في بادرة تُعد الأولى من نوعها، اتجهت جامعة الأزهر إلى تشكيل، أول فريق غنائي منفتحةً على الفن والغناء، وذلك للمشاركة في مهرجان الفنون والإبداع الذي تنظمه الجامعة، دعمًا لإبداعات ومواهب أبنائه المتميزين من المصريين والوافدين، في مختلف المجالات الفنية والثقافية والأدبية. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن البعض قد يستغربون تنظيم الأزهر لمهرجان لعرض المواهب الفنية، إذ عهدوا للأزهر للمشاركة في المؤتمرات العلمية والشرعية، ولكنهم للمرة الأولى يأتون لمهرجان فني، وربما يأتي هذا العجب من تصور خاطئ لدى البعض بأن الأزهر يتخذ موقفًا معاديًا للفن والإبداع، وهذا خطأ شديد. وأضاف: الأزهر يؤمن بأن الفن والإبداع تعبير عن النفس وترويح عنها وتخلص من ضغوط الحياة، وأنه يمكن للفن والإبداع أن يتناغما مع الجهود العلمية والصحية والعسكرية، وذلك إذا تبنى الفن رسالة تلامس مشكلات المجتمع، وحينها سيكون الفن ربما أكثر تأثيرًا من الجهود الفكرية لأنه يستهوي الناس ولو استغللنا هذا الإقبال بالأعمال الهادفة لكان الفن داعمًا للذوق العام. وأشار إلى أن مهرجان الأزهر للإبداع يأتي إيمانًا منه بأهمية الفن والإبداع. وأكد أن المهرجان ليس المرة الأولى التى يقدم فيها الأزهر الشريف مواهب فنية، وإن كان هذا هو المهرجان الأول، إلا أن جامعة الأزهر كان لها مشاركات فنية فى مسابقات عديدة، مضيفًا: "نحن مع الفن والإبداع الهادفين، وسنكون ضد الفن الهابط الذى لا يتفق مع قيمنا". وقال الفريق الغنائي، إنه تمَّ تشكيله بعد فتح النشاط بابه لاستقبال الطلاب ممّن لديهم موهبة الغناء، حيث تم اختيار 16 من بين 600 طالب وطالبة، لتمثيل الأزهر في المسابقات الفنية. وأضاف: جاء الغناء، نوعًا جديدًا من النشاط الفني، بعدما كانت النشاطات الفنية مقتصرة على الرسم والفنون الشعبية والفن التشكيلي، إذ إنَّ الجامعة استعانت بمايسترو محترف لتدريبهم بجانب أستاذة تربية موسيقية في إحدى الجامعات الحكومية للإشراف على النشاط الجديد، لإضفاء الاحترافية على الفريق، إذ لا يوجد في جامعة الأزهر أي كليات فنية. وتابع: هذا تطور لم نشهده من قبل في طريقة تعامل جامعة الأزهر مع المواهب الغنائية، وفّرت لنا مكانًا للتدريب وإجراء البروفات قبل المسابقة، واستعانت بمدربين محترفين هما المايسترو حسن فكري، والدكتورة نهلة بكير أستاذة التربية الموسيقية بجامعة حلوان، وتحمسا لموهبتنا وإرادتنا لإنجاح التجربة، فحققنا المركز الثاني في أولى مشاركاتنا، حيث إن الغناء ليس حرامًا طالما أنه هادف ويؤدى بشكل راقٍ. واستطرد: غنى الفريق خلال المسابقة، 4 أغانٍ إلزامية لجميع فرق الجامعات المشاركة: "شباكنا ستايره حرير" للفنانة شادية، "يا أغلى اسم في الوجود" لنجاح سلام، "الحلو داير شباكها" للفنان محرم فؤاد، "ليه تشغل بالك ليه للفنان عبدالحليم حافظ، وجميعها من ألحان محمد الموجي، بجانب أغنية من اختيارهم هي موشح "يا شاغلي بالحسن بدرُ". ومن ناحيته قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إنَّ الجامعة تسعى دائمًا إلى رعاية طلابها الموهوبين والمبدعين والارتقاء بمستواهم، مشيرًا إلى أنَّ مجلسها قد قرَّر إنشاء مركز "إبداع" لرعاية الموهوبين في كل تخصصات الإبداع من رسم وشعر وموسيقى ورياضة واختراعات بكل كلية، حيث يكون تحت رعاية بعض الأساتذة، حتى يتم الحفاظ عليهم وتصعيدهم إلى مراكز أعلى في الجامعة، مشيرًا إلى أنَّ رعاية الشباب تقوم بهذا الدور، إلَّا أنَّ تلك المراكز ستهتم بشكل مكثف وأكبر. وأضاف ل"الموجز": المبدعون بالكليات يُشاركون في المسابقات الكبرى التي تقيمها مشيخة الأزهر، الخاصة بالإبداع، إذ يُحكم بها مبدعين وفنانين على مستوى عالٍ، لافتًا إلى أنَّ الجامعة تُشارك بمبدعيها في أي مسابقة تنظمها الجامعات على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، إذ كان لهم مساهمات عدَّة في ذلك الأمر لاسيما الحصول على جوائز كثيرة. كما أوضح أنَّ الطلاب حصدوا جوائز كثيرة في مسابقة "إبداع 5" التي تم تنظيمها بين الجامعات العام الماضي، مشيرًا إلى أنَّ طالب بكلية الصيدلة بأسيوط، حصل على المركز الثاني على المستوى العالمي، في مهرجان تحدي القراءة في دبي، علاوة على التقدم في مسابقات الجمباز والأخرى الرياضية والقرآن الكريم في أوكرانيا. وأوضح أنَّ طلاب كلية الإعلام بجامعة الأزهر، قد حصدوا المركز الأول ب3 مجالات خلال مسابقة "إبداع" في إصدارها السادس، خلال منافسة قوية بين أكثر من 130 كلية، مؤكدًا امتلاك طلاب الأزهر مواهب وقدرات جيدة، ما يجعل الجامعة تبنيها والاهتمام بهم. كما لفت إلى أنَّ الأزهر الشريف خصَّص فاعليات للإبداع، من أجل إبراز تميز الطلاب والمبدعين والمبتكرين من الجامعة والمعاهد الأزهرية، وابتكاراتهم، للعناية بمواهبهم حتى يتم تسويقها أمام العالم أجمع. وأشار إلى تنظيم الأزهر مؤتمره الأول للفن والإبداع، للعمل على عرض إبداعات طلابه، لاسيما الوافدين، في المجالات المختلفة، من أجل اكتشاف مهاراتهم أيضًا، ما يعمل على تشجيعهم وزيادة مهاراتهم وثقلها. وفي الإطار ذاته، يسعى طلاب عدَّة داخل جامعة الأزهر، إلى اختراع أجهزة للمساعدة في المجالات المختلفة، خاصة في كلية الهندسة. وقال عمر محمد الشاذلي، طالب بالفرقة الثانية، قسم الكهرباء، بكلية الهندسة جامعة الأزهر، إنه ومجموعة من زملائه قد اخترعوا جهازًا من أجل ري الصحراء عن طريق الطاقة الشمسية، وتوفير الطاقة باستخدام جهازًا مصنوعًا من المخلفات الإلكترونية. وأوضح ل"الموجز" أن المشروع يعتمد على عملية تحويل المخلفات العضوية إلى غاز لكي يُستخدم في توليد الكهرباء بعد ذلك بجانب الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توفير سماد للزراعة، لافتًا إلى أنَّ الطاقة الشمسية هي المصدر الرئيسي للكهرباء في المشروع حيث إنه سوف يتم تنفيذه في الصحراء. وأضاف أنَّ أهداف المشروع تتركز في: توفير الطاقة الكهربية عن طريق استخدام الطاقة الشمسية وتوفير مياه النيل وتعمير الصحراء وخفض نسبة البطالة عن طريق توفير فرص العمل واتساع الرقعة الزراعية والعمل على رفع مستوي الاقتصاد، لاسيما إنشاء مدارس صناعية وزراعية بجانب المشروع لكي توفر للطلاب فرص عمل بجانب الدراسة، ونطمح أن يتم تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع في صحراء مصر. وتابع: المصنع يتكون من خط إنتاج يعمل على فرز المنتج الصالح من غير الصالح وغسل وتجفيف المنتج وفرزه حسب الحجم، علاوة على التعبئة والتغليف ثم التخزين في الثلاجات للتصدير فيما بعد، مشيرًا إلى أنَّ المشروع يتكون من منظومة ري تتكون من جزئين "رفع الماء من باطن الأرض ثم تخزينها للاستخدام وري الأرض أوتوماتيكيًّا. وقال: هذا الفريق هدفه الأساسي، إخراج مهندس ناجح ويمتلك الخبرة التي تربطه بسوق العمل ولذلك فكرنا بتطبيق هذا المشروع ليكون نقطة بداية لنا وتطبيقًا لما حصلنا عليه من كورسات تمثلت في "التوزيع الكهربي والأتوميشن والطاقة الشمسية وبعض البرامج الهندسية. وأوضح أن المجموعة مكونة من 6 طلاب، ولم يُساعدهم أحد أعضاء هيئة التدريس في الكلية، بل توصلوا إلى المشروع عن طريق بعض الكورسات الخصاة بإعادة استخدام المخلفات الإلكترونية.