انتشرت أورام الثدى فى الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ نتيجة للتطور السريع والملحوظ فى وسائل التشخيص إضافة إلى الوعى الجماهيرى حول ضرورة الاكتشاف المبكر عن أورام الثدى لما يضيفه الإكتشاف المبكر لأورام الثدى من فرص فى حدوث الشفاء تتجاوز ال 90%. فلم يعد استئصال الثدى جزريا ضرورة من ضرورات العلاج كما كان بالماضى. فمع تطور بروتوكولات وأدوية العلاج الكيماوى وظهور العلاج الإشعاعى وتقدمه أصبح الحفاظ على الثدى وعدم استئصاله هو القاعدة فى علاج سرطان الثدى خاصة إذا تم اكتشاف المرض فى مراحله الأولى ونادرا ما يتم اللجوء لاستئصال الثدى كاملا ويتم ذلك فى المراحل المتأخرة من سرطان الثدى وفى بعض الأنواع النادرة من سرطان الثدى كالتهاب الثدى السرطانى وهو من سرطانات الثدى القليلة التى تكون مصحوبة بألم بالثدى. وقد تطورت جراحات الثدى بشكل ملحوظ فبالإضافة إلى الاستئصال التحفظى والتجميلى لأورام الثدى حيث يتم استئصال الورم فقط مع حدود أمان من نسيج الثدى المحيط بالورم ويتم عمل تجميل للثدى بحيث يظل شكل الثدى كما كان قبل الجراحة. كما أن الحالات القليلة التى يتم فيها الاستئصال الكامل للثدى نتيجة للتأخر فى اكتشاف الورم أو عدم استجابتها للعلاج الكيماوى أو لوجود أورام متعددة بالثدى لا ينبغى لها أن تفقد الأمل فمع التقدم فى أساليب الجراحة الحديثة يمكن الاستعانة بأكثر من طريقة لإعادة بناء الثدى عن طريق الاستعانة بأنسجة من الجسم نفسه أو عن طريق زراعة تركيبات السليكون والتى تشبه الثدى في الشكل والملمس ويعود الثدى بعدها كالسابق قبل الجراحة. وكما تطورت جراحات الثدى فقد تطورت معها أو ربما ساعدت فى تطورها أساليب وبروتوكولات العلاج الكيماوى الجديدة وظهور أدوية جديدة تعطى استجابة أفضل مع مضاعفات أقل وساعد فى ظهور هذه الأدوية الثورة فى علوم الكيمياء الجزيئية وعلم الجينات. ويأتى العلاج الإشعاعى بدور مكمل للجراحة و للعلاج الكيماوى بحيث يتم محاصرة الورم حتى تقل نسب عودته إلى أقل ما يمكن ويتم الشفاء بإذن الله. وتخضع المريضة بعدها للعلاج الهرمونى فى حال استجابتها له والتى يتم التعرف عليها باستخدام التحليل النسيجي والمناعى للورم بعد استئصاله والذي شهد طفرة كبيرة بدوره فى الأونة الأخيرة. وجدير بالذكر أن الاستعانة بالتحليل الباثولوجى أثناء الجراحة frozen section قد ساعد بشكل كبير فى تطور جراحات الثدى. وتتساءل الكثير من السيدات عن طرق الاكتشاف المبكر لأورام الثدى ونوضح لهن أهمها وهى الفحص الذاتى للثدى لكل سيدة بعد سن العشرين وفى حال ظهور أية اعراض كتغير فى شكل الثدى أو ظهور كتل داخل نسيج الثدى أو تحت الإبط أو خروج إفرازات من حلمة الثدى أو تغير فى شكل وسماكة جلد الثدى يجب عليها أن تتوجه فورا للطبيب المختص أو لمراكز الكشف المبكر عن الأورام بمعاهد الأورام المختلفة حتى يتم الفحص وعمل الأبحاث اللازمة إذا احتاجت المريضة لذلك. ويجب أن ننوه أن هذه الأعراض لا تدل بالضرورة على الإصابة بسرطان الثدى وغالبا ترتبط بأمراض بسيطة وسهلة العلاج إلا أنها بمثابة ناقوس خطر وإنذار ودائما ما نؤكد على أن ( الإكتشاف المبكر هو الطريق للشفاء بأمر الله). وفى حالة احتياج المريضة لأبحاث لتشخيص أورام الثدى فإننا نلجأ لأشعة الماموجرام للسيدات فوق سن الخامسة والثلاثين بينما لا تحتاج السيدات دون هذه السن إلا للاشعة التليفزيونية فقط حيث لا يضيف الماموجرام جديدا فى هذه الحالة. وغالبا ما تحتاج المريضة لأخذ عينة من الورم بإبرة عادية أو قاطعة ويتم تحليلها لمعرفة طبيعة الورم ونؤكد دائما أن الماموجرام وأخذ عينة من أورام الثدى لا يؤدى لانتشارها بالجسم وإنما هما ضروريا ن للتشخيص وعمل اللازم. * دكتور محمد الصيفي أخصائي جراحة الأورام بمعهد الأورام