على مدار 12 عاما كان مايكل كوهين المحامي الشخصي الوفي لدونالد ترامب، حتى أنه عرف بكلب ترامب الشرس، وقد دافع عنه في قضايا عديدة ، ووقف أمام أعداءه خلال الحملة الانتخابية للرئاسة، ولكن مع تضييق الخناق عليه اضطر إلى إبرام صفقة مع المدعي العام ليتعاون مع التحقيقات بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، مقابل تخفيف الحكم عليه. في تحول درامي كبير قال مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أكثر من سعيد للمساعدة في التحقيق بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأكد لاني ديفيز محامي كوهين أن موكله مستعد لقول كل ما يعرفه عن ترامب، الأمر الذي أغضب الرئيس الأمريكي الذي كتب تغريدة على حسابه على موقع التواصل تويتر يؤكد فيها أن محاميه اختلق قصصا للحصول على صفقة . ورغم ظهور الكثير من الأدلة إلا أن ترامب لا يزال ينفي وجود أي تدخل من جانب روسيا لصالحه في الانتخابات. وأوضح ديفيز أن موكله لديه معلومات عما إذا كان ترامب يمتلك معلومات عن قرصنة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمنافسته هيلاري كلينتون الأمر الذي أضعف موقفها في الانتخابات, كما أكد ديفيز أن كوهين أيضا كان على علم باجتماع تم في برج ترامب في يونيو من عام 2016 ،بين مسئولي حملة الرئيس الأمريكي الحالي الانتخابية ووفد روسي. وكان فريق التحقيق قد حصل سابقا على رسائل إلكترونية كتبها كوهين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووثقت عمله لتطوير مشروع عقاري لترامب في موسكو. ويبدو أن كوهين رأى أن سقوط ترامب أصبح وشيكا فاختار النجاة بنفسه، حيث أبرم صفقة مع المدعي العام الأمريكي لينال حكما مخففا مقابل التعاون مع المحققين وقوله كل ما يعرفه عن الرئيس الأمريكي. وكذلك اعترف كوهين أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة روبرت مولر بأنه دفع أموالا وأشرف على دفع أموال لشراء صمت نساء أردن الكشف عن إقامة علاقة جنسية مع ترامب خلال حملته الانتخابية ، وهو الأمر الذي يعني تورط ترامب في جريمة يعاقب عليها القانون. وكان قد انتشر تسجيل لمحادثة صوتية بين ترامب وكوهين حول دفع أموال للعارضة السابقة في مجلة بلاي بوي كارين ماكدوجال ،مقابل صمتها واقرارها بعدم نشر أي معلومات عن علاقتها الجنسية المزعومة مع ترامب في عام 2006 ، حيث حاول محامي الرئيس الأمريكي شراء صمت العارضة الإباحية قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية. وكان هذا الشريط واحدا من عدة أشرطة عثر عليها خلال مداهمة نفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي على عقارات كوهين في وقت مبكر من هذا العام. ووضع كوهين ترامب في مشكلة أكبر عندما اعترف بأن الأموال التي دفعت لإسكات ماكدوجال ونساء أخريات من تمويل الحملة الانتخابية للرئيس، لاسيما وأنه أقر بأنه فعل ذلك للتأثير على مسار الانتخابات وتنفيذا لأوامر ترامب. وتعد هذه القضية مشكلة كبيرة لترامب لأن دفع أموالا غير معلنة لإخفاء قصص محرجة عن مرشحين سياسيين تعد انتهاكا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية في الولاياتالمتحدة , ولايزال ترامب ينكر العلاقة مع مكدوجال، ويؤكد أنه لا علم له بدفع أي أموال لها, واعتذر كوهين في وقت سابق للسيدة الأولى ميلانيا ترامب ،عما سببهه لها من ألم بدفع مال للممثلة الإباحية. أزمة أخرى يواجهها كوهين بعد أن كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق لها ،أنه طلب من الحكومة القطرية مليون دولار على الأقل في ديسمبر 2016 مقابل المشاركة في برنامج أمريكي للاستثمار في البنية التحتية, ووفقا للصحيفة رفضت قطر عرض كوهين ،الذي جاء قبل تنصيب ترامب بأيام،واعتمدت على شهادات عدة أشخاص على دراية بالأمر. وذكرت واشنطن بوست أن كوهين طلب هذه الأموال من أحمد الرميحي الذي كان آنذاك رئيس إدارة الاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري، وكان ذلك خلال اجتماع ببرج ترامب في نيويورك يوم 12 ديسمبر 2016 بحضور وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثان. لم تكن هذه القضية الأولى التي يحاول خلالها كوهين تلقي رشاوى لتسهيل الحصول على صفقات أو مشروعات في أمريكا، فقبل ذلك اعترفت شركات أمريكية وأوروبية الأسبوع الماضي بدفع أموال لكوهين الذي وصف نفسه بأنه وسيط يعمل لحساب ترامب، الأمر الذي يعني أن الاتهام بالرشوة قد يطال الرئيس الأمريكي نفسه. وكانت شركة الأدوية السويسرية نوفارتس قد أقرت بدفع حوالي 1.2 مليون دولار لكوهين ،بينما قالت شركة الاتصالات الأمريكية "تي إن تي" أنها قدمت 600 الف دولار لكوهين، وقالت شركة كوريا للصناعات الفضائية الكورية الجنوبية إنها استعانت بمحامي ترامب مقابل 150 ألف دولار. وكان مكتب التحقيقات قد اتصل بشركتي نوفارتس وتي إن تي في اواخر 2017 للتحقق من هذه المعلومات ، ويبدو أن هذه القضية سوف تكون جزء مهما من التقرير الذي سيرفعه فريق التحقيق لوزارة العدل حول ترامب . ويخضع كوهين للتحقيق حاليا، حيث يواجه تهم أخرى منها التهرب من دفع الضرائب والاحتيال على المصارف وانتهاك قانون الحملات الانتخابية. يذكر أن كوهين تخرج في إحدى الجامعات في واشنطن، وهو ابن جراح نجا من معسكر اعتقال نازي مع عائلته، وعمل في مكتب محاماة يعمل في مجال الإصابات البدنية قبل أن يصبح شريكا في شركة فيليب نايزر القانونية في مانهاتن، ثم التقى بترامب بعد أن أصبح أمين صندوق مجلس إدارة برج ترامب الذي كان يملك فيه هو وعائلته شققا. واجه كوهين العديد من الانتقادات من مجتمعه بعد أن نشر صورة لابنته بملابس البحر على حسابه الخاص في التويتر وكتب عليها" أنا معجب بجمال ابنتي، فهي تشبه عارضة الأزياء الشهيرة أندريه ورهول". ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا أشارت فيه إلى أن ترامب كان يهين محاميه بأقسى العبارات ويسخر منه وهدده بالطرد مرتين, وعرف كوهين على مدار عشر سنوات، باسم كلب ترامب الشرس، حيث قال في مقابلة له عام 2011 إنه إذا فعل أي شخص أمرا لا يروق لترامب، أفعل كل ما بوسعي لحلها لصالح ترامب. فإذا فعلت شيئا يزعج ترامب، أمسك بعنقك ولا أتركك حتى انتهي منك ،فكلمة الولاء هي محور علاقة كوهين بترامب. وكان كوهين قد أسقط سابقا دعوى تشهير ضد موقع بازفيد و شركة أبحاث سياسية , ادعتا تواطؤ روسيا مع حملة ترامب للانتخابات الرئاسية. كما نفى ادعاءات الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل، بأنه التقى بعملاء روس في جمهورية التشيك في أغسطس 2016 في اطار جهوده لمساعدة ترامب في الانتخابات