يستعرض الباحث والكاتب محمود خير الله فى كتابه "بارات مصر.. قيام وانهيار دولة الأنس" الصادر عن دار "روافد" للنشر والتوزيع, أهم البارات الشعبية فى الإسكندرية إلا أنه يلفت إلى أن المحافظة الساحلية كانت قلعة "صناعة الخمور" فى مصر حيث تضم مقار أربعة شركات للخمور تتبع "شركة الكروم" للكحول المملوكة للدولة أهمها شركتا "جناكليس" و"بولوناكي" فى منطقة الحضرة ومصنع "كاتيماتس" فى منطقة النزهة ومصنع "زنوسي" بمنطقة الرمل وهناك حى جناكليس فى منطقة الرمل أيضاً نسبة إلى نيكولا بيراكوس الشهير ب"جناكليس" مالك مزارع العنب ومصانع التقطير الشهيرة الذى كان يونانياً يعيش فى الإسكندرية ومن أوائل سكان الحي العريق. "الشيخ على".. اسم لبار هو الأقدم فى مصر كلها يقع فى مدينة الإسكندرية ما زالت بقاياه موجودة تتحدى الزمن تأسس عام 1900 على يد شريكين يونانيين وثالث فرنسي نجحوا فى اختيار مكان تجارى محض. لا يزال البار يفرض وجوده ويحظى بزبائن أفضل قليلاً مما يحظى به أى بار سكندري حتى لو كان حديث الطراز وعلى البحر مثل "ايثاكا" لكن "الشيخ على" هو واحد من أكثر محال الإسكندرية كثافة نظراً لأن أفواج السياح القادمين من الغرب المتوسطي باتوا يعتبرون هذا البار قطعة أثرية خالدة فى مصر. ولكن لماذا "الشيخ على"؟.. تساؤل فرض نفسه على ذهن الكاتب الذي ذهب يبحث عن سبب تسمية بار يقدم الخمور والبيرة بهذا الاسم إلا أنه توصل إلى بعض ممن قالوا له إن المالك المصري الذي اشترى البار فى الستينيات من القرن الماضي من ملاكه الذين كانوا حتى هذا الوقت من الأجانب حيث كان اسمه بار "كاب دور" إلا أن المصرى كان مصمماً على إغلاقه كل يوم جمعة ربما تحت وطأة الإحساس المؤقت بالذنب لذلك أطلق عليه الناس هذا الاسم.