أكدت وزارة الدفاع الروسية أن البنتاجون والخارجية الأمريكية لم يقدما أى دلائل تثبت وجود أسلحة كيماوية فى قاعدة الشعيرات السورية التى تعرضت للقصف ب59 صاروخا أمريكيا. وجاء فى بيان خاص صدر عن المتحدث الرسمى باسم الوزارة، اللواء إيجور كوناشينكوف: "لم يقدم أى من البنتاجون أو الخارجية الأمريكية، حتى بعد مرور يوم على توجيه سفن القوات البحرية الأمريكية ضربة مكثفة بصواريخ مجنحة إلى مطار الشعيرات، أى دلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية فى هذه القاعدة الجوية السورية". وتابع كوناشينكوف: "لقد زار عشرات الممثلين عن وسائل الإعلام والإدارة المحلية ومصالح الإطفاء والشرطة والعسكريين السوريين، هذا المطار، ولم يتم العثور على أى مستودعات، وخاصة تلك المحتوية على الأسلحة الكيمياوية". ولفتت الوزارة الروسية فى هذا السياق إلى أن "جميع الأشخاص الذين يتواجدون حاليا فى المطار أو الذين زاروه سابقا لا يرتدون أقنعة الغاز ويحسون أنهم فى حالة طبيعية تماما". وطرح كوناشينكوف سؤالا: "مَن قدم للرئيس الأمريكى الجديد، وماذا قُدم له كدلائل تثبت وجود أسلحة كيمياوية فى دولة غير مرغوبة بالنسبة لواشنطن؟". وأكد المسؤول العسكرى الروسى أن هذا الوضع يُذكر بشكل كبير بأنبوب الاختبار المحتوى على مسحوق أبيض، الذى عرضه كولين باول عندما كان وزيرا للخارجية الأمريكية، وكذلك بالتقارير التى قدمت لرئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير وزعمت أن العراق كان يمتلك أسلحة كيمياوية. إن الطريق الوحيد لإيجاد براهين موضوعية فى هذه القضية يتمثل، وفقا لما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية، بإجراء تحليل شامل بشأن وجود الأسلحة الكيمياوية فى مطار الشعيرات، باستخدام الأجهزة الخاصة لجمع العينات وتوثيقها ودراستها العلمية. وشدد البيان على أن "أى عامل فى منظمة حظر السلاح الكيمياوى يعلم أن بقايا المواد القتالية السامة ومركباتها الأساسية من المستحيل إخفاؤها حتى بعد مرور أشهر بل وسنوات". يذكر أن الجيش الأمريكى أطلق، فجر أمس الجمعة، 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكرى، جنوب شرق حمص، وسط سوريا، العملية التى أسفرت عن مقتل 6 عسكريين سوريين، و9 مدنيين وإصابة 13.