كشف خبراء في الشأن السياسي الليبي، عن مخططات خبيثة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للسيطرة على حكم ليبيا، وذلك باستخدام القيادي الإخواني الإرهابي المدعوم من قطر علي الصلابي. ويسعى تنظيم "الإخوان" الإرهابي للعودة إلى المشهد السياسي والهيمنة على مؤسسات الدولة الليبية، من خلال تشكيل ما يعرف ب"التكتل الوطني"، في محاولة لاستنساخ مشروع "ليبيا الغد"، الذي طرحه سيف الإسلام القذافي عام 2007، للتصالح مع الإخوان وإعطائهم دورًا أكبر في العملية السياسية. ويعد الصلابي، قيادي إخواني يُعرف بمعارضته لنظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ورغم ذلك بدأ مرحبًا لمشروع "ليبيا الغد"، الذي أطلقه نجل القذافي سيف الإسلام. ومع تبلور مشروع "ليبيا الغد" تناسي الصلابي معارضته السابقة للقذافي، وقفز لدعم المشروع السياسي الليبي الجديد، مساهمًا في العديد من الملفات التي فتحها سيف الإسلام القذافي في إطار هذا المشروع. وتقرب الصلابي من سيف الإسلام القذافي، في هذه الفترة، مستغلًا ذلك في القيام بدور الوسيط بين الحكومة الليبية وهذا التنظيم الإرهابي، ما أدى إلى الإفراج عن أعضاء الجماعة الإرهابية من السجون الليبية. الإرهابي علي الصلابي، مهووس بفكرة التمكين للإخوان وقد عمل على ذلك فيما قبل، وتمكن من خداع النظام الليبي في فترة حكم الرئيس الراحل معمر القذافي، وبنفس السيناريو يعيد الكرة مرة أخرى لتمكين الإخوان من حكم ليبيا. الصلابي، يصنف كأحد أبرز تلاميذ الإرهابي يوسف القرضاوي، داخل ما يعرف ب"اتحاد علماء المسلمين"، ويستقي غالبية أفكاره منه، كما يعتبر أحد أبرز القيادات المستقبلية للاتحاد الذي يموله تنظيم "الحمدين" الإرهابي الحاكم في قطر. ووفق خبراء فإن تركياوقطر تقودان عبر جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها في ليبيا ما يسمى بمشروع المصالحة الوطنية، والذي أعده الإخواني المقيم في إسطنبول علي الصلابي، للهيمنة على المشهد السياسي، وهو عبارة عن خارطة طريق تنفذها جماعة الإخوان لبسط نفوذها على مؤسسات الدولة الليبية". وأضافوا "أن تركيا تسعى لاستغلال الموارد التي تزخر بها ليبيا من خلال دعم تمكين زعماء الإخوان من السيطرة السياسية والاقتصادية على الشأن العام الليبي وتنفيذ مخططات تركياوقطر، مستغلة مغريات الموقع الجغرافي وخاصة الجنوب وهشاشته الأمنية كبديل لسوريا بعد ما تعرضت له داعش وحلفاؤها من ضربات موجعة". وقالوا إن للإرهابي الليبيي علي الصلابي، وتركيا مشروعًا واحدًا وهو مشروع حقد وكراهية ضد العالم العربي، مضيفًا أن تنظيم "الإخوان" الإرهابي لا يستطيع تقديم أي شيء سوى الموت والدمار. ويذكر أن الصلابي عاش في قطر قبل 2011، وتلمذ على يد الأب الروحي لتنظيم الإخوان يوسف القرضاوي وجماعته، حيث تلقوا أسلحة وقاذفات قنابل صاروخية، وأسلحة أخرى صغيرة أخرى وتدريبًا عسكريًا من الدوحة، بهدف الإطاحة بنظام القذافي. وبعد سقوط القذافي ونظامه انضم الصلابي، المعروف ب"قرضاوي ليبيا"، إلى جانب الإخوان والتنظيمات الدائرة في فلكها مثل القاعدة، ومشروعهم في السيطرة علي الدولة الليبية، بدعم سياسي ومالي وإعلامي من الدوحة. ومع تحول الأوضاع في ليبيا إلى فوضى عارمة، قامت قطر بتوريد معظم شحنات الأسلحة والدعم للمليشيات الإرهابية من خلال الصلابي، الذي شارك مع شقيقه إسماعيل في تأسيس كتيبة "رأف الله السحاتي"، وهي من أكثر المليشيات الإرهابية التي تتلقى دعما من قطر، كما نفذت عشرات الاغتيالات ضد أبناء مدينة بنغازي من المدنيين والعسكريين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انخرط الصلابي في أحداث فبراير وما تبعها من أعمال عنف، عبر تصريحاته المحرضة على قناة "الجزيرة" القطرية، وتعاونه مع القيادي في تنظيم القاعدة عبدالحكيم بلحاج، من خلال تشكيل ما عرف بالمجلس العسكري بطرابلس. ومع تشكيل الحكومة الليبية الأولى بعد نظام القذافي، أدلى الصلابي بتصريح، عبر قناة "الجزيرة"، دعا فيه رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، إلى تقديم استقالته، وترك الليبيين والقوى الوطنية الحقيقية يبنون مستقبل بلادهم حسب وصفه، معتبرًا أن الإخوان هم القوى الوطنية الحقيقية في البلاد. وأضاف الصلابي، أن جبريل ليس عليه إجماع في الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه، قائلًا: "لو سمح الليبيون لجبريل والذين معه بأن يمارس عقليته لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والدكتاتورية. وأدت تصريحاته التي ادعى أنها باسم الشعب الليبي، ضد جبريل، إلى تظاهر آلاف الليبيين في مدن عدة، معلنين تخوفهم من دور الصلابي السياسي، حتى عاد الصلابي بعد ذلك وأقر أنه في تصريحاته ضد جبريل لا يمثل سوى نفسه. ثم ظهر الصلابي مجددًا عبر الإعلام، معلنًا أن دوره في إسقاط حكم القذافي كان جوهريًا، الأمر الذي عرضه لانتقاد من الرئيس مصطفى عبدالجليل، حيث أعلن الأخير أن الشعب الليبي بأكمله أسهم في التغيير ولا يوجد لأحد فضل على آخر. ولد علي محمد محمد الصلابي، القيادي الإخواني الليبي، في يناير عام 1963 في مدينة بنغازي. وحصل الصلابي على الليسانس من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينةالمنورة، ونال درجة الماجستير من جامعة "أم درمان" الإسلامية، كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417 ه / 1996 م. ثم نال الصلابي درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه "فقه التمكين" في القرآن الكريم، من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م. ويعتبر الصلابي أحد مؤيدي المليشيات الليبية، بما في ذلك المليشيات المرتبطة بالقاعدة في ليبيا والمدرجة ضمن لوائح العقوبات الأمريكية والدولية. ويحمل الصلابي رقم 23 في قائمة الإرهاب التي أعلنتها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين للأشخاص الإرهابيين المرتبطين بقطر، والتي تضمنت 59 فردًا و12 كيانًا. ومع انضمام الصلابي لقوائم الإرهاب في الدول الأربع، يكون الإخواني الليبي، ثاني أعضاء "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" المدرجين في القائمة، بعد رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي. وقد شكل الصلابي "التجمع الوطني للحرية والعدالة والتنمية"، وهو اسم مشابه لحزب العدالة والتنمية التركي. وشارك علي الصلابي، قبل هروبه إلى تركيا في حشد الأحلاف ضد الجيش الوطني الليبي، فضلًا عن جلب التمويل المادي من الخارج (من تركياوقطر). وتتكون عائلة "آل الصلابي" الإرهابية، من أربعة أخوة هم: "علي"، الذي يلعب دور الوساطة مع الممولين، و"أسامة" وهو يشرع الإرهاب، و"إسماعيل" ومهمته قيادة الميليشيات على الأرض، و"خالد" الذي يسهل عملية تهريب السلاح، وإيواء الإرهابيين الهاربين. وتحولت ليبيا منذ ما بعد 2011 إلى ساحة ترانزيت لتغذية الحرب في سوريا والعراق، بدعم وتمويل وتسليح قطري وبمساعدة تركيا، حتى عبر طائراتها المدنية التي ظلت تطير ما بين إسطنبول ومطار مصراتة الدولي في فترة توقف كافة أشكال الطيران فوق ليبيا.