قال الدكتور حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق إن استمرار الرئيس محمد مرسي في ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين سيؤدي إلي فشله وانهيار الدولة، وأنه إذا أراد أن يصبح فعلاً رئيساً لكل المصريين فعليه أن يبعد أعضاء الجماعة ومرشدهم عنه. وتساءل الكفراوي في حواره ل «الموجز»: لماذا يصر أعضاء الجماعة علي التحدث باسم الرئاسة بالرغم من عدم ارتباطهم بها ولا يعلمون كواليسها؟!، ثم لماذا يتركهم مرسي يتحدثون باسمه دون أن يعاقبهم أو ينهيهم عن ذلك؟ معرباً عن خوفه من تقسيم مصر إلي دويلات صغيرة بسبب حكم الإسلاميين وفيما يتعلق باهتمام الرئيس بالقضايا الخارجية قال الكفراوي إن أداء مرسي الخارجي جيد حتي الآن، ويبشر بعودة علاقة مصر مع الدول الأخري إلي طبيعتها بعدما تسبب النظام السابق بقيادة الرئيس المخلوع مبارك في تدميرها، مشيراً إلي أنه كان مبهوراً بخطاب مرسي الذي القاه في قمة عدم الانحياز الشهر الماضي بإيران معرباً عن أمله في أن يزور مرسي سنغافورة ومعظم دول جنوب شرق آسيا. وأشار إلي أن مرسي نجح في الإطاحة بأعضاء المجلس العسكري وعلي رأسهم المشير طنطاوي والفريق عنان، مشيراً إلي أنه كانت هناك خطة مسبقة بين الطرفين لخروج المشير وعنان وإنهاء خدتهما إلا أن مرسي سارع في إقالتهما من منصبيهما لإظهارهما أمام الرأي العام بأنهما فشلا في إدارة المرحلة الانتقالية وأن هناك جرائم كثيرة وقعت أثناء إدارتهما للبلاد وأكبر دليل علي ذلك البلاغات المقدمة ضدهما أمام النائب العام عبدالمجيد محمود والتي تطالب بمحاكتهما بسبب احداث ماسبيرو ومحمد محمود واستاد بورسعيد وبالرغم من كل ذلك لا نجد أي رد فعل من قبل الجيش مما يؤكد أن هناك اتفاقا مسبقا بين الطرفين. وأوضح أنه كان يتمني أن يخرج المشير وعنان من الخدمة خروجاً مشرفاً بإرادتهما ولا تتم إقالتهما نظراً لدورهما الكبير في انجاح ثورة 25 يناير المجيدة ومساندتهما لها فهما اللذان حميا الثورة مع أعضاء المجلس العسكري ووقفوا بجوارها منذ بدايتها. وقال الكفراوي: بعدما نجحت الثورة في القضاء علي نظام مبارك وأعوانه استطاع الإخوان عن طريق جماعتهم المنظمة السيطرة علي الثورة وجذب الثورة إليهم تحت شعار الدين ثم سرقة الثورة نظراً لعدم توحد قيادات وشباب الثورة والقوي الوطنية والمدنية في مواجهتهم مما تسبب في وصولهم للحكم. وحمل الكفراوي بعض الشخصيات الوطنية مسئولية سرقة الثورة وعلي رأسهم الدكتور محمد البرادعي وأحمد زويل خاصة أنهما من الشخصيات التي ساهمت في اشعال شرارة الثورة وتحريك المياه الراكدة في البحيرة ضد نظام مبارك، مشيراً إلي بعدهما عن المشهد السياسي ولعب دور كبير في توحيد القوي الوطنية تجاه الإخوان ساهم في وصولهم «أي الإخوان» للحكم مطالباً البرادعي وزويل وكل رموز القوي الوطنية بالاعتذار للثوار عن ذلك. وأوضح أن عملية إحالة المشير طنطاوي والفريق عنان للمحاكمة كانت متوقعة لافتا إلي أنه حذر بعض قيادات المجلس العسكري في اتصال هاتفي من الإخوان إلا أنهم لم يستجيبوا له وضربوا بكلامه عرض الحائط. وأكد الكفراوي أن هناك علاقة قوية تربط بين مرسي وحركة حماس، خاصة أن حماس تعتبر أحد أجنحة جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلي أن مرسي لا يستطيع أن يتخلي عنهم بالإضافة إلي أن هناك ضغوطاً يمارسها عليه مكتب الإرشاد لمساعدة حماس. ولفت إلي أن خطة ال 100 يوم التي وعد بها مرسي كان هدفها تمكين الإخوان من السيطرة علي الدولة، وأن مرسي لم يحقق ما وعد به خلال ال 100 يوم لأنه باختصار لا يملك عصي موسي السحرية خاصة أن مشاكل مصر تحتاج إلي سنوات لحلها، وهذا يدل علي مدي السياسة المتخلفة التي يمارسها الإخوان المسلمين وعدم فهمهم لها. وأوضح أن مرسي نجح بضغوط أمريكية، تنفيذاً لمخططها في الوطن العربي، مشيراً إلي أن ما يحدث في الوطن العربي خاصة في مصر وليبيا والبحرين وتونس وغيرها يعتبر مخططاً يتم تنفيذه بقوة، ومن يتصور عكس ذلك فهو خاطئ. وعن رؤيته لما يتعلق بأعضاء المجلس الاستشاري للرئيس قال الكفراوي: لا يوجد فريق رئاسي حقيقي ونسمع عن أعضائه في وسائل الإعلام فقط دون أن نلمس لهم دورا حقيقيا في حل مشاكل المواطنين ومن المعروف أن اختيار أعضاء الفريق يكون غالباً من أهل الخبرة والثقة ولكن مستشاري الرئيس الحاليين تم اختيارهم من أهل الثقة فقط وهو ما ينذر بكارثة كبري تنتظرها مصر قريباً. وفيما يتعلق بالحرب التي يشنها الإخوان علي الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة قال الكفراوي لا يوجد للإخوان أي برنامج حقيقي ومشروع النهضة الذي تحدثوا عنه خلال الانتخابات غير موجود أصلاً أما الفريق أحمد شفيق فكان بالفعل لديه برنامج نهضة حقيقي كنت قد تقدمت به إبان حكم الرئيس المخلوع مبارك ولكنه ظل للأسف حبيس الأدراج إلا أن شفيق حصل عليه حتي يكون برنامجه في الانتخابات وينافس به الإخوان لذلك فهم يشنون حرباً ضد شفيق لتصفية حساباتهم معه. وأوضح أن الإخوان المسلمين ليس لديهم أي برنامج اقتصادي حقيقي يمكن أن يساهم في تنمية مصر في المستقبل، مثلهم مثل الحزب الوطني المنحل والذي لم تكن لديه سياسة اقتصادية أو رؤية واضحة، وإذا كانت موجودة بالفعل لما وصلت مصر إلي هذا الوضع وقامت الثورة العظيمة. وعن رؤيته لرجلي الأعمال الإخوانيين خيرت الشاطر وحسن مالك وهل يسيران علي نفس سياسة أحمد عز أمين التنظيم الأسبق بالحزب الوطني المنحل، أشار الكفراوي إلي أن الشارع المصري لم يعرف أي شيء عن الشاطر ومالك ومدي شرعية أموالهما التي يتملكانها حتي الآن أما أحمد عز فإنه يعرفه منذ أن كان شاباً عمره 25 عاماً. وقال الكفراوي إن أحمد عز كانت لديه رؤية منذ أن كان شاباً صغيراً فهو طموح ويريد أن يحقق طموحه علي أرض الواقع وعندما كنت وزيراً للإسكان طلب مني تخصيص قطعة أرض ليقيم عليها مصنعاً للحد فوافقت له علي ذلك لأنه شاب وأنا أساعد الشباب ثم فوجئت بعد خروجي من الوزارة بأنه تقرب من جمال وعلاء مبارك وأصبح من أهم رجال الأعمال في مصر إلا أن علاقته بنجلي الرئيس هي التي أفسدته. وأعرب الكفراوي عن تخوفه من حكم الإسلاميين لمصر خاصة أنهم يريدون أن يحكموا شعباً تعداده 90 مليون نسمة بطريقتهم المتخلفة بالرغم من وجود فئات مختلفة في الشعب المصري ترفض سياستهم، مؤكداً أن المسلمين معترضون علي الجمعية التأسيسية لوضع الدستور والتي يسيطر عليها الإخوان والسلفيون متسائلاً: كيف يكون حال الأقباط في هذا الوضع. وعن تقييمه لأداء حكومة رئيس الوزراء هشام قنديل قال الكفراوي: إن من الظلم الحكم علي هذه الحكومة في هذه الفترة الوجيزة ويجب أن نمنحها الفرصة حتي تتمكن من إصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة. وعن رؤيته للمشهد السياسي المصري والحالة السيئة التي تمر بها البلاد قال الكفراوي إن مصر أصبحت الآن تعيش بين فساد فادح وفكر متخلف فالفساد مازال رجال النظام السابق يمارسونه حتي الآن بسبب استمرارهم في الأجهزة الحكومية منذ أكثر من عقدين ماضيين أما الفكر المتخلف فيمارسه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي لا تنظر إلي الدولة المتقدمة وكيفية تنميتها ولكنها تفكر في أمور عقيمة ومتخلفة فكرياً مثل عملية ختان الإناث وإجازة جواز القصر وهو ما يؤكد أن فكرهم شيطاني ومتخلف. وأكد أن الأوضاع التي تمر بها البلاد تؤكد أن مكتب الإرشاد هو الذي يحكم مصر وأبرز مثال علي ذلك الأحداث التي شهدتها مصر يوم جمعة كشف الحساب وحديث أعضاء جماعة الإخوان إلي وسائل الإعلام باسم الرئاسة. وفيما يتعلق بالشأن الخارجي ومدي تأثير نجاح ميت رومني في الانتخابات الأمريكية علي تنامي الإسلام السياسي في الوطن العربي قال الكفراوي بالفعل سيؤثر علي الإسلام السياسي ويجب أن نفهم أن أمريكا تساند إسرائيل علي حساب العرب وهذا ما ظهر من مواقفها في حروب 1948 و1956 و1973 لأنهم يريدون عدم انتشار الإسلام في الدول الأوروبية.