بين الحين والآخر يخرج علينا بعض المنتفعين والانتهازيين السياسيين بمبادرات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، مستغلين في ذلك طموح المصريين وتطلعهم لحياة أفضل إلا أنهم في حقيقة الأمر يسعون لعودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى المشهد السياسي، وكان أبرز هؤلاء في الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي للرئيس المعزول محمد مرسي. "تنسق مع أطراف القوى المدنية على رأس مهام فريق رئاسي متفق عليه لخوض انتخابات الرئاسة في أقل من عامين حتى 2018، علاوة على ترشيح تشكيل وزاري معلن مرافق للفريق، لوضع خطوات سريعة لتصحيح المسار الذي طالبت به ثورة 25 يناير".. بتلك الكلمات خرج عصام حجي بمبادرة ليكون رئيسًا بديلًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ زعم أن المبادرة الجديدة تحارب الفقر والجهل والمرض ويكون العدل والتعليم والصحة الأساس لتحقيق طموحات المصريين ونشر روح التسامح ووقف حالتي الانهيار الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي. المثير في مبادرة "حجي" أنه اختار هالة البناي، مستشارة الدكتور محمد البرادعي، التي كانت من كبار قادة حملة "تمرد" على الرئيس المعزول محمد مرسي، متحدثة باسمه، علاوة على أنه لم يغلق الباب أمام تواجد محمد البرادعي في مبادرته، بل فتح باب التعاون والمشاركة أمام فلول نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وكذلك التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية رغم ما ارتكبوه من جرائم ضد الشعب المصري. "حجي" رفض وصف جماعة الإخوان بالإرهابية، مبررًا ذلك بأنهم يحبون مصر ويريدون لها التقدم، وكذلك شبَّه حرب مصر على الإرهاب بالحرب الأمريكية في العراق، وأنهما تتفقان فقط في هدف سياسي. شارك "حجي" جماعة الإخوان الإرهابية في تأسيس كيان يحمل اسم "وطن للجميع"، إلَّا أنَّه تعرض للفشل لأن المشاركين فى ورشة العمل الأولى طالبوا أن يكون مبادئه "فصل الدين عن الدولة" الأمر الذى رفضه قيادات بالإخوان التى هاجمت "حجي" حيث أعلن عمرو دراج، القيادى البارز بالجماعة ، رفضه للوثيقة والكيان الجديد، وانتقد فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" مبادرة واشنطن، قائلاً: "يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة واضحة بدعم من ما يسمى ببيان واشنطن الذى لا نعلم عنه شيئًا". وعصام حجي عالم فضاء مصري أمريكي، يعمل في وكالة ناسا في مجال علم الصواريخ، وهو ابن الفنان التشكيلي الكبير محمد حجي، وشغل منصب المستشار العلمي للرئيس المعزول محمد مرسي عام 2013 لمدة 3 شهور قبل استقالته. ولد في العاصمة الليبية "طرابلس" عام 1975 وحصل على الشهادة الابتدائية والتحق والده بالعمل الدبلوماسي بالجامعة العربية أثناء فترة تواجده بتونس في الثمانينيات، وبعد أن انتقل مع أبيه إلى تونس وحصل فيها على شهادة المتوسط عاد بعدها إلى القاهرة وحصل من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علم الفلك، ارتحل بعدها إلى باريس طلبا للعلم واستكمالا لدراسته فحصل على الماجستير في علم الفضاء عام 1999 ثم تبعها بالدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 2002 وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب. بدأ عصام حجي مشواره العلمي كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة عام 1997 ثم باحثًا بالمركز القومي للبحوث CNRS بفرنسا عام 1999 ثم مدرسًا بجامعة القاهرة سنة 2002 ثم باحثا بمركز الفضاء الفرنسي CNES ثم أستاذًا مساعدًا بجامعة باريس ثم انتقل للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة. يعمل الدكتور عصام حجي حاليا في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة ناسا الأمريكية في القسم المختص بالتصوير بالرادار والذي يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية، كما يشرف على مشروع قمر صناعي يدرس المياه الجوفية وآثار التغير المناخي على المناطق الصحراوية. وكذلك يعمل في فريق بحث علماء ضمن المشروع الذي تتعاون فيه "ناسا" مع "إيسا" لدراسة المذنبات، كذلك يشارك في أبحاث استكشاف الماء في المريخ وتدريب رواد الفضاء وتصميم مركبات الفضاء المتجهة إلى أجزاء مختلفة من المجموعة الشمسية. يشغل منصب أستاذ لعلوم الفضاء بجامعة باريسبفرنسا وأيضًا عضو زائر بهيئة التدريس بجامعة كالتك Caltech بولاية كاليفورنيا وهي نفس الجامعة التي يدرس فيها الدكتور أحمد زويل وهي أعلى الجامعات الأمريكية في مجال العلوم. في عام 2006 منحته فرنسا جنسيتها كعالم متميز، ويذكر أن جامعة القاهرة فصلته في عام 2004 بسب نقده للفساد في إدارة الجامعة في ذلك الوقت واحتجاجه على اكتمال الإجراءات الإدارية.