أكدت صحيفة "إندبندنت" أن مقتطفات مسربة من كتاب جديد عن عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت صدمة الدوائر السياسية في الولاياتالمتحدة، لما كشفته من حقائق غريبة عن طريقة إدارة البيت الأبيض. وأوضحت الصحيفة أن كتاب "النار والغضب: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب"، المنتظر صدوره قريبًا لمؤلفه الصحفي مايكل وولف يرصد وقائع صراعات القوى والنفوذ وأزمات البيت الأبيض في عهد ترامب. وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض أعرب عن استنكاره لما ورد في المقتطفات المسربة، وقالت المتحدثة باسمه سارة هاكبي ساندرز إنه "خيال مليء بالقمامة والروايات الكاذبة المغلوطة من أشخاص غير مطلعين". وتسبب الكتاب في تعميق الشقاق بين ترامب وكبير مستشاريه السابق ستيف بانون، نظرًا لأنه يعتمد على أقوال الأخير وتسريباته لأسلوب إدارة ترامب للبيت الأبيض. وألف الكتاب اعتمادًا على أكثر من 200 مقابلة أجراها مع الرئيس الأمريكي نفسه ومساعديه على مدار أكثر من عام، سجل بعضها وأعاد صياغة البعض الآخر، واشترط بعض ممن أجرى المقابلات معهم عدم الإشارة إلى أسمائهم. ويُظهر الكتاب ترامب وإدارته بمظهر فوضوي، مؤكدًا أن ترامب لم يتوقع أن يفوز بانتخابات الرئاسة، بل ربما كان يأخذ ترشحه على محمل الهزل. أما أكثر ما أثار غضب البيت الأبيض فهو التسريبات المنقولة عن بانون، الذي هاجم ترامب وأسرته متهمًا دونالد ترامب الابن نجل الرئيس الأمريكي بالخيانة وانعدام الوطنية بسبب لقائه مع محامية روسية على صلة بالكرملين في يونيو 2016. وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، كشفت تسريبات من نص كتاب وولف أن المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يرأس لجنة التحقيق في صلة ترامب بروسيا، قد يكون متورطًا في قضايا غسل أموال. وبالأمس، هاجم ترامب، بانون بحدة في بيان مطول، مشككًا في قدراته العقلية ونزاهته ونفوذه السياسي، وقال "ليس لدى بانون ما يفعله معي أو مع رئاستي. وعندما أقيل لم يفقد وظيفته فحسب وإنما فقد عقله أيضًا. لقد عمل ستيف معي فقط بعدما فزت بترشيح الحزب الجمهوري متغلبًا على سبعة عشر مرشحًا آخر". وتولى بانون، إدارة حملة ترامب الانتخابية في أغسطس 2016، ثم عمل كبيرًا لمستشاريه في البيت الأبيض منذ 20 يناير 2017 حتى إقالته في أغسطس الماضي. ولم يكن بانون مديرًا لحملة ترامب الانتخابية، حينما التقى ترامب الابن وصهره كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومدير الحملة آنذاك بول مانافورت في برج ترامب بمانهاتن مع المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا، ذات العلاقة الوثيقة بالكرملين. وكان ترامب الابن أعلن أنه وافق على لقاء فيسيلنيتسكايا بعدما أخبرته أن بحوزتها وثائق تدين المرشحة الديمقراطية المنافسة لترامب ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وبعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أمر اللقاء، العام الماضي، عاد ترامب الابن ليقلل من أهميته، وقال إن فيسيلنيتسكايا أرادت مناقشة رفع العقوبات الأمريكية عن روسيا فقط، ولم تعرض أي مواد تدين كلينتون. من جانبها، أكدت فيسيلنيتسكايا أنها لم تعرض قط أي مواد تدين كلينتون، وأنها لا تعمل لصالح الكرملين.
