نائب الوزير قال إن هناك 600 ألف خريج سنويا "مجهولى الرؤية" لدينا خطة لرفع تصنيف التعليم الفنى دوليا لبداية المستوى الثالث خلال 5 سنوات تعميم "الجدارات" علي المدارس نظام ال5 سنوات العام المقبل.. ونسعى لتغيير شعار المنظومة إلى "التعليم الفنى وفق الطلب وليس العرض" "المجمعات التكنولوجية" قامت بتنفيذ كل ما نتحدث عنه لتحقيق التطوير المطلوب.. ولدينا 220 مهنة في التعليم الفني "فيه حاجة حلوة" جملة ترددت كثيرا علي لسان الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التربية التعليم للتعليم الفنى ، خلال حواره مع "الموجز" للتأكيد على أن التعليم الفنى ليس بهذا السوء الذى يتصوره الناس، وخاصة بعد أن تم ربط خطة تطويره بالخريطة الإستثمارية للصناعة. وأشار"الجيوشي" إلى أنه غير راض عن مستوى خريجي التعليم الفنى، ولكنه أوضح في الوقت نفسه أنه يوجد طلاب لديهم إبداعات حقيقية حصدت العديد من الجوائز الدولية، لذا لابد من إبراز هذه النماذج لتشجيعها، وإعطاء الأمل لجميع العاملين بالتعليم الفنى لتقديم مجهودات أكثر. *** بالنسبة لخطة تطوير التعليم الفنى وربطها بالخريطة الإستثمارية في مصر..ما هى أهم ملامحها؟ رؤية مصر 2030 تعتمد علي ركائز مهمة جدا، لتطوير التعليم بصفه عامة، والفنى بصفة خاصة، وفق معايير الجودة العالمية ومن بينها أن يكتسب الخريج المهارات التى يحتاجها سوق العمل ويكون ذلك تحت عنوان "التعليم الفنى وفق الطلب وليس العرض"، أى أن الطالب قبل دخوله المنظومة يعلم أن مكان عمله موجود في شركة تحتاج للتخصص الذى يدرسه, فالتعليم الفني يخرج 600 ألف طالب كل سنة، أين سيذهبون بعد تخرجهم؟ لا نعرف، لأنه لا يوجد منظومة تعطي تلك المعلومة، وبالتالي فواحدة من أهم معايير الجودة العالمية أن يتم بناء منظومة معلومات سوق العمل، بالإضافة إلي إتاحة فرصة "التعليم الفنى"وتقديم الخدمة لكل طالبيها بنفس الجودة وتكافؤ الفرص، بمعنى أننا نقدم خدمة التعليم الفنى في كل المحافظات ولكن السؤال هل هى بنفس الجودة أم لا، لذلك لأبد أن يتم كتابة هذه المنظومة بكل مكوناتها بحيث يكون "المدير أوالمعلم أو الطالب" الذى يعمل بهذه المنظومة لديه كافة المعلومات عنها، أما الهدف الأهم فهو تحقيق التنافسية للخريجين بعد حصولهم علي التعليم والتدريب بشكل صحيح وفق المعايير الدولية، ولكى نقوم بذلك لدينا 3 توجهات رئيسية نعمل عليها خلال هذه الفترة، وهى أن تتحول المنظومة وفق الطلب، وأن يكون التعليم في بيئة التعلم وليس في بيئة المدرسة ليكون التدريب منطقي وحقيقي، إلي جانب أن يخاطب التعليم الفنى الاحتياجات المحلية لكل بيئة أى وفق الخريطة الإستثمارية, وقد حصلت علي الخريطة الإستثمارية من وزارة الصناعة ونعمل الآن علي توفيقها مع خطة تطوير التعليم الفنى ، وفق احتياج السوق والمتطلبات المحلية. ***وكيف يمكن تحقيق هذه التوجهات؟ لكى يتم تحقيقها لابد أن نعمل علي أشياء كثيرة، أولها المدرسة، لابد من تجهيزها وتأهيلها، لإكساب الطالب المهارات التى تم الاتفاق عليها مع "الصناعة"، إلي جانب إعداد المنهج بطريقة مختلفة تماما لتخاطب بشكل مباشر مواصفات المهن، والصناعة تشارك أيضا في وضع المنهج، وبالتوازى مع ذلك يتم تدريب المعلم علي كل هذه المنظومة الجديدة التى تربط بين مواصفات الخريجين ومواصفات سوق العمل بكل أضلاعها ومكوناتها، إلي جانب الشراكة مع الصناعة التى أصبحت أمر حتمى، أى لا يجوز عمل تعليم فنى وتدريب مهنى صحيح بدون شراكة تدريبية مع الصناعة، سواء تعليم مزدوج مثل "مبارك كول"، أو مدرسة داخل مصنع، المجمعات التكنولوجية، أو تدريب لفترات قصيرة في الصناعة"، وهذا هو التعليم الفنى بالعالم والأسلوب الذى يتم تطوير التعليم الفنى به في الدنيا كلها، لذلك فنحن بعد دراساتنا لتجارب ناجحة في التعليم الفنى قررنا العمل بهذه المنظومة. ***وكيف يمكن تحويل المدرسة الصناعية من الإستهلاك إلي الإنتاج؟ الوزارة دورها الأساسي هو التعليم والتدريب، ولكن هذا لا يمنع من الإنتاج، ولدينا مشروع رأس المال منذ عام 1958 الذى يهدف لتحويل المدرسة الفنية لمنتجة، لذلك نبحث عن مستثمرين في المدارس لإقامة مصنع داخل المدرسة ليكون الطالب أساس التدريب، والفكرة موجودة ولكن حجمها قليل ونريد مضاعفاتها عشر ، أو عشرين مرة لنكتفي ذاتيا، ولكن ذلك يتطلب أدوات من بينها الشراكة مع القطاع الخاص، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون الهدف هو تدريب وتأهيل الطلاب لسوق العمل وليس الإنتاج فقط . ولائحة رأس المال المتفق عليها تنص أن 30% من الأجور تذهب للطلاب، ونحن نسير علي هذا النهج الآن، ولدينا 9 مصانع "LDE" ، تم إستلام 6 منها وبدأ العمل بها في البحر الأحمر وجنوب سيناء والأسكندرية، و4 تحت الإستلام الآن من بينها مصنع للتابلت سيتم تحويله ل"LED" أيضا، بالإضافة إلي 6 مصانع لتدوير الخشب والورق بينهما 2 في شبرا جاهزين، لكنهما بانتظار تجهيز ال4 الآخرين بالإسماعيلية، وسيتم جلب الخبراء للقيام بعملية التدريب تمهيداً لبدء العمل, ويجب الإشارة إلي أن مشروع رأس المال دخله كان 160 مليون جنيه من عامين ووصل ل210 مليون جنيه العام الماضي، وهذا العام نتوقع أن يكون 250 مليون جنيه، لذلك فإن 65% من مدارسنا منتجة، فمثلا نجد 400 مدرسة صناعية منتجة من بين 600 مدرسة. ومع ذلك لسنا علي المستوى المطلوب، ولكن نجحنا في تحقيق من 5ل10% فقط مما نصبوا اليه، والناس لن تشعر بالتطوير قبل أن نصل لتحقيق 50% من طموحنا. ***لكن هناك عجز في معلمين المواد الفنية بالمناطق النائية.. ما حقيقة ذلك ؟ لدينا عجز في المعلمين في المناطق النائية وتكدس بمناطق أخري، وهذه ليست مشكلة التعليم الفني فقط، وأسباب هذه المشكلة ترجع لأن الحافز ليس كاف للتعيين بمناطق بعيدة لأننا شعب يحب العمل بالقرب من سكنه، والدليل على ذلك مسابقة ال30 ألف معلم، حيث عاد المعلمون الذين تم تعينهم في مناطق نائية إلى أماكن قرب سكنهم وأدى ذلك لتفاقم العجز بها، وحتى عندما قمنا بعمل مسابقات محلية بالمحافظات، الناس اشتكت من الغربة المحلية, وأعتقد أن المشكلة في طريقها للحل، وبخاصة بعد توجهنا للتوسع في التعليم المزدوج ، لأن التركيز سيكون علي مدربين المصنع، وهذه أحد مزايا التحول لهذا النوع من التعليم، التي من بينها أن يحصل الطالب خلال دراسته علي راتب شهري يصل في المتوسط ل400 جنيه شهريا، ورجال الأعمال الآن يدفعون شهريا 16 مليون جنيه أجور لطلاب التعليم الفني. ***بالنسبة لمشروعات تدريب المعلمين ..ما هي خطتكم للتوسع في التنمية المهنية للمعلمين؟ تدريب المعلمين لا ينقطع، فنحن ندربهم علي أشياء كثيرة من بينها الإرشاد والتوجيه الوظيفي، وريادة الأعمال إلي جانب تدريب الترقية الذي يتبع الأكاديمية المهنية للمعلمين، وهذا العام لدينا برنامج طموح لتدريب 100 ألف معلم تعليم فني علي الطريقة الجديدة للمناهج التي تعتمد علي نظام الجدارات أو "المهارات" التي بدأ تطبيقها العام الماضي في مدارس اللوجستيات في بورسعيد والإسماعيلية وسيتم تكرارها في اللوجستيات في السويس والإسكندرية ويطبق لأول مرة في مدارس الطاقة المتجددة في أسوانوالبحر الأحمر، وهذه المناهج تم وضعها بالشراكة التي تجمع التعليم بالصناعة، لأن الصناعة تعلم المهارات التي تحتاجها، ونحن لدينا 220 تخصص، العام المقبل سيشهد تعميم تطبيق هذا النظام علي مدارس نظام ال5 سنوات، لأن عددها محدود. أما عن تدريب ال100 ألف معلم سنبدأ بتدريب 8 آلاف معلم من العاملين في المدارس نظام ال5 سنوات، والعام المقبل سيتم استكمال ال100 ألف معلم، ونحن نعمل بالتدريج حتى نستطيع التعامل مع المشكلات التي تطرأ وقت التنفيذ، لذا نسير علي مراحل لأن المنظومة ضخمة, وعندما تكتمل هذه المنظومة بعد عامين ستكون مناهج التعليم الفني تم تغييرها 180 درجة ، وستختلف 100% عن الأسلوب الحالي تدريسا وتدريبا ومحتوى وتقيما. ***وكيف يمكن رفع تصنيف مصر الدولي في التعليم الفني؟ البنك الدولي وضع مقياس لمستويات التعليم الفني في الدول، وقام بتقييمنا عام 2014، ووضع مقياسه علي 4 درجات، وحصلت مصر علي 1.8 أى بداية المستوي الثاني، وخطتنا أن نصل لبداية المستوى الثالث خلال 5 سنوات. ***وما تقييمك للمجمعات التكنولوجية؟ المجمعات التكنولوجية هي تجارب قامت بتنفيذ كل ما نتحدث عنه لتحقيق التطوير المطلوب، ولكنها تركز علي 4 مهن فقط، وأما نحن فلدينا 220 مهنة في التعليم الفني، ولكن نحاول الاستفادة من أسلوبهم وطريقة إعدادهم للمناهج وطرق التدريس والتي تطبق المعايير الدولية، ولدينا اتفاق تعاون مع صندوق تطوير التعليم بمجلس الوزراء لتطوير 27 مدرسة بنفس معايير المجمعات، وبدأنا بالفعل المرحلة الأولي التى تضم 3 مدارس، وانتهينا من مرحلة التصميم. ***ولماذا يتم السماح للطلاب المفصولين بدخول الامتحان؟ لدينا نظام اسمه العمال، وهو نظام موجود وفق حكم قانون التعليم الذي تم وضعه من 40 سنة، ويضم مادة تنص علي أنه يسمح للعاملين في الدولة التقدم لامتحان الدبلوم من الخارج، ويسمح القانون له بحضور مواد التدريب المهني، لذا فالطالب الذي لم يحضر طوال السنة ما الفرق بينه وبين العمال، بالإضافة إلي أن معظم طلاب التعليم الفني يعملون، أنا كنت في مدرسة طلعت حرب" بالعجوزة ووجدت أن كل طلاب الفصل يعملون، طالب يعمل ولأنه يعمل غاب فلماذا أمنعه من دخول الامتحان، طالما يمكن اعتباره من نظام العمال، ولكن هذا لن يستمر، لأن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي وافق علي البدء في العمل بمنظومة العمال الجديدة من العام المقبل، والتي تضع شرط الحضور بنسبة 50% من الحصص بالفترة المسائية ولن يقبل بها من سنهم أقل من 18 عاما. كما سيتم إتاحة الالتحاق بالثانوي المهني للطلاب المتسربين من التعليم بدلا من تركهم للإرهاب، لذا سنسعى لتدريبهم وتعليمهم المهن "من هم أقل من 18 سنة". . ***اقترحت إنشاء مجلس أعلي للتعليم الفني ...فما هي مهامه ؟ المجلس الأعلى للتعليم الفني في تصوري يشبه المجلس الأعلى للجامعات الذي يختص بوضع السياسات والرؤى التنفيذية، ويشرف ويراقب ويتابع تنفيذ هذه السياسات، ومشكلة التعليم الفني أنه منتشر في كل أنحاء مصر ولكن لا يوجد نظام موحد وخطة واحدة تنظم بين كل من يقدم خدمة التعليم الفني والتدريب المهني بمصر. ***وما نسبة رضاك عن خريج التعليم الفني؟ الجميع غير راض عن مستوي الخريجين، ولكن لدينا نماذج ناجحة ومدارس جيدة جدا، فالتعليم الفني ليس بهذا السوء الذي يتحدث عنه الناس، فمثلا يوجد مدارس بالتعليم الفني لا تسمح لمن حصلوا علي نسبة أقل من 93% بالإعدادية من الالتحاق بها، وتقريبا 5% من الطلاب الذين يدرسون التعليم الفني مجموعهم يتجاوز ال80%، نريد ألا يأخذ الناس فكرتهم عن التعليم الفني من الانطباعات السطحية. كما أن لدينا تدريبات للمعلمين غير مسبوقة، ومنظومة الجودة نحاول بناءها علي أكمل وجه ، علي الرغم من أن لدينا مشاكل كثيرة، ولكننا نسعي لإبراز النماذج الجيدة لإعطاء الأمل للعاملين داخل المنظومة، يمكن تلخيص ذلك بأننا أنجزنا 5% مما نطمح إليه ونسعى للمزيد، فالتعليم الفني" فيه حاجة حلوة"، ولازم نزرع الأمل في نفوس العاملين فيه.