يقول الباحث ماهر فرغلى فى كتابه "أمراء الدم" إن همّام محمد أحمد عطية، قضى نحبه عن عمر 36 عامًا، كان مقيمًا بشارع الشيخ أحمد بدرى، مدينة الأحرار بمنطقة المرج التابعة لمحافظة القاهرة. فى نهاية السبعينيات سافر والده إلى فرنسا، وعمل هناك طباخًا وحصل على الجنسية الفرنسية، وسافر همّام إليه وهو فى الثامنة عشرة من عمره، وعمل معه فى نفس مهنته، والتقى هناك بأحد أتباع القاعدة الذى أقنعه بالسفر لأفغانستان، اختفى همّام، وترك والده وهرب من باريس وذهب إلى لبنان، ومنه اتجه إلى أفغانستان، وانضم لتنظيم القاعدة رسميًا، وتلقى تدريبات فى فنون القتال وصناعة الأسلحة والمتفجرات، ثم ذهب فى عام 2011 إلى العراق، وبقى هناك يعمل فيه كخبير للمتفجرات مع تنظيم الدولة، ثم قرر فجأة العودة لمصر عام 2012، فعاد إلى بيروت مرة أخرى ومنها دخل إلى مصر، مستغلاً فترة الفراغ الأمنى بعد الثورة. كان خبير متفجرات غير عادى، وكان مسئولاً عن ذلك حين عاد وانضم إلى جماعة بيت المقدس، فقد اتجه حال عودته لمصر إلى سيناء وأصبح من مجلس شورى التنظيم، ومسئولاً عن تركيب كل المتفجرات التى استخدمها التنظيم فى كل عملياته الانتحارية، وأصبح مسئولاً عن الخلية التى أطلقوا عليها «الخلية الكيميائية»، وهى من ركبت المتفجرات التى وضعت فى تفجير مديرية أمن جنوبسيناء، والقاهرة، والدقهلية، ومبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، وما ضعف بيت المقدس إلا بعد انشقاق همّام، وهشام عشماوى، والضابط عصام رامى عن التنظيم. قال لى مصدر أمنى: «إن همام أتعبنا جدا، فهو خبير متفجرات غير عادى، وأمنياته مرتفعة لأقصى درجة، وهو يجيد المناورات والاختباء، كما أنه مدرب على فنون القتال وصناعة الأسلحة والمتفجرات، ونجح فى الهروب منا حوالى17 مرة، كنا فى طريقنا للقبض عليه، إلا أن حسه الأمنى المرتفع أنقذه فى آخر لحظة». اختلف همام مع تنظيم أنصار بيت المقدس قبل موت زعيمه توفيق فريج زيادة، وكان الخلاف حول الاستراتيجيات، فهمّام كان يرى أن التنظيم لا بد أن يكون مصريا، أى لا علاقة له بفلسطين أو القدس، ولا ينفع أن نطلق عليه بيت المقدس، كما أن العمليات لا بد أن تكون مرحلية، وأن تكون مرحلتها الأولى عبر استثارة الجميع عبر نكاية وإنهاك الشرطة وفقط، لذا فقد أطلق على تنظيمه أجناد مصر، وكانت كل عمليات تنظيمه موجهة تفجيريا ضد الشرطة فقط، وراجعوا ما قاله هو بنفسه، فى حواره على الشبكة العنكبوتية، فى رده على أسئلة الصحفيين، تحت عنوان «أجوبة القائد مجدالدين المصرى». ترك همام سيناء، وقام بعمل تنظيم أجناد مصر فى أواخر عام 2013، وكانت أول عملية له هى قسم شرطة الطالبية، وقنبلة مترو البحوث، وساعتها أعلن بيت المقدس مسئوليته، إلا أنه عاد ونفى، وقال إنهم إخواننا فى تنظيم أجناد مصر. أعلن همّام عن تنظيمه يوم 24 يناير عام 2014، وبقيت ارتباطاته بجماعته الأولى قائمة، ومكث فترة فى مدينة نصر، وكان يلتقى بالشباب ليعلمهم صناعة المتفجرات، فى إحدى الشقق؛ حيث تمكن خلال تلك الفترة، من تشكيل خلايا عنقودية، ونجح فى عام ونصف أن ينفذ أكثر من 26 عملية. كلمة السر فى سقوط همّام، هو إسلام شعبان شحاتة سليمان، اسمه الحركى حسن، 23 سنة، طالب، مقيم بمنطقة المطرية، وعضو بالتنظيم، المتخصص فى القيام بعمليات إرهابية عن طريق التفجير عن بعد، عقب سقوطه فى أيدى الشرطة، أثناء قيامه بوضع قنبلة أمام دار القضاء العالى. اعترف إسلام شعبان، بأن مؤسس التنظيم هو صاحب الاسم الحركى - فوزى أو حسام- وأنه يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، ويسكن فى شارع فيصل بالجيزة، ومن هنا كانت البداية، إذ ظل الأمن يتتبعه، لمدة 3 أشهر كاملة، اكتشف أنه الإرهابى الخطير المتخصص فى صناعة المتفجرات همّام محمد أحمد عطية، أحد المتهمين فى قضية أنصار بيت المقدس، وفى هذه الأثناء غير محل إقامته 3 مرات، كان آخرها شقة فى منطقة الطوابق، استأجرها، وكانت معه زوجته وأولاده الصغار، ولم يكن فيها أى أثاث.