قال الدكتور علاء الدين العلوان مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بمناسبة بمناسبة يوم الصحة العالمي السكر إن هناك 422 مليونَ شخصٍ مصابٍ بالسكري في العالم؛ نَصيبُ إقليم شرقِ المتوسطِ منهم 43 مليونَ شخصٍ. لافتا إلي أن إقليم شرق المتوسط لديه أعلى معدَّلِ انتشارٍ بين أَقاليمِ العالمِ؛ فبعد أن كانت تقديراتُ معدَّلِ الانتشارِ تُشير إلى 6% في عام 1980، فقد ارتفعَت إلى 14% في عام 2014، ولا يزالُ هذا المعدَّلُ آخذاً في الزيادة، إذ يُشير عددٌ من الدراساتِ التّي أُجريت مؤخراً إلى أن نسبةَ انتشارِ السكّري تزيدُ على 20% بين السكّان البَالغين في بعضَ البُلدانِ. وتعكِسُ هذه الزيادةُ في أغلبِها معدّلاتِ ارتفاعِ النوع الثاني من السكّري، وهو أحدُ نوعَي المرَض. والنوعُ الثاني هو المسؤولُ عن 90% من حالات الإصابة بالسكّري حول العالم، ويحدُث عند توقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين الكافي أو عند عدم تمكُّن الجسم من الاستفادة من هذا الإنسولين. ويحدث هذا النوع بصورةٍ كبيرةٍ نتيجةَ فرطِ الوزنِ والخمول البدني والممارساتِ الغذائيةِ غير الصحية. ويزيد السكَّري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، فضلاً عن أنه أحدُ المسبِّبات الرئيسية للعمى وبتر الأطرافِ السفلية والفشلِ الكلوي. ولذلك، فإن الوقايةَ من الإصابة بالسكري ومضاعفاته أمرٌ بالغُ الأهمية. وهنا تأتي المسؤوليةُ المشتركَة ما بين الحكوماتِ ومقدِّمي خدماتِ الرعايةِ الصحيّة والمجتمعِ المدني والأفرادِ في سبيل الوقاية من الإصابة بهذا المرض والتدبيرِ العلاجي له. ويلعب الأفرادُ المصابون بالسكّري أنفسُهُم دوراً كبيراً في السيطرةِ على حالتِهم الصحيّةِ. فالحكوماتُ مسؤولةٌ عن زيادة الوعي الجماهيري بخطر السكَّري، وعن إيجادِ بيئاتٍ تمكِّن الناسَ من اتباعِ أنماطِ الحياةِ الصحيّةِ، وعن تنفيذ التدابير التي تقلِّل من تعرُّض السكانِ لعواملِ الخطرِ المؤدِّية إلى الإصابة بالسكَّري ومضاعفاته. كما أنها مسؤولةٌ عن ضمان إتاحةِ الخدماتِ الصحيّةِ بمستوىً مقبولٍ لجميع المصابين بالسكري. أمّا الأفرادُ، فعليهم تحمّلُ مسؤولية صحتهم الشخصية عن طريق اتّباع نمطِ حياةٍ صحي؛ حيث إنّ لبعضِ التدابير البسيطة الخاصة بأنماط الحياة، أثراً كبيراً في منع الإصابة بالسكَّري أو تأجيل ظهور أعراضه، ومن هذه التدابير مثلاً الانخراطُ في نشاط بدني منتظمٍ، والحفاظُ على وزن الجسم عند مستوىً صحي، وتناولُ الأطعمةِ الصحيةِ. ويمكنُ للشخصِ المصابِ بالسكري أن ينعم بحياة صحية ومثمرة، شريطةَ أن تُشخَّص حالتُه في وقتٍ مبكِّر من الإصابة، وأن يخضع للتدبير العلاجي الفعّال، سواءً من جانب أحدِ مقدِّمي الرعاية الصحية أو بأن يتولى ذلكَ بنفسه. والكشفُ المبكِّر عن السكري والتدبيرُ العلاجي الملائمُ لهُ، بما في ذلك استعمالُ الأدوية والتدابير الخاصة بأنماط الحياة الصحية والمتابعة المنتظمة، كلُّ ذلك من شأنه أن يمنع تطورَ الحالةِ ويقِيَ من حدوث المضاعفات. واضاف العلوان :"اليوم، ونحن نحتفل بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل، فإننا نراه مناسبةً جيدةً لكي يكون لنا جميعاً دورٌ مؤثرٌ في التصدِّي للسكَّري. فلنعمل معاً من أجل وقاية ملايين الأشخاص في إقليمنا من الإصابة به، ولنبادر لمساعدتهم لكي يَحْيَوْا حياةً صحيةً ومفعمةً بالنشاط".