بعد إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالي نبيل العربي عدم نيته الترشح من جديد لولاية جديدة حيث تنتهي ولايته الحالية في شهر يونيو المقبل ،سارعت مصر بإجراء اتصالاتها مع الدول العربية للترويج لمرشحها الجديد وهو أحمد أبو الغيط ،ويبدو أنه بشكل كبير حصل على توافق غالبية الدول العربية وقد يكون توليه المنصب هادئا على عكس ما حدث في المرة السابقة حيث كان المرشح المصري حينها مصطفى الفقي لكن اعترضت كل من الجزائر وقطر والسودان ،وطالبت الأولى بعدم احتكار القاهرة لهذا المنصب لكن بعد مشاورات تم التوافق على نبيل العربي الذي كان وزيرا للخارجية حينئذ، ويبدو أن هذه الدول لن تعترض هذه المرة على المرشح المصري لأسباب تتعلق بشخصية الرئيس السيسي وكذلك عودة مصر لمكانتها الإقليمية إلى حد كبير. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية , إجراء الوزير سامح شكري اتصالات مع وزراء الخارجية العرب بين الحين والآخر لتأمين الدعم العربي للمرشح المصري، وأن المؤشرات الأولية لتلك الاتصالات إيجابية وتعكس دعما متزايدا للمرشح المصري . ووفقا للمراقبين فإن أبوالغيط يحظى بتأييد خليجى واسع بسبب مواقفه المعادية لإيران فمن أبرز تصريحاته قوله: بأنه لن يكون هناك تصارعا بين مصر والمملكة العربية السعودية، لأن كلاهما يعلمان قدر التهديدات التى تواجهها المنطقة, وأن مصر تعى جيدا مدى الخطر الذى يمثله المد الشيعى فى المنطقة على السعودية. " كما هاجم إيران بقوة قائلا: "إنها تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية فى الوطن العربي، عبر استغلال الدين المتمثل فى المذهب الشيعي، ولذلك يجب العمل على تحجيم دورها فى المنطقة العربية"، مشيرا إلى أن الخلاف بين المذهبين السنى والشيعى فى المنطقة جعل العالم الغربى يعتقد أن هذا هو الوقت الذى سيقع فيه حرب سنية شيعية، وهو مايؤكد خطورة هذه الطرح على الأوضاع الأمنية بالمنطقة آراء أحمد أبو الغيط في القضايا العربية صريحة وواضحة' فبالنسبة للأزمة السورية أكد أن مصر تولى اهتمام كبيرا بالحفاظ على الدولة السورية، لأسباب تاريخية وإستراتيجية تتمثل فى محاربة الجيش السورى مع المصرى ضد إسرائيل، كما أن ضياع الجيش السورى يمثل تهديدا على الجيش المصرى. وأشار إلى أنه لا يوجد أحد فى مصر يهتم بمصير بشار الأسد من عدمه، مشبها ما يجرى فى سوريا حاليا بالحرب الأهلية فى أسبانيا التى قامت فى الفترة من 1936 وحتى 1939. كما أعرب أبو الغيط عن تخوفاته من أزمة اليمن ' لافتا إلى أن هناك تخوف لدى الشعب المصرى من تكرار سيناريو جمال عبد الناصر فى اليمن والقيادة السياسية تعى ذلك، مشيرا إلى أن الأوضاع داخل اليمن لم تصل إلى الدرجة التى أصبحت تمثل تهديدا خطيرا على أمن الدول العربية، ليتطلب الأمر من مصر إرسال قوات برية هناك, موضحا أن القاهرة ليست حليفا لموسكو ,, لكن ما حدث هو تقارب فى مصالح مشتركة بين الطرفين على مسرح العمليات السوري، والذى يتمثل فى ضرب داعش، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج إلى حالة من الاسترخاء لتعيد بناء نفسها من جديد، وذلك بسبب المشاكل التى تحيطها فى الداخل. ولد أحمد أبو الغيط في 12 يونيو 1942 وتولى منصب زير الخارجية منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، حيث استمر في منصبه لفترة وجيزة بعد اندلاع ثورة 25 يناير ورحيل الرئيس الأسبق مبارك. حصل أبو الغيط على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، وفى عام 1965 التحق بوزارة الخارجية، وعين في عام 1968 سكرتيرا ثالثا في سفارة مصر بقبرص واستمر هناك حتى عام 1972 عندما عين عضوا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي وفي عام 1974 عين سكرتيرا ثانيا بوفد مصر لدى الأممالمتحدة ثم رقي إلى سكرتير أول، وفي عام 1977 عين سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية، وفي عام 1979 عين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية فى موسكو، وفي عام 1982 أعيد إلى الوزارة وعين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفى عام 1984 عين مستشارا سياسيا خاصا لدى رئيس الوزراء وفي عام 1985 عين مستشارا بوفد مصر لدى الأممالمتحدة، وفي عام 1987 عين مندوبا مناوبا لمصر لدى الأممالمتحدة، وفي عام 1989 عين بمنصب السكرتير السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرا لمكتب الوزير وفي عام 1992 عين سفيرا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) وفى عام 1996 عين مساعدا لوزير الخارجية وفي عام 1999 عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة وفي يوليو من عام 2004 عين وزيرا للخارجية ليخلف أحمد ماهر بالمنصب, وفيما يتعلق بحياته الاجتماعية فهو متزوج من السيدة ليلى كمال صلاح الدين ولديهما ابنان.
