انتشرت الجماعات "الجهادية" فى مصر تحت مسميات مختلفة، لكنها حملت نفس الهدف عبر هجماتها المتصاعدة ضد عناصر الجيش، والشرطة، وبعض مؤسسات الدولة. ويقوم فكر هذه الجماعات على مبدأ الجهاد والتغيير بالقوة فى مواجهة الدولة، وبالأخص في شبه جزيرة سيناء، منتهجين خليطًا من الأفكار السلفية، والجهادية، والتكفيرية، وتبنت هذه الجماعات عدة هجمات، وتفجيرات مختلفة، وبرزت فى الأونة الأخيرة عدة أسماء لرموز الجماعات الجهادية المطلوبين لدى السلطات المصرية، ويأتى على رأس هؤلاء شادى المنيعى الجهادى الأكثر عنفا فى سيناء والمسئول الأول عن جميع عمليات تفجير خطوط الغاز بالعريش وهناك أيضا التكفيرى هشام عشماوى المسئول عن اغتيال النائب العام هشام بركات , فضلا عن أبو أسامة المصرى المتهم بالتورط فى تفجير الطائرة الروسية التى راح ضحيتها 224 روسيا. شادي المنيعي..الجهادى الأكثر عنفًا في شبه جزيرة سيناء يعتبر شادى المنيعى، الذى لم يبلغ بعد الثامنة والعشرين من العمر، من أبرز المطلوبين لقوات الأمن المصرية بسيناء، فهو كما يوصف أمنيًّا "الشخص الأكثر عنفًا في شبه جزيرة سيناء"، والذي يربط الجيش المصري اسمه بأحداث عنف عدة وقعت بين قرى جنوب رفح، وجنوب الشيخ زويد. عمل "المنيعى" في تهريب البضائع لقطاع غزه سنوات عديدة، وانتقل للعيش في فلسطين بجوار والدته لمدة عامين ، وعاد بعدها إلى سيناء عبر الأنفاق، لكن سرعان ما طلب للتحقيق من قبل مسئول الأمن الوطني في سيناء حينها، وغادر بعدها للسكن في مدينة العريش، لكن تم القبض عليه عام 2005 ونُقل إلى القاهرة لاستكمال التحقيقات للاشتباه بمشاركته في هجمات شنتها حركة التوحيد والجهاد على إسرائيل من داخل سيناء. وتعرف أثناء اعتقاله لمدة عام ونصف على مجموعة تنتمي إلى جند الله المتأثرة بفكر القاعدة، وشكل له ذلك دافعًا بعد خروجه لتكوين جماعته الخاصة فشارك مع آخرين في تأسيس تنظيم "أنصار بيت المقدس". تلخص أول نشاط له في تلك المرحلة في محاولة الإفراج عن المعتقلين المدانين في قضايا تفجيرات شرم الشيخ، وطابا عام 2004، وكان قد نظم في البداية لأجل ذلك عدة اعتصامات على الحدود المصرية، لكنه غير لاحقا أسلوبه وقام في آواخر يناير 2012 باحتجاز نحو عشرين فنيًا صينيًا يعملون في مصنع اسمنت تشغله القوات المسلحة في مسعى للضغط على الدولة للإفراج عن المعتقلين، وإسقاط الأحكام الغيابية بالإعدام التي صدرت بحق عدد من أصدقائه، وأقاربه على خلفية اتهامات بتلك الهجمات. بعد تلك الواقعة كثفت جماعة أنصار بيت المقدس هجماتها على خط الغاز المصري الذي يزود إسرائيل، والأردن، وكان "المنيعي" يُشارك في هذه العمليات بنفسه. وبعد تولي "السيسي" رئاسة مصر وشنه حملة أمنية في سيناء انخرط "المنيعي" في محاربة الجيش المصري، كما كان من بين مبايعي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وأصبح أحد قيادات التنظيم الذي بات يحمل اسم "ولاية سيناء". وفي 27 مايو 2014 عممت السلطات المصرية نبأ مقتله خلال مواجهة مع وحدة من الشرطة، وخرج وزير الداخلية وقتها اللواء محمد إبراهيم لتأكيد النبأ، لكن التنظيم الذي كان وقتها يحمل اسم "أنصار بيت المقدس" نفى النبأ، ونشر صورة له وهو يقرأ نبأ موته على شاشة كمبيوتر. هشام عشماوي.. أمير تنظيم "المرابطين" والمتورط فى عملية اغتيال النائب العام تردد اسم هشام عشماوى كأحد المتهمين الرئيسين في قضية اغتيال النائب العام المصري "هشام بركات" بعد استهداف موكبه في يونيو الماضي. وقيل إنه كان أحد ضباط القوات المسلحة المصرية منذ منتصف التسعينيات، وعمل بالصاعقة المصرية كفرد تأمين بها، ونقل البعض عنه نبوغه وتفوقه في تدريبات فرق الصاعقة في مختلف مراحل حياته العسكرية. بداية التحولات لدى "عشماوي" كان في مطلع الألفينيات، حيث ظهرت عليه بوادر محاولات لنشر أفكار وصفت بأنها متشددة، وظل هكذا حتى أُحيل إلى محكمة عسكرية بسبب الشبهات التي أثيرت حوله، وبرزت رواية بأن "عشماوي" تم تسريحه من الجيش في عام 2009، ورواية أخرى تقول إنه استُبعد على إثر حكم المحكمة العسكرية في نهاية عام 2011. عمل "عشماوي" في سيناء مدة عشر سنوات، وهو ما يُفسر معرفته جيدًا بجغرافيتها؛ ما ساعد تنظيم أنصار بيت المقدس كثيرًا في معاركه ضد الجيش في سيناء، وذلك عقب فصله من الخدمة، وانقطاع علاقته بالمؤسسة العسكرية التي لطالما روج بين الجنود، والضباط أفكارًا تدور حول عدم إطاعة أوامر القادة بها. أسس بعد ذلك خلية تضم مجموعة من الجهاديين , وتؤكد بعض المعلومات المتوافرة عنه أنه سافر إلى سوريا إبان إندلاع الثورة هناك وتردد على معسكرات لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، كذلك تحدثت تقارير أخرى عن علاقته الوطيدة بالقاعدة في ليبيا، والمغرب العربي عمومًا، وهو متهم بالضلوع في التخطيط، والتنفيذ لكافة العمليات النوعية الكبرى التي تمت في مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وقضية "عرب شركس" التي أُعدمت على خلفيتها الخلية التي تم القبض عليها، كما اتُهم بأنه المخطط الأول والمشارك في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، في شهر يوليو 2014، وهي العملية التي قتل فيها 22 مجندًا بالجيش، واتهم أيضًا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير من هذا العام بعد اقتحامها، كما اعتبره البعض المدرب الرئيسي في التنظيم الذي ساهم في تشكيل نواة الخبرة العسكرية لدى أفراد التنظيم في سيناء. وترددت أنباء عن إصابته في اشتباكات مع قوات الجيش على طريق السويس، وهو ما استلزم سفره إلى ليبيا، وترك القيادة إلى عناصر جهادية أخرى فُصلت من القوات المسلحة وتلقت تدريبات على يديه. وفي يوليو الماضي، بث "عشماوي" تسجيلًا صوتيًّا أعلن خلاله تشكيل تنظيم المرابطين تحت راية تنظيم القاعدة، ليؤكد بذلك انشقاقه عن تنظيم "ولاية سيناء". بهذا الفصل الجديد الذي أعلنه "عشماوي" عبر إدخاله لجماعة جهادية جديدة على خط المواجهة مع الدولة في مصر، يكون تنظيم المرابطين هذه المرة تحت راية القاعدة، بعد أن تأكد انشقاق "عشماوي" عن تنظيم "ولاية سيناء"، وليكون أيضًا ثالث الجماعات الجهادية على الأراضي المصرية التي تتبنى العنف في مواجهة النظام الحالى بعد "ولاية سيناء"، و"أجناد مصر". وتحدث متابعون عن أثر هذا الخبر على الساحة الجهادية في مصر، مؤكدين أن خسارة تنظيم أنصار بيت المقدس لخبرة "عشماوي" سيؤثر عليه من الجانب التدريبى، دون مزيد من الحديث عن التنظيم الوليد "المرابطون" التابع للقاعدة والذي يبدو أنه امتداد لتنظيم المرابطين الذي ينشط في شمال مالي والصحراء الكبرى، وهو الذي أكد أيضًا تبعيته لتنظيم القاعدة بعد أن عزل أميره السابق المبايع لتنظيم الدولة "عدنان أبوالوليد"، ويرجح أن نشاط تنظيم "المرابطين" قد انتقل إلى الضفة الحدودية الغربية على حدود مصر مع ليبيا حيث يتمتع"عشماوي" بعلاقات جيدة مع الجماعات المسلحة في ليبيا. أبو أسامة المصري.. العقل المدبر لإسقاط الطائرة الروسية أبو أسامة المصرى هو مقاتل من قيادات تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" برز اسمه في وسائل إعلام غربية باعتباره "العقل المدبر" لإسقاط الطائرة الروسية بسيناء آواخر الشهر الماضى، والتي قتل فيها 224 شخصًا، حيث ذكرت تقارير أن "المصري" هو من تبنى إسقاط الطائرة حين قال في الفيديو الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية "داعش": "نحن من أسقطناها.. موتوا بغيظكم"، واتهم أيضًا فى التفجير الذي استهدف نقطة تفتيش للجيش المصري العام الماضي وعُرفت بحادث "كرم القواديس". درس أبو أسامة المصري، الذي يُسمى أيضًا "أبو أسامة الأزهري" في جامعة الأزهر بالقاهرة، وتلقى تدريبات عسكرية عالية المستوى في كل من قطاع غزة، وسوريا. وترددت أقاويل بأنه ينتمي إلى ما يُعرف إعلاميًا ب"السلفية الجهادية"، وهو زعيم تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي أعلن، في بيان صوتي بثه يوم 10 نوفمبر 2014، بيعته لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وغيّر اسمه بعد ذلك بأيام إلى "ولاية سيناء". وقيل إن "المصري" هو مَن قرأ بيانًا بثه التنظيم في مايو2015، وجدد فيه هذه البيعة، لكن وجهه كان مخفيًا بمؤثرات تمويه بصرية، وهو ما تكرر في جميع تسجيلات الفيديو التي تحدث فيها بمناسبات عديدة، وبثتها حسابات التنظيم على مواقع الشبكات الاجتماعية. عماد الدين عبد الحميد.. مسئول لجنة التدريب العسكري فى "أنصار بيت المقدس" اشتهر عماد الدين عبد الحميد بكونه مسئول لجنة التدريب العسكري في تنظيم أنصار بيت المقدس (قبل تحوله لولاية سيناء) تلك اللجنة التي تُشرف على التدريب العسكري لمقاتلي التنظيم. وتعد أخطر ما وجهته قوات الأمن المصرية إلى "عبد الحميد" من تهم هي اشتراكه مع القيادي في تنظيم أنصار بيت المقدس "وليد بدر" في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اشتراكه في تنفيذ عملية "كرم القودايس" بسيناء. سلمى المحاسنة.. قائد "ولاية سيناء" ومسئول التسليح والدعم اللوجيستي بالتنظيم أما سلمي سلامة سليم سليمان الشهير ب"سلمي المحاسنة" فقد تولى قيادة تنظيم "أنصار بيت المقدس" وذلك بعد مقتل مؤسس التنظيم "توفيق فريج زيادة" الذى كان على علاقة وثيقة به. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا عن أنه أسس وتولى زعامة الجماعة وتواصل مع تنظيم القاعدة لمبايعة زعيمه أيمن الظواهرى، كما تواصل مع ألوية الناصر صلاح الدين الفلسطينية بقطاع غزة لمد الجماعة بدعم مالى، وعسكرى، ولوجيستى، للقيام بعمليات إرهابية فى مصر، مستغلاً الأوضاع الأمنية فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011. وتعتبر قوات الأمن المصرية أن "المحسانة" هو من يتولى الآن قيادة "ولاية سيناء"، وهو مسئول التسليح والدعم اللوجيستي وساهم فى العديد من العمليات الإرهابية الكبيرة منها تفجير مديرية أمن القاهرة، ونسف مدرعات الشرطة في سيناء. كمال علام.. أمير"تنظيم التوحيد والجهاد" والمسئول عن اقتحامات أقسام الشرطة بالعريش يعرف بأنه أمير "تنظيم التوحيد والجهاد" المحكوم عليه بالإعدام غيابيًا، ومن الشخصيات التي تمثل خطرًا على الأمن القومي المصرى، واتهم بأنه من القيادات التكفيرية الشديدة الخطورة. ولد فى مدينة العريش، واعتقل عدة مرات لنشاطه المسلح على الأراضي المصرية، وأطلق سراحه خلال ثورة يناير 2011. ونال "علام" ما ناله "المنيعي" من الإعلان أكثر من مرة عن مقتله، من أبرزها ما جاء على لسان وزير الداخلية محمد إبراهيم فى يناير 2014 بأنه قُتل مع ستة من مساعديه بمنطقة العجرة جنوب رفح برصاص مجموعة من الملثمين، ولكن ظهر "علام"، بعد غياب لنحو أربع سنوات، مكشوف الوجه بتقرير مصور لتنظيم الدولة بسيناء. وحول ظهوره مكشوف الوجه، رأى سكان العريش أن ذلك يعتبر تحد واضح وصريح للجيش، وعدم الخوف من العواقب المتوقعة بعد نشر هذه الصور. ووجهت الحكومة المصرية اتهامات عدة لعلام، منها حرق "قسم ثاني العريش" خلال ثورة يناير، واستهداف البنوك بنفس المنطقة، والمشاركة في مقتل ضباط للشرطة.