أمريكا رصدت مليون دولار للقبض عليه هدد بتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا والانتقام لأبيه من أمريكا.. والسعودية تجرده من الجنسية وثائق تؤكد أن والده كان يعده لخلافته في قيادة التنظيم بعد مقتل شقيقه الأكبر ميادة أبو طالب من جديد عاد اسم بن لادن يتردد في كل أنحاء العالم، وهذه المرة من خلال حمزة بن لادن، أحد أبناء الزعيم السابق لتنظيم القاعدة لأسامة بن لادن ، الذي يعد حاليا أبرز وجوه التنظيم الإرهابي ، ويعد الرجل الثاني بعد أيمن الظواهري، ويبدو أن واشنطن بدأت في التركيز على اصطياد الإرهابي الشاب الذي كان قد توعد بالانتقام لأبيه، ورصدت مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه، كما أعلنت السعودية أنها أسقطت الجنسية عنه منذ شهر نوفمبر الماضي. ووفقا لصحيفة أم القرى الرسمية السعودية فقد أسقطت المملكة الجنسية عن حمزة بن لادن منذ نوفمبر من العام الماضي ،أي قبل إعلان الولاياتالمتحدة عن رصد مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه. وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية أعلنت عن صدور الأمر الملكي بالموافقة على إسقاط الجنسية السعودية عن حمزة أسامة محمد بن لادن ،من السجلات الرسمية في تاريخ 21/3/1440 هجريا. وكانت الولاياتالمتحدة رصدت مكافأة مالية قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تسهم في القبض على حمزة بن لادن، حيث إنه مدرج في قائمة الإرهاب الخاصة بها منذ يناير 2017. ووفقا لموقع إذاعة بي بي سي فإن الصدفة هي التي دفعت بهذا الشاب ليصبح زعيما في التنظيم حيث كانت الجهود كلها منصبة على إعداد سعد بن لادن، الابن البكر لأسامة بن لادن، لخلافته في قيادة التنظيم، الذي شارك بالفعل في التخطيط للكثير من العمليات. لكنه قتل بصاروخ أمريكي في غارة جوية في باكستان عام 2009، وهو في الثلاثين من عمره. وبعدها تحول الرهان إلى شقيقه الأصغر حمزة. وأفادت خطابات بخط يد أسامة بن لادن، عثر عليها في الحي السكني الذي اختبأ فيه عند مقتله عام 2011، أنه كان يعد حمزة لخلافته في التنظيم، والانتقام لقتل سعد. وحمزة هو ابن خيرية صابر، واحدة من زوجات أسامة بن لادن الثلاث. وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال، وأكاديمية سابقة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأُلقي القبض عليها في محل إقامتها مع زوجها في الحي السكني في بلدة أبوت آباد، حيث قُتل في الغارة الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة على المنطقة عام 2011. ويعتقد أن حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن كانوا قد انتقلوا إلى إيران في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وأنه بقي تحت الإقامة الجبرية في إيران لفترة طويلة. وأشارت وثائق عثر عليها في مقر إقامة بن لادن إلى أن التنظيم كان يعمل على الجمع بين الأب وابنه، ولكن القدر لم يمنحه هذه الفرصة حيث قتل قبل تنفيذ هذا المخطط. ورغم شعبية حمزة الكبيرة داخل التنظيم ،إلا أنه لم يظهر كثيرا ،حيث ظهر لأول مرة عام 2001، وهو يقف بين مجموعة من مقاتلي طالبان في أفغانستان، في شريط أذاعته قناة الجزيرة أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان. ومع تولي أيمن الظواهري قيادة التنظيم، يرجح أن حمزة أصبح هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ،لكن الجهاز الدعائي للقاعدة قدمه لأول مرة عام 2015، بصفته عضوا في التنظيم. ونُشر تسجيل صوتي له في أغسطس في نفس العام دعا فيه إلى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. ثم ظهر حمزة مرة أخرى في يوليو 2016، في خطاب صوتي بعنوان "كلنا أسامة"، توعد فيه الولاياتالمتحدة بالانتقام لمقتل والده ،وقال "سنواصل ضرباتنا واستهدافنا لكم في بلادكم وفي الخارج، ردا على قمعكم لشعوب فلسطينوأفغانستان وسوريا والعراق واليمن والصومال، وباقي أرض المسلمين، التي لم تسلم من غزوكم". وأضاف أن "انتقام الأمة الإسلامية للشيخ أسامة، ليس انتقاما لشخصه، وإنما انتقام للذين دافعوا عن الإسلام". وفي يناير 2017، أُدرج حمزة بصفة رسمية ضمن قائمة العقوبات الأمريكية للإرهابيين وتقضي هذه العقوبات بمنعه من التعامل مع أي شركة أمريكية أو امتلاك عقارات في الولاياتالمتحدة. وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك إنها تُبلغ المجتمع الدولي أن حمزة بن لادن انخرط في الإرهاب، وأنه هدد بشكل واضح بتنفيذ عمليات في دول غربية . و في نوفمبر من نفس العام، نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية وثائق عثر عليها في مقر إقامة أسامة بن لادن. ومن بين هذه الوثائق تسجيل بالفيديو لزفاف حمزة، يظهر فيه وهو شاب في مقتبل العمر. لكن هذا الفيديو لم يكن آخر ما سمع العالم عن زواج حمزة ففي أغسطس 2018، انفردت صحيفة الجارديان البريطانية بنشر خبر زواج حمزة من ابنة محمد عطا،الإرهابي المصري الذي كان قائد المجموعة التي نفذت هجمات سبتمبر عام 2001. ونقلت الصحيفة الخبر عن أحمد وحسن العطاس، الأخوين غير الشقيقين لبن لادن. وكذلك عن والدة بن لادن، عليا غانم، التي ما زالت على اتصال بزوجات بن لادن وأفراد أسرته الذي عادوا إلى المملكة العربية السعودية بعد أن منحهم ولي العهد السابق محمد بن نايف ملجأ. ووفقا للمحللين فإن هذه الزيجة تؤكد أن المرتبطين بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ما زالوا يشكلون المحور الرئيسي في قيادة تنظيم القاعدة. ومن جانبها أكدت الأسرة آنذاك أنها لم تسمع أي أخبار عن حمزة أو تتلقى أي رسائل منه. وحاليا لا يعرف بالتحديد مكان إقامة حمزة. لكن الأسرة قالت إنه قد يكون في المنطقة الحدودية بين أفغانستانوباكستان. وهو الأمر الذي يتفق مع ما قاله مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون الدبلوماسية والأمن، مايكل إيفانوف ، حيث أشار إلى أنه يعتقد أنه موجود ربما في المنطقة الباكستانية الأفغانية، وربما يعبر إلى إيران. لكن يمكن أن يكون في أي مكان آخر في جنوب آسيا الوسطى. جدير بالذكر أن قوات أمريكية خاصة قتلت أسامة بن لادن في غارة على مجمعه في باكستان عام 2011. ويعتقد أن حمزة حينها كان قيد الإقامة الجبرية في إيران ،وكانت تلك أكبر ضربة يتلقاها تنظيم القاعدة، منذ هجمات سبتمبر 2001. يذكر أن حمزة بن لادن هو أحد أبناء أسامة بن لادن من زوجته الثالثة خيرية صابر . ولد عام 1989 وهو معروف باسم حمزة بن لادن أو حمزة لادن، وكان شقيقه خالد بن لادن قد قتل في عام 2011 في الغارة التي أسفرت أيضا عن مقتل والده في أبوت أباد.