لا يخفى على أحد أن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب يعارض الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران ، ولذلك أعلن مرارا وتكرارا أنه سيلغي هذا الاتفاق.. وخلال سعى الإدارة الأمريكية الجديدة لإلغاء الاتفاق النووى قامت طهران بتجربة لصاروخ باليستي فى رسالة تحد واضحة وصريحة للرئيس الجديد ،وهو ما زاد من حدة التوتر بين البلدين لدرجة أن الصحف الأمريكية حذرت الدخول فى حرب مباشرة مع إيران. وردا على التجربة الإيرانية فرضت أمريكا عقوبات جديدة على طهران , وخرج "ترامب" فى تصريحات أكد فيها أن إيران تلعب بالنار. فضلا عن ذلك أعنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على عدد من الشركات، ومؤسسات شريكة أخرى، ومسئولين في كل من الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، والصين، على علاقة بتزويد إيران بالتكنولوجيا المستخدمة في صناعة الصواريخ الباليستية. وتأتي تلك العقوبات لتحذير إيران من القيام بأي نشاطات في الولاياتالمتحدة، أو التعامل مع المواطنين الامريكيين. وفي تعليقه على هذه العقوبات قال القائم بأعمال مدير قسم العقوبات في وزارة الخزانة الأمريكية جون سميث إن إيران تواصل دعم الإرهاب، وتطويرها لبرنامج من الصواريخ الباليستية يشكل تهديدا للمنطقة، ولشركائنا، وللعالم وللولايات المتحدة. وأضاف أن بلاده ستواصل استخدام الوسائل الممكنة ومن بينها العقوبات المالية، من أجل التعامل مع هذا السلوك. وأكد مسئول أمريكي آخر أن هذه العقوبات خطوة مبدأية للرد على سلوك إيران الاستفزازي وأضاف المسئول، الذي لم يرد الكشف عن هويته، أن إيران تواصل سلوكا غير مقبول ينتهك المعايير كما أنه يهدد الاستقرار في المنطقة لكن مسئولين آخرين أكدوا على أن واشنطن مستعدة للعمل مع إيران في حال التزامها بالتعهدات الدولية. ولا يبدو حتى الآن أن العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، ذات تأثير على القرار السابق بتخفيف العقوبات الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، ضمن حزمة من الإجراءات، التي تم بموجبها التوصل لاتفاق نووي بين إيران والغرب لكن العقوبات الجديدة تزيد من الضغوطات الممارسة على إيران بشأن برنامجها الصاروخي، بينما تقول طهران إن تجربة اطلاق الصاروخ الباليستي الأخيرة لا تتنافى مع قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن. وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب غرد عبر موقع تويتر قائلا :إن إيران تلعب بالنار، والإيرانيون لا يقدرون كم كان أوباما طيبا معهم، أما أنا فلست مثله. وفي المقابل غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على حسابه على تويتر ردا على الرئيس الأمريكي :"لن تستخدم القوة ضد أحد، إلا في حالة الدفاع عن النفس ، ودعونا نرى إذا كان بإمكان أي من الجهات التي تشتكي أن تقوم بذات الشيء". وحاول الإيرانيون اقحام أزمتهم مع السعودية في إطار الصراع السني الشيعي بالمنطقة في أزمتهم مع الرئيس الأمريكي الجديد ،حيث طالب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، الرئيس دونالد ترامب بألا ينخدع بما وصفه بالتحريض على مهاجمة إيران من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على حد زعمه. وقال رضائي إنه في وقت ما، قام آل سعود وإسرائيل بتحريض الرئيس العراقى الراحل صدام حسين لمهاجمة إيران, واليوم هم أنفسهم يقومون بتحريض ترامب لمهاجمة إيران. وأضاف نحن نقول للسيد ترامب أن يفكر أكثر وألا ينخدع بالملك سلمان ونتنياهو. ووجه له رسالة قائلا " تريث قليلا وادرس أداء اسلافك تجاه إيران وهزائمهم". وتابع رضائي رسالته مهددا : " جنرالات عقلاء يمكن أن يشرحوا لك قدرات إيران فإن أردت إطلاق فرقعات جوفاء، فإن ذلك لن يكون لصالحكم". وأشار رضائي إلى تحذيرات ترامب لإيران، عبر موقع تويتر وقال "السيد ترامب غرد على تويتر بأنه أنذر إيران. لقد وجه من هو أكبر وأضخم منك إنذارا لإيران لكنه لم يستطع فعل شيء. كن حذرا حتى لا يجرك الملك سلمان ونتنياهو إلى التهلكة.. أيها السيد ترامب فكر مليا" وفي استياء واضح وخشية من دخول واشنطن في حرب مباشرة مع طهران حذرت صحف أمريكية من زيادة حدة التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران في أعقاب إجراء طهران تجارب على إطلاق صواريخ بالستية وتحذير إدارة الرئيس الأمريكي ترمب لها بشكل رسمي إذا كررت هذه الاستفزازات، وتساءل بعضها عما إذا كان ترامب يتجه إلى إشعال الحرب مع إيران. وأشارت مجلة فورين بوليسي إلى التحذير الذي وجهه مستشار الرئيس ترامب للأمن القومي مايكل فلين إلى طهران منتقدا إجراءها تجربة إطلاق صاروخ بالستي، وقيام مسلحي جماعة الحوثي الذين تدعمهم إيران بشن هجمات في الأشهر الأخيرة ضد سفن أمريكية وسعودية وإمارتية في السواحل اليمنية. وأضافت أن مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة الرئيس ترامب انتقد أيضا الاتفاق النووي مع إيران وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما التي أبرمته، وذلك قبل أن يصدر تحذيرا رسميا لإيران بعدم تكرار استفزازاتها. وأشارت إلى أن البيان الذي أصدره المستشار الأمني الأمريكي انتقد إيران أيضا إزاء سلوكها في الشرق الأوسط، وهو السلوك الذي يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة برمتها، الأمر الذي جعل حلفاء أمريكا في المنطقة يتهمون إدارة أوباما بالتغاضي عن السلوك الإيراني في سبيل إبرام الاتفاق النووي. وأضافت فورين بوليسي أنه يعد أمرا جيدا أن تقوم إدارة الرئيس ترامب بطمأنة شركاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط حيال سلوك إيران، ولكن يجب على الإدارة أن توازن ما تقوم به مع المخاطر المحتملة خشية الانزلاق إلى المستنقع. وأشارت إلى أن فلين وصف الاتفاق النووي بأنه ضعيف وغير فعال، وأن الرئيس ترامب غرد في أعقاب ذلك بالقول إن إيران كانت في مراحلها الأخيرة وعلى وشك الانهيار قبل أن يسمح لها الاتفاق بالحصول على 150 مليار دولار. وأكدت أن إجراء إيران تجربة إطلاق صاروخ بالستي ودعمها لبعض الوكلاء بالسلاح تعتبر مشكلة، ولكنها ليست بمستوى المشكلة لو أن طهران حصلت على السلاح النووي، وهو الأمر الذي أوقفه الاتفاق. وأشارت إلى أن إيران لا ترغب بالمواجهة العسكرية المباشرة مع الولاياتالمتحدة، وأنه يمكن للتحذير الذي وجهته إليها إدارة ترمب أن يثنيها عن الاستمرار في سلوكها الذي يتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط. وأضافت أن خيارات إدارة الرئيس ترامب تجاه إيران تحتاج إلى دعم دولي، وأن هذا يتطلب من الرئيس بناء تحالفات قوية ومعاملة حلفائنا في المنطقة باحترام، وقالت إن الإدارة الجديدة لا تتملك أدوات الاتصال التي كانت لدى إدارة أوباما مع إيران لتخفيف مستوى التوتر، وأن هناك خوف من تفجر الأوضاع بسرعة وخروجها عن السيطرة. ومن جانبها أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى تصاعد التوتر بين أمريكاوإيران، وقالت إن إيران تحذر من قيام الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات جديدة عليها، وإنها تعتبر تصريحات البيت الأبيض استفزازية. وأضافت أن إيران تحذر من تطور الأمور بين البلدين وخروجها عن السيطرة، خصوصا أن بعض الساسة الإيرانيين يفسرون الحظر الذي فرضه الرئيس ترامب على دخول الرعايا الإيرانيين إلى بلاده على أنه موجه ضد الشعب الإيراني وليس ضد الحكومة. وكانت إيران قد ردت على قرار ترامب بحظر دخول مواطنيها إلى الولاياتالمتحدة بافعلان عن منع مواطني الولاياتالمتحدة من دخول أراضيها , وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن قرار ترامب "إهانة واضحة للعالم الإسلامي وبالخصوص إيران".