كشفت تقارير استخباراتية مختلفة مؤخرا أن الأسلحة مازالت تتدفق بشكل كبير على أطراف النزاع المختلفة في سوريا، بما فيها قوات المعارضة وكذلك القوات الحكومية. ولعل أبرز الأسلحة التي وصلت إلى أطراف النزاع في سوريا هو السلاح الصيني المضاد للطائرات المحمول على الكتف المعروف اختصارا "مانباد"، وهو نسخة مطورة عن "إف إن 6"، حيث تم رصده أكثر من مرة بأيدي عناصر من الفصائل السورية المعارضة. ووفقا لتقرير صادر عن موقع ستراتفور للأبحاث الاستخباراتية الجيوسياسية فإن هذا السلاح لن يكون مجديا في مواجهة المقاتلات الروسية الحديثة مثل سوخوي 34، لكنها مجدية مع الطائرات المقاتلة القديمة نسبيا، مثل تلك التي تملكها القوات السورية. وأوضح التقرير أنه في حال وصلت هذه الأسلحة بمعرفة الإدارة الأمريكية فهذا يعني أن واشنطن ترغب في تعزيز قدرة المعارضة المسلحة في وجه القوات الحكومية وكذللك بهدف زيادة المدى الناري لأسلحة المعارضة لمواجهة القوات المساندة للقوات الحكومية. وبينما وصلت شحنات أسلحة للمعارضة، فإن شحنات الأسلحة إلى القوات الحكومية لم تنقطع، حيث تردها الإمدادات من كل من روسياوإيران، بحيث تعوض القوات السورية عن خسائرها المادية. ومن بين الأسلحة التي وصلت القوات الحكومية، منظومة مكافحة الألغام الروسية المعروفة اختصارا في روسيا باسم "أو آر 77" أو YP 77، وهي عبارة عن سلاح حارق مدمر، استخدم في عمليات استعادة تدمر من أيدي تنظيم داعش. وأشار تقرير ستراتفور إلى أن استمرار تدفق السلاح على أطراف النزاع المختلفة يعني أن الحشد العسكري يحل محل المفاوضات التي فشلت في تحقيق السلام في سوريا. تسليح داعش وتشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى أن تنظيم داعش خسر أعدادا كبيرة من المقاتلين، بلغت قرابة 25 ألف عنصر، بالإضافة إلى تقلص المساحة التي يسيطر عليها في سوريا والعراق بعد الضربات التي تلقاها بواسطة التحالف الدولي وكذلك القوات الحكومية في الدولتين بالإضافة إلى خسائره في مواجهة البشمركة الكردية والفصائل السورية المعارضة. قبل هذه الخسائر، كان التنظيم قد حصل على كميات هائلة من الأسلحة إثر سيطرته على قواعد عسكرية عراقية وأخرى سورية. وتفيد التقارير بأن كمية الأسلحة التي حصل عليها تكفي لإنشاء 3 فرق عسكرية مزودة بكافة العدة والعتاد العسكري. أسلحة المعارضة السورية صاروخ مانباد ومن بين الأسلحة في أيدي تنظيم داعش، أسلحة ثقيلة تتمثل في دبابات والناقلات المدرعة والعربات العسكرية من طراز هامفي، بالإضافة إلى أسلحة تم صنعها في أكثر من 21 دولة، من بينها روسيا والولايات المتحدة والصين وبلجيكا وإيران وغيرها. وشوهد التنظيم وهو ينقل صواريخ "أرض أرض"، كان قد استولى عليها من مستودعات الجيش العراقي، إلى الرقة، كما شوهد وهو ينقل عددا من الدبابات الروسية الصنع من طراز تي 55 وتي 62 وتي 73 إلى مناطق القتال في سوريا. بالإضافة إلى ذلك يملك التنظيم العديد من مدافع الميدان من عيارات مختلفة وكذلك مدافع الشيلكا وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون. كذلك يمتلك التنظيم كميات محدودة من مضادات الدبابات، غالبيتها "آر بي جي" مختلفة الطرز، بالإضافة إلى قاذفات لاو وتاو ودراغون وكورنيت وميتس. غير أن أبرز ما يمتلكه في مجال مضادات الطائرات، وإن بكميات محدودة أيضا، هو صواريخ سام المحمولة على الكتف وكذلك "إف إن 6" الذي يصل مداها إلى 6000 متر وعلى ارتفاع 3000 متر، بالإضافة إلى عدد محدود أيضا من صواريخ ستينغر. الجيش الحر وفصائل المعارضة يمتلك الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة السورية تقريبا نفس الأسلحة التي يمتلكها تنظيم داعش، لكن بكميات أقل من تلك التي يمتلكها التنظيم. ومن بين أسلحة الجيش الحر دبابات تي 72 وتي 62، وكذلك مضادات الدبابات مثل الآر بي جي وكونكورس ودراغون وميلان. وعلي صعيد مضادات الطائرات، فقد أفادت تقارير بأن الجيش الحر والفصائل المسلحة المعارضة يمتلك عددا محدودا منها، مثل الصاروخ المضاد للطائرات "إف إن 6". وكانت تقارير نشرت في العام 2013 أشارت إلى أن هذا السلاح شوهد مع عدد من أفراد المعارضة المسلحة في سوريا. كما شوهدت عدة قطع من صواريخ ستينغر بأيدي عناصر المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة. الجيش السوري بينما يحتل الجيش السوري المركز الرابع على صعيد أقوى الجيوش العربية، فإنه يحصل على دعم كبير في العدد والعتاد من إيران وحزب الله اللبناني وكذلك فصائل عراقية وأفغانية وباكستانية موالية لإيران. غير أن الدعم الأبرز يأتي من روسيا التي شاركت في العمليات العسكرية في سوريا بشكل مباشر قبل أن تعلن سحب جزء من قواتها سوريا. ولروسيا قاعدة جوية وأخرى بحرية في سوريا، كما أن لديها أعداد كبيرة من المستشارين العسكريين يعملون ضمن القوات السورية. وقامت روسيا بتعويض جزء من خسائر الجيش السوري التسليحية، كما زودته بالذخائر، الأمر الذي مكنه من تحقيق بعض التقدم على عدة جبهات، وأبرزها استعادة تدمر من تنظيم داعش.