للقناطر رغم بلوغه الخامسة والسبعين. طبيعة منطقة القناطر الخيرية جعلتها قبلة لأغلبية حكام مصر، حيث ضمت قصر الخديو الذى بناه محمد على باشا، والذى اتخذه الملك فاروق استراحة له، وأنشأ الزعيم جمال عبد الناصر استراحته الخاصة بنفس المنطقة. أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فكان يقيم فيها أكثر وقته، واستقبل فيها معظم ضيوفه من رؤساء دول العالم والملوك والأمراء، وشهدت الاستراحة عدة اجتماعات مهمة ومصيرية فى عام 1973، بالتوازى مع حرب أكتوبر، حيث اجتمع فيها السادات مع جميع قيادات الجيش، وعلى رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلى، وناقشا معا مدى قدرة الجيش المصرى على مواجهة القوات الإسرائيلية والاستعدادات الخاصة بالحرب وكيفية التحرك ووضع خطة تمكين القوات الجوية المصرية من تحطيم القوات الإسرائيلية. وأُطلق عليها فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك قلعة مبارك السرية. وخلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسى، لم يقم بأى زيارة للقناطر الخيرية. أما فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى فقد تم وضع مخطط كامل للاستفادة من كافة المقومات الموجودة بمدينة القناطر الخيرية وإعادة وضعها على خريطة السياحة العالمية.