* القى بيان بيعة داعش فى نوفمبر 2014 وأكبر مستقطب لشباب الإخوان * ينتمى لعائلة كبرى بمدينة العريش ويتراوح عمره بين 37 و40 عامًا * ظهر فى عدد من فيديوهات داعش بسيناء وهو يرتدى قناعًا يخفى وجهه فيما عدا العينين فى الوقت الذى تتعالى فى أصوات الأمريكان واللوبى الصهيونى بالترويج المشبوه لما أسموه صفقة القرن تواصل مصر وجيشها حربها الشريفة على الارهاب الأسود وتحاول اقتلاع أخر جذوره فى سيناء وكأن ترامب وادارته ذات الرداء الصهيونى كانت تنتظر الساعة الفاصلة لأخر رصاصة فى صدر الرجل الأخير من التنظيمات الارهابية لتطمئن أن الارض باتت نظيفة ومستعدة لاستقبال صفقتهم المشبوهة . لكن مصر بارادتها المستقلة وقرارها الحر تقف فى وجه هذه المخططات وستنتصر عليها كما انتصرت على الارهاب الذى هزم العالم ونال من كبرى الدول لكنه فشل فى كسر ارادة مصر وشعبها . ورغم أن المؤشرات جميعها على مستوى مواجهة الارهاب تؤكد أن المهمة أوشكت على الانتهاء لاعلان اقتلاع اخر جذوره ودحر اخر معاقله لكن يبقى السؤال الأهم وهو من هو الرجل الأخير فى سيناء . كل المعلومات والتسريبات والبيانات التى تصدر عن تنظيم داعش الارهابى تؤكد أن الرجل الاخير كان أبوأسامة المصرى، الزعيم الإعلامى والشرعى والأمنى لداعش سيناء، أنصار بيت المقدس سابقًا والذى تؤكد معلومات مهمة ان الاتصالات قد انقطعت بينه وبين تنظيمه لاارهابى وهناك احتمالات كبيرة ان يكون قد تم تصفيته . الرجل الأخير فى كهوف داعش كان حامل لواء البيعة التنظيم فى نوفمبر 2014، حيث تولى عمليات تجنيد واسعة استهدفت شباب الإخوان والسلفيين وجماعة حازمون أواخر العام 2014، أوائل 2015. ومع تواصل تصفية القادة الحركيين والكبار فى داعش سيناء أصبح التنظيم بلا أجنحة، والأهم بلا عقل. تمكنت الخطة الأمنية المحكمة من جانب الجيش وبمعاونة الشرطة المدنية من تضييق الخناق على جميع قادة التنظيم، ما أدى إلى اصابته وتشتت ما تبقى من عناصره . وتأتى أهمية حدث تصفية المصرى ليس لخطورته فقط لكن لانه كان بالفعل حجر الزاوية الاخير لتنظيم داعش فى سيناء . ويلقب الذئب الأخير لتنظيم الدولة الارهابى ب"عمدة الدواعش"، وهو صاحب أشهر التهديدات بالقتل لضباط الجيش والشرطة المصرية. وفى سجلاته الجنائية التى تكشف عن هويته الحقيقية نجد أن اسمه الحقيقى هو "محمد أحمد على"، ينتمى لإحدى العائلات الكبرى بمدينة العريش بشمال سيناء، وهو زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس الذى تحول اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته التنظيم الإرهابى (داعش). ورغم أن الجهات الأمنية لم تكشف اية معلومات مؤكدة عن هويته، إلا أن اتحاد قبائل سيناء قال إنه ينتمى لإحدى العائلات الكبرى بمدينة العريش فى شمال سيناء، ويتراوح عمره بين 37 و40 عامًا، وقد ظهر فى عدد من فيديوهات داعش بسيناء وهو يرتدى قناعًا يخفى وجهه فيما عدا العينين. والغريب أن ذئب الصحراء الارهابى او اسامة المصرى كان يعمل قبل 25 يناير 2011 فيما يسمى بالعلاج بالقرآن، وكان متحدثًا إعلاميًا قبل أن يتولى منصب قائد دواعش سيناء بعد مقتل أبوهمام الأنصارى. كما أن "المصرى" هو الذى قرأ بيان مبايعة ولاية سيناء لتنظيم داعش الإرهابى فى نوفمبر 2014، لكن حرص التنظيم على عدم إظهار وجهه بالتمويه والتشويه؛ كى يتخفى من الأجهزة الأمنية. اما التقارير المعلوماتية فتؤكد ان المصرى قد تلقى تدريبات عسكرية فى غزةوسوريا، للمشاركة فى عمليات إرهابية فى مصر، بالإضافة إلى مشاركته بالحرب الدائرة فى سوريا لمدة 4 سنوات. وأنه تبنى عملية تحطم الطائرة الروسية فى سيناء عام 2015، قائلًا: "نحن من أسقطناها موتوا بغيظكم". وتفيد معلومات غير مؤكدة أنه مصاب بالبهاق، وذلك بعد ظهوره فى العديد من مقاطع الفيديو، وهو يتحدث عن التنظيم وشرعية ما يقوم به من عمليات، وبدت على يديه علامات المرض. ومن مقاطع الفيديو التى ظهر فيها: المقطع الخاص بتفجير كمين كرم القواديس، وفى فيديو آخر وهو يؤم أعضاء التنظيم فى صلاة العيد. تصفية قيادات مهمة مثل المصرى ورفاقه لها تداعيات عدة فى مقدمتها تلاشى اخر كهوف الارهاب فى سيناء وتشتت من فر من عناصره وافتقادهم الى قيادتهم المركزية التى كانوا يتلقون منها التعليمات والمعلومات ثم تظهر مرحلة اخرى من الانقسام ووليس ببعيد عن الاذهان عودة تنظيم "جند الإسلام"، صاحب الولاء والبيعة للقاعدة، والعداء لداعش وشريعته وخليفته المزعوم، ليعلن عن مجابهته لرجال "تنظيم الولاية"، بفيديو شرس، ولكن هذه المرة تضمن اعترافات لمنشق عن الجماعة الدينية المتطرفة. تناول الفيديو المصور، أقوال كادر داعشى سابق خرج عن قسم الولاء للتنظيم، قبل أن يفضح أسرارًا كثيرة كان شاهدًا عليها منها أن الدواعش مسئولون عن عملية مسجد الروضة التى جرت نهاية نوفمبر الماضى، حيث سقط أكثر من 300 ضحية بريئة، إلى جانب الهجوم على سيارات شركة الأسمنت بوسط سيناء وقتل 9 سائقين وحرقها، فضلًا عن تأكيده على العداء التام فى الوقت الحالى بين رجال البغدادى وحركة حماس الفلسطينية. كما تضمن الفيديو شهادة تفيد بوجود مقاتلين أجانب فى صفوف داعش سيناء، إلى جانب انخراط أعضاء التنظيم تحت لواء شباب مغرر به، وكثير منهم يتسم بالانفلات الأخلاقى. المنشق وصف كذلك أهوال التعذيب التى تصل إلى حد الحبس والاعتداء البدنى والقتل لكل من يحاول الهرب من جحيم الدواعش وبيعتهم السوداء. وكانت هذه المرحلة فارقة داخل التنظيم حيث عرفت الانشقاقات طريقها لصفوف ما تبقى من دواعش سيناء "تنظيم الولاية" إلى العلن، فعدد المقاتلين فى انهيار لذا بدأ التنظيم يفقد عقله المدبر ويفتح المجال لاعدام من ينشق من عناصره بشكل شرس وغير مسبوق . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل للاعلان عن عمليات الاعدام للمنشقين لردع الباقى حيث كشف فيديو دموى شهير بثته مواقع إلكترونية تابعة للدواعش عملية إعدام منشق عن التنظيم، جراء اتهامه بالتعاون مع حركة حماس وتهريب سلاح وعتاد لها، كنموذج لمحاولات أخيرة من جانب "الولاية"، لإيقاف مسلسل الانشقاقات المتصاعد بين صفوفها كما تضمن الفيديو تهديدًا واضحًا للحركة الفلسطينية، بالإضافة إلى توعد المنشقين عن التنظيم بالقتل. وظهر فى الفيديو شخص تم تعريفه باعتباره القاضى الشرعى للتنظيم، حيث تلا حكمًا بالإعدام على أحد عناصر التنظيم من الغزاوية، قائلاً: "اليوم سننفذ حكم الإعدام على أحد المرتدّين لتهريبه سلاحًا لكتائب عز الدين القسام، وعشرات الأفراد من منطقة العريش لقطاع غزة". بعدها ظهر فيديو اخر أظهر شابًا عُرف فيما بعد أنه نجل قيادى بارز فى حماس أيضًا انضم حديثًا لصفوف داعش سيناء، صوب فوهة مسدسه تجاه رأس المتهم بالانشقاق والخيانة بالتعاون مع حماس، قبل أن يرديه قتيلًا بهدوء شديد. وترجح المعلومات أن الفيديو الذى بثه تنظيم "جند الإسلام" جاء ردًّا على فيديو الإعدامات الداعشية. وكل ذلك يصب فى ملف واحد وحقيقة مهمة ان التنظيم الارهابى يعانى فى مختلف ولايته وأفرعه فى سوريا والعراق وليبيا والمغرب العربى وحتى بمصر والجزيرة العربية، موجات لا تنتهى من الانشقاقات إثر انهيار التنظيم على مختلف الجبهات. ويتعامل داعش بعنف شديد مع كل محاولة انشقاق، معتبرًا الخروج عليه نوعًا من الردة والكفر لا يكفّر عنها إلى قتل صاحبها بأبشع الطرق الممكنة. المشهد باختصار يؤكد من الداخل أن التنظيم ينهار بشكل ممنهج، على يد الأمن وضرباته العسكرية المتواصلة والمركزة والمتطورة، وينهار ايضا من داخله من خلال الانشقاقات والتشتت إصراره على تعديد واجهات العداوة ضده، من قبائل كالترابين، وتنظيمات منافسة تدين بالولاء للقاعدة، كجند الإسلام، أو عبر استعداء المنشقين عنه. وبالعودة للوراء قليلا وتحديدا فى نوفمبر 2014، تحلل ضابط الصاعقة المفصول، هشام عشماوى ورجاله من بيعة التنظيم عبر أبوأسامة المصرى، على خلفية مبايعة الأخير نفسه لداعش، وتحوله إلى ولاية سيناء. ثم رفضت بعض الجماعات والخلايا التى كانت تعمل تحت مظلة أو بالتنسيق مع أنصار بيت المقدس، السير فى ركابه الداعشية الجديدة، من تلك الجماعات "جند الإسلام". وأفرزت نتائج بيعة "أنصار بيت المقدس" لداعش، انفصال بعض التنظيمات التى كانت قد اتحدت تحت مظلتها من قبل، ومنها جماعة "جند الإسلام" التى تمثل "القاعدة فى سيناء". وكانت جماعة "جند الإسلام" قد تبنت فى بيان لها عملية تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح فى 12 سبتمبر 2013، والذى راح ضحيته 6 شهداء من الجنود وأصيب 17 آخرون ثم اختفت بعدها، ما يرجح أنها كانت قد اندمجت مع "أنصار بيت المقدس"، وانتظرت عامين تقريبا حتى بثت بيانها فى نوفمبر 2015، فى صورة تسجيل فيديو زعمت أنه لبعض عملياتها فى مواجهة الجيش فى سيناء، فضلاً عن تفجير مدرعات تابعة للجيش أو الشرطة، فى بدايته بثت لقطات لجانب من تدريبات عناصر الجماعة ربما فى إشارة إلى ضمها عناصر جديدة خلال الفترة الماضية، كما ظهر وجود تدريبات بسيارات الدفع الرباعى حملت عليها أسلحة ثقيلة، لتوضح مهارات مقاتلى الجماعة فى حروب العصابات. معانى عدة حملها هذا الفيديو تحتمل جميعها صنوف عدة من الاحتمالات لكن ربما كان هذا الشريط (الذى تم بثه فى نوفمبر 2015)، رسالة إلى أصدقاء الأمس "أنصار بيت المقدس"/ ولاية سيناء، وليس موجها للحكومة المصرية، بمعنى أن "جند الإسلام" أرادت أن تقول لأنصار بيت المقدس، إنها موجودة وستعود لتنافسها وتتمدد على أرضها فى سيناء. فيما مثل بيانها الصوتى الأخير الصادر 11 نوفمبر 2017 الذى روى تفاصيل معركة مع الدواعش جرت فى أكتوبر الماضى، إعلانًا واضحًا بأنها قد بدأت الحرب المفتوحة ضد رجال البغدادى أو فلولهم فى سيناء عمليًا. وبعيدا عن كواليس واسرار هذه التنظيمات لاارهابية المتهاوية يبقى امام صانع القرار فىمصر مهمة صعبة وهى تحديد ساعة صفر جديدة لمرحلة بناء جادة فى سيناء تخلق الباب نهائيا فى وجه كل الطامعين سواء من التنظيمات الارهابية او أصحاب صفقة القرن المسمومة .