الدواعش فى بلاد العم سام ..ربما يكون هذا هو العنوان الاكثر ازعاجا للولايات المتحدة .. قصص الدواعش الجدد فى امريكا كثير هذه واحدة منهم فعندما كانا يقفان معا في انتظار إنهاء المأذون الشرعي عقد القران، لم يكن والد محمد عودة دخل الله الذي يؤم المصلين في أحد المساجد المحلية في ولاية ميسيسبي الأميركية يتخيل أن ابنه يخطط لقضاء شهر العسل مع زوجته في أراضي الدولة الإسلامية. لكن قبلها بأيام كان كل أصدقاء جيلين ديلشون يونغ ابنة قائد شرطة ميسيسبي الذي تحول للتو إلى الإسلام، قد وصلوا إلى قناعة بأن العروس الجديدة التي لم تنهِ عامها التاسع عشر بعد قد وقعت فريسة سهلة لدعاية التشدد الإسلامي التي أغرق تنظيم داعش شبكة الإنترنت بها. ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا كي تقدم يونغ على تغيير اسم حسابها على تويتر إلى أمينة الأميركي قبل أن يتم اعتقالها مع دخل الله بمطار كولومبوس في الولاية الأميركية أثناء محاولتهما السفر إلى سوريا. ومثل يونغ المئات بل الآلاف من الأميركيين الذين باتوا يقبعون تحت مراقبة لصيقة من أجهزة الأمن في الولاياتالمتحدة، إذ ثبت استعداد بعضهم للسفر من أجل الانضمام إلى صفوف التنظيم، ولعب الآخرون دورا هاما في الترويج له وتجنيد أتباع مفتونين بتفسيره الأكثر تشددا للشريعة الإسلامية على الأراضي الأميركية. ويقول المدير العام للمباحث الفدرالية الأميركية "إف بي أي" جيمس كوبي إن هناك 900 ملف يتم التحقيق فيها تم توجيه تهمة الانضمام أو التعاطف مع تنظيم إرهابي إلى أصحابها بغرض تنفيذ عمليات عنيفة، في حين قال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية إن 250 أميركيا سافروا أو حاولوا السفر للانضمام إلى داعش، من بينهم 20 مقاتلا قتلوا أثناء خوضهم معارك لصالح التنظيم. ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على مبنى التجارة العالمية في نيويورك كثفت المباحث الفدرالية من عمليات "الغش" الأمني التي تعتمد بالدرجة الأولى على اختراق التنظيمات المتشددة على الأراضي الأميركية. ورغم فاعلية هذه السياسة في إحباط أغلب المخططات لمهاجمة الولاياتالمتحدة، أفلت متطرفون من هذا الحصار الأمني المحكم، وتمكنوا من تنفيذ هجمات كان آخرها تفجيران وقعا عام 2013 في نهاية ماراثون للعدو في مدينة بوسطن الأميركية، ومقتل 14 شخصا في حادث إطلاق نار نفذه سيد فاروق وزوجته تشفين مالك في مركز للرعاية الاجتماعية في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا هذا الشهر. وقالت دراسة أعدها لورينزو فيدينو وسيموس هيغز الباحثان في مركز دراسات التشدد في جامعة واشنطن وحصلت "العرب" على نسخة منها إنه رغم انتشار التشدد الإسلامي في أوروبا وأميركا الشمالية في السنوات الأخيرة، إلا أن وتيرة التشدد غير المسبوقة في المجتمع الأميركي لا تزال أقل مركزية واحترافا من خلايا تنتشر في دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا وبلجيكا والدنمارك. وتقول الدراسة، التي جاءت بعنوان "داعش في الولاياتالمتحدة: من التغريدات إلى الرقة"، إنه بحلول عام 2011 دخلت التهديدات الإرهابية على جانبي المحيط الأطلنطي مرحلة من الركود المتعمد رغم عدم اختفائها بشكل كامل. لكن هذا الركود، إلى جانب أنشطة أجهزة الاستخبارات المتزايدة والحماس الذي اجتاح منطقة الشرق الأوسط على وقع الاحتجاجات الشعبية في ما يعرف ب"الربيع العربي"، أظهر أن ظاهرة الجهاد يمكن التحكم بها. وانضم إلى صفوف التنظيم لقتال القوات الحكومية في تلك الدول مواطنون أميركيون أو أجانب يقيمون في الولاياتالمتحدة. وفي عام 2014 اعتقلت السلطات الأميركية 71 شخصا كانوا يحاولون السفر للانضمام إلى صفوف تنظيمات جهادية في الشرق الأوسط. وتراجع هذا الرقم إلى 56 منذ شهر يناير مطلع هذا العام.