نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرًا حول الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، جاء فيه أن القيادة العسكرية الأمريكية المسئولة عن محاربة التنظيم أشارت إلى أنها ستستمر بالعمل وفق استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الخاصة بالحرب، بالرغم من أن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، يدرس تصعيد حدة الصراع مع داعش. وقالت "جارديان" إنه مع اقتراب القوات العراقية المدعومة بالطائرات والمدفعية الأمريكية من معقل داعش غربي الموصل، ومع اقتراب معركة متوقعة لتحرير مدينة الرقة، عاصمة التنظيم في سوريا، أشارت القيادة الأمريكية إلى اتجاهها للاعتماد على تنظيمات وميليشيات محلية مقاتلة في سوريا والعراق كوكلاء على الأرض ليتحملوا النصيب الأكبر من المعركة ضد التنظيم. وبحسب "جارديان"، فإن هذا النهج، المعروف باسم "بواسطة ومع ومن خلال"، يحصر عدد الأفراد الأمريكيين المشاركين بشكل مباشر في المعارك في بضع مئات من عناصر القوات الخاصة، وهم الذين أطلق عليهم أوباما تسمية "مستشارين"، الأمر الذي يحصر بدوره حجم الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمريكية في معدلات منخفضة. وأضافت: "لكن هذا النهج تعرض لانتقادات، كونه يرهن وتيرة الحرب على داعش بتقدم الجنود العراقيين والميليشيات المدعومة من إيران وجماعات المعارضة السورية، التي يقلق بعضها تركيا العضو بحلف الناتو، والتي قد تتعارض أجندات بعضها مع الأجندة الأمريكية". ونقلت "جارديان" عن المتحدث باسم التحالف الدولي للحرب ضد داعش، الكولونيل جون دوريان، قوله إن "واحدًا من الأمور التي كان قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاونسند واضحًا فيها، هو أننا نعمل بواسطة ومع ومن خلال قوات الأمن العراقية أولًا، ثم شركائنا في سوريا، وهذا المبدأ الأساسي لن يتغير". وأضاف دوريان أن "تاونسند أوصى قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، بتسريع وتيرة الحرب ضد داعش، ونقل فوتيل توصيات تاونسند إلى ماتيس". ونقلت "جارديان" عن فوتيل نفسه قوله أمس من الأردن، إن من بين الخيارات المطروحة لمعركة الرقة أن تتحمل الولاياتالمتحدة نصيبًا أكبر من عبء المعركة ضد داعش، الأمر الذي سيتطلب تكثيف مشاركتها في العمليات التقليدية والخاصة والدفع بمزيد من قطع المدفعية والمساعدات اللوجستية إلى أرض المعركة، لكن أندرو إكسوم، وهو واحد من كبار مخططي سياسة البنتاجون في الشرق الأوسط إبان عهد إدارة أوباما، قال إن الأرجح هو أن القوات الأمريكية التقليدية ستقدم الدعم لهجوم كردي وشيك على الرقة بدلًا من إعادة صياغة النهج الأمريكي في المعركة بصورة شاملة. ووفقًا "لجارديان"، كان ترامب ادعى كذبًا أثناء حملته الانتخابية أن لديه خطة سرية لهزيمة داعش، وأنه يعرف عن التنظيم أكثر مما يعرفه الجنرالات الأمريكيون، وعند انتخابه تبخرت هذه الخطة السرية وتحولت إلى أمر تنفيذي صدر في أواخر يناير الماضي إلى البنتاجون ووكالات المخابرات والوزارات الأمريكية المختصة بدراسة جهود الحرب ضد داعش في غضون 30 يومًا لوضع خطة جديدة. لكن قناة "روسيا اليوم" نقلت عن تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب يدرس تعديل استراتيجية أوباما للحرب ضد داعش في سوريا، بحيث يقلل أو يقطع المساعدات عن المعارضة السورية، ويتخلى عن الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردية. وذكرت "واشنطن بوست" أن أوباما، لدى مغادرته البيت الأبيض، ترك على طاولة ترامب خطة جاهزة للاستيلاء على الرقة، اعتمادًا على القوات الكردية التي باتت على بعد عشرات الكيلومترات من مشارف الرقة. لكن تركيا – بحسب "واشنطن بوست" - كانت ترفض خطة أوباما هذه بصورة قطعية، انطلاقًا من اعتبارها وحدات حماية الشعب الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وأكد مايك بنس، نائب الرئيسي الأمريكي، لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، خلال لقائهما على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، أن واشنطن تريد "انطلاقة جديدة" لعلاقاتها مع أنقرة، وأعرب يلديريم بعد اللقاء عن تفاؤله حيال الموقف الأمريكي الجديد من عملية تحرير الرقة. وأضافت "واشنطن بوست" أن تركيا تقترح خطة بديلة للهجوم على الرقة، وهي تصر على إشراك عدد أكبر من العسكريين الأتراك والأمريكيين والمقاتلين من المعارضة السورية مع استبعاد وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى إقامة منطقة آمنة بعمق 25 ميلًا على الحدود السورية التركية.