سعر الريال السعودي اليوم السبت 21-9-2024 في البنوك.. يواصل الاستقرار    أسعار الفراخ البيضاء اليوم السبت 21-9-2024 في بورصة الدواجن والأسواق    حزب الله يعلن اغتيال القيادي البارز أحمد وهبي في هجوم الضاحية الجنوبية    اليوم العالمي للسلام.. كيف تساهم مصر في خفض التصعيد بإفريقيا والمنطقة؟    وزير التعليم يشهد انطلاق العام الدراسي بجولة في مدارس سوهاج    أمطار وتقلبات جوية مع بداية الخريف.. ماذا يحدث خلال الساعات المقبلة؟    مأمورية خاصة .. ترحيل صلاح التيجاني من سرايا النيابة الي قسم إمبابة    ننشر تفاصيل الحكم ضد طارق رمضان حفيد البنا بتهمة التعدي على فتاة    موعد بايرن ميونخ ضد فيردر بريمن في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    وسط فرحة الطلاب، بدء العام الدراسي الجديد في الأقصر (بث مباشر)    وزير التربية والتعليم يصل سوهاج لتفقد المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد    استكمال محاكمة محاسبة في بنك لاتهامها باختلاس 2 مليون جنيه    احتجزه في الحمام وضربه بالقلم.. القصة الكاملة لاعتداء نجل محمد رمضان على طفل    حالة الطقس المتوقعة غدًا 22 سبتمبر| إنفوجراف    حدث ليلا.. تطورات جديدة بشأن حزب الله وإسرائيل والحرب على غزة (فيديو)    موعد تشيلسي ضد وست هام يونايتد في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    عاجل.. فيفا يعلن منافسة الأهلي على 3 بطولات قارية في كأس إنتركونتيننتال    وزير الخارجية: تقسيم السودان خط أحمر، وقضية مياه النيل حياة أو موت، وخسائرنا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس 6 مليارات دولار، لا بد لإسرائيل أن تنسحب من رفح ومحور فيلادلفيا    القنوات الناقلة لمباراة ليفربول ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي.. والموعد والمعلق    حبس متهم مفصول من الطريقة التيجانية بعد اتهامه بالتحرش بسيدة    رسميا.. رابط الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل الصف الثاني الابتدائي    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    فلسطين.. شهيد وعدة إصابات جراء قصف الاحتلال لمنزل في خان يونس    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    فصل التيار الكهرباء عن ديرب نجم بالشرقية لأعمال الصيانة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    عمرو أديب: بعض مشايخ الصوفية غير أسوياء و ليس لهم علاقة بالدين    هل يؤثر خفض الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في مصر؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    هاني فرحات: جمهور البحرين ذواق للطرب الأصيل.. وأنغام في قمة العطاء الفني    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    "حزب الله" يستهدف مرتفع أبو دجاج الإسرائيلي بقذائف المدفعية ويدمر دبابة ميركافا    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعزى وزير الداخلية فى وفاة والدته    د.مصطفى ثابت ينعي وزير الداخلية في وفاة والدته    نائب محافظ المركزي المصري يعقد لقاءات مع أكثر من 35 مؤسسة مالية عالمية لاستعراض نجاحات السياسة النقدية.. فيديو وصور    «أغلى من المانجة».. متى تنخفض الطماطم بعد أن سجل سعرها رقم قياسي؟    ملف مصراوي.. عودة شوبير الرسمية.. تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية.. وظهور فتوح    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    وزير الثقافة بافتتاح ملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة: سندعم المبدعين    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    ريم البارودي تنسحب من مسلسل «جوما» بطولة ميرفت أمين (تفاصيل)    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    أوقاف الفيوم تفتتح أربعة مساجد اليوم الجمعة بعد الإحلال والتجديد    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الإفتاء: مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها محرم شرعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"جيش داعش" .. كتاب أمريكي يرصد أدق أسرار التنظيم من الداخل
نشر في الموجز يوم 04 - 08 - 2015

سياسة أمريكا في العراق ساهمت في ظهور الجماعات الإرهابية.. و"المالكى" المسئول الأول عن انتشار التنظيم
بداية تنظيم "داعش" الحقيقية كانت من داخل أحد السجون الأمريكية في العراق
بشار الأسد أفرج عن المتشددين بعد شهور من الثورة للقتال بجواره .. لكنهم تركوه وانضموا إلى داعش
"تنظيم داعش.. باق معنا إلى أجل غير مسمى" .. كان هذا محور الكتاب الذى أصدره الباحثين الأمريكي مايكل ويس بمجلة فورين بوليسي وزميل معهد روسيا الحديثة, والسوري بمعهد دلما حسن حسن تحت عنوان "داعش..داخل جيش الإرهاب ".
قال الكاتبان إنه على الرغم من أن تنظيم داعش انتشر وذاع صيته بسبب عملياته الوحشية خلال السنوات القليلة الماضية، فإن بدايات تأسيسه تعود إلى "أبو مصعب الزرقاوي"، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهو شخص أردني الجنسية وسلفي المذهب، ذهب إلى أفغانستان في عام 1989 للمشاركة في هزيمة الجيش الأحمر آنذاك.
ومكث الزرقاوي في أفغانستان بضع سنوات، حيث كان يتدرب في أحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة، وهناك كانت صلته الأولى بالجهاديين. وعندما عاد الزرقاوي إلى الأردن، أصبح على تواصل مع شخص يُدعى "أبو محمد المقدسي"، والذي لجأ إلى الزرقاوي لإخفاء مخزون كبير من الأسلحة، والتي ربما تكون قد مثلت العتاد المبدئي للتنظيم.
وقد ذكر الكتاب في هذا الصدد عددا من المعلومات التي حصل عليها من مصادر موثوق بها، والتي من شأنها الإسهام في فهم أعمال وأفكار تنظيم "داعش" منها كرهه الزائد لكل ما هو غير سني، فهو لديه اقتناع بأن قتل الشيعة وقيام حرب أهلية بين الشيعة والسنة من شأنه إعادة الهيبة والمجد للخلافة الإسلامية لبغداد.كما تطلع الزرقاوي في البداية إلى التخلص من الاحتلال الأمريكي في العراق، وبناء على ذلك نفذ عدة هجمات بدعم من سوريا وإيران.
وزادت حدة التوتر بينه وبين جماعته القاعدة في العراق (AQI) من جانب وقائد تنظيم القاعدة من جانب آخر. وألمح الكتاب هنا إلى عدم الاتفاق بين بن لادن والظواهري مع الزرقاوي على مفهوم الحرب المدنية، وطريقته الهمجية لقتل الشيعة، كما أنه أول من بدأ عمليات قطع الرؤوس العلنية ،ومن بين الأمور التي تسهم في فهم فكر داعش هو أن مجموعة المقاتلين الرئيسيين في الجماعات الجهادية كانوا جنودًا سابقين في جيش صدام.
وذكر الكاتبان أن شخصا يدعى أبو أيوب المصري، أصبح زعيما لتنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل الزرقاوي في 7 يونيو لعام 2006 على إثر هجوم جوي أمريكي.
وقرر المصري تعزيز المقاومة في العراق، وأسس الدولة الإسلامية في العراق وكان هدف التنظيم استعادة مجد الخلافة الإسلامية ومكانتها، وأثناء فترة زعامته، قام المصري بتعيين أبو عمر البغدادي العراقي الجنسية كقائد للتنظيم.
واستند الكتاب في هذا الجزء بالأساس إلى شهادة اللواء الأمريكي، دوج ستون، الذي تولى الرقابة الكاملة على برنامج الاعتقال والاستجواب في العراق بهدف إعادة تأهيل المعتقلين في عام 2007.
حيث، أشار ستون إلى أن تنظيمي القاعدة في العراق والدولة الإسلامية في العراق قد دأبوا على محاولة التسلل إلى تلك السجون لتجنيد عملاء جدد. فلم يكن وحده سجن أبو غريب -الذي ذاع صيته دوليا-وصمة عار للاحتلال أساء إلى مصداقية الولايات المتحدة بسبب عمليات التعذيب، بل أشار الكتاب أيضا إلى معسكر بوكا، ومقره في محافظة البصرة بجنوب العراق.
ووفقا لأحد التقديرات العسكرية الأمريكية التي ذكرها الكتاب، ضم معسكر بوكا 1350 تكفيريا متشددا، ونظرا لزيادة العمليات العسكرية بالتزامن مع زيادة عدد القوات الأمريكية، فإن عدد المعتقلين قد تضاعف تقريبا إلى 26 ألفا عندما تولى "ستون" القيادة في عام 2007.
وتطرق الكتاب إلى تصريحات "ستون" بأن مقر المعسكر كان سيئًا للغاية، وكان خارج نطاق السيطرة عندما وصل إلى هناك، لاستخدام المعتقلين السجائر وأعواد الثقاب لحرق خيمهم، وكانوا يقومون بتكرار ذلك عند إعادة بنائها، على حد قوله.
وقدم "ستون" خلال عمله هناك برنامج اجتثاث التطرف ، وضم محاضرات يلقيها الأئمة المسلمون المعتدلون ممن يستخدمون القرآن والحديث لمحاولة إقناع المتطرفين ممن لديهم تفسيرات خاطئة ومشوهة للإسلام، وقام بفصل هؤلاء المعتقلين فيما عرف باسم وحدات إسكان المعتقلين المعيارية للفصل بين هؤلاء الذين يقومون بالتخويف والضرب والترهيب للآخرين.
وخلال فترة عمله 18 شهرا، أشرف ستون على 800 ألف استجواب للمعتقلين، ومن هنا توصل من خلالها إلى العديد من الاتجاهات السائدة بين سكان القاعدة في العراق والتي عرضها على قيادة الجيش الأمريكي المركزي.
وخلال فترة عمله، لاحظ ستون ظاهرة غريبة تتعلق بالمعتقلين التكفيريين، وهي أنهم يدخلون معسكر بوكا لطلب الانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق ، وفي كثير من الأحيان يكونون على معرفة مسبقة بكيفية عمل السجن وإيواء المعتقلين. وأوضح ستون كما أشار الكتاب إلى أن التكفيريين في بوكا يتميزون بالتنظيم الجيد، مشيرا إلى إطلاقهم اسم معسكر الخلافة على إحدى الزنازين الكبرى
وفي أحد المرات، جاءت له قائمة بأسماء المعتقلين ممن لهم صلات قوية بتنظيم القاعدة، وكان البغدادي يطلق عليه لقب الإمام ، وكان لديه توجه ديني قوي، وكان هناك الكثيرون مثله، مما جعل القوات الأمريكية تطلق عليهم اسم فئة القيادة.
ويرى ستون أن أبو عمر البغدادي أرسل إلى معسكر بوكا لاختراقه وتنشئة المجاهدين الجدد، قائلا : "إن السجن المكان المثالي لبناء الجيش"، حيث يأخذون الرعاية الصحية والأطعمة، فضلا عن أنه يحافظ عليهم من التعرض للقتل. وأكد أحد الأعضاء السابقين في داعش ويدعى أبو أحمد تصريحات ستون.
ويروي أبو أحمد كيف كان الجهاديون يسجلون أرقام هواتفهم وبلداتهم على ملابسهم الداخلية ليتواصلوا فيما بينهم بعد الإفراج عنهم، بحيث يكونون بمثابة شبكة من الجهاديين. وأوضح الكتاب أنه بحلول عام 2009، عاد معظمهم إلى ما كانوا يفعلونه قبل اعتقالهم، ولكن هذه المرة كانوا أكثر تنظيما
ويذكر أن معسكر بوكا أغلق في عام 2009، طبقا لاتفاقية وضع القوات" (SOFA) الموقعة بين واشنطن وبغداد في ديسمبر عام 2008، والتي ألزمت الولايات المتحدة إما بإطلاق سراح السجناء، أو نقلهم إلى السجون العراقية، ونصت أيضا على إلزام القوات الأمريكية بالانسحاب من المدن العراقية في 30 يونيو عام 2009، بعد تسليم جميع المسئوليات الأمنية إلى قوات الأمن العراقية
وكان أبو بكر البغدادي الذي يتبع كثيرا من أفكار واستراتيجيات الزرقاوي، والزعيم الحالي لتنظيم داعش واحدا من السجناء في معسكر بوكا، وكان سجينا هادئا، مما جعله يكتسب ثقة الحراس، كما أنه كان قادرا على حل النزاعات بين المعتقلين، وبهذه الطريقة كانت لديه القدرة على خلق شبكة واسعة من المقاتلين الذين سيصبحون قادة في تنظيم "داعش" في المستقبل، لذلك عندما قتل المصري وأبو عمر البغدادي في عام 2010، أصبح أبو بكر البغدادي الخيار الأفضل لتولي زعامة تنظيم داعش.
وأشار الكتاب إلى إرسال "أبو بكر البغداداي" مجموعة صغيرة إلى سوريا في أغسطس عام 2001 من أجل تأسيس "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، وكان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني سجينا سابقا في معسكر بوكا.
وأشار الكتاب إلى أنه من المستحيل فهم تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بدون معرفة أسباب تنامي كلٍّ منهما، والتي أرجعها الكتاب إلى السياسات الطائفية، فلم تكن سياسة صدام حسين مجرد أنه بعثي فحسب، بل كان طائفيا أيضا. فقد قام جيشه بذبح الأكراد والشيعة بعد الحرب ضد إيران والغزو الأمريكي في عام 1991.
وبدأ صدام حملته الدينية لتعليم جنوده التعاليم السلفية لجعل جيشه السني أكثر ولاء، وكانت النتيجة أن أصبح العديد من الجنود أكثر ولاء للسلفية من صدام، كما ذكر الكتاب.
كذلك كان من أسباب تمدد التنظيم تفكيك الجيش العراقي، حيث إن بول بريمر محافظ العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، أسفرت سياساته عن بطالة عشرات الآلاف من جنود صدام، مما أتاح لهم فرصة الانضمام إلى قوات القاعدة في العراق التي كانت صغيرة، ولكنها أصبحت ذات قوة خطيرة بعد زيادة قوتها البشرية, فلم تكن القوات التابعة للقاعدة قادرة على تنفيذ هجمات متعددة فحسب، بل قاموا بغزو الموصل لإقامة نظام الزرقاوي الإرهابي، وبدأت القبائل في انتفاضة أطلق عليها صحوة الأنبار ونجحت القبائل في طرد القاعدة من الموصل بدعم من القوات الأمريكية، فكان الدعم الأمريكي بمثابة عامل حاسم آنذاك، ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال متابعة حالة عدم الاستقرار الأمني في الموصل بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق في عام 2011.
إضافة إلى ذلك كانت سياسات ما بعد الاحتلال سببا آخر لتمدد التنظيم ، حيث استمر في اتباع سياسات صدام الطائفية بدعم من طهران، ولكن كانت هذه المرة لصالح الشيعة، والتمييز ضد السنة، ومعاقبة بائل الأنبار لقيامهم ب"صحوة الأنبار" من خلال استبعاد الضباط السُنة من المناصب القيادية في الجيش.
إضافة إلى دور النظام السوري، حيث إن بشار الأسد قد تورط في إنشاء الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد نظامه الآن، بالرغم من أن ذلك ربما يدهش الكثيرين. ففي 31 مايو 2011، بعد شهرين من بداية الثورة السورية، أطلق نظام الأسد سراح معظم الجهاديين المتشددين من السجون، وبقي كثير من المتظاهرين والنشطاء في السجن، كما أن جيش الأسد قام بشراء النفط من جبهة النصرة وبعدها من داعش في الرقة ودير الزور، ودفع لهم لحمايته، مما ساعد داعش لتصبح غنية للغاية.
وأشار الكتاب إلى القدرات والإمكانات المالية والإعلامية الهائلة لدى تنظيم الدولة وخاصة في التعامل مع موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، فضلا عن قدرة التنظيم على محاكاة الطريقة التي يعمل بها الإعلام الغربي وأسلوبه في تغطية الأحداث.
وبعد حديثه عن نشأة التنظيم وأسباب تمدده انتقل الكتاب إلى المرحلة التالية التي شهدت المعارك بين داعش وقوات الأمن في العراق إضافة إلى بعض الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا حتى وصلت الأمور إلى التدخل الأمريكي العسكري وما إن كان حقق أهدافه أم لا.
حيث أوضح الكتاب أنه قبل أيام من بث مقطع الفيديو الخاص بإعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي وعرضه في جميع أنحاء العالم استقال رئيس الوزراء العراقي السلطوي نوري المالكي في ظل الضغوط الأمريكية والإيرانية ،وبذلك تم ظاهريا التخلص من المأزق السياسي الذي تم إلقاء اللوم عليه لصعود داعش ،وخلفه عضو حزب الدعوة البالغ من العمر 62 عاما وهو حيدر العبادي الذي كان قد أمضى سنوات في المنفى بلندن.
وأشار الكاتبان إلى أن العديد من العراقيين الذين تحدثا إليهما أشادوا بالعبادي ووصفوه بأنه أفضل من المالكي ،ولكن لا يوجد دليل على أنه حدث تغير جوهري في الطريقة التي يتم حكم الدولة بها ،ولا تزال الأبعاد الطائفية تسيطر على البلاد كما زاد نفوذ طهران على بغداد.
وقال الكتاب إن الأمر الذي لم يكن يبشر بالخير خلال فترة ولاية رئيس الوزراء الجديد إنه قال في إحدى المؤتمرات الصحفية إنه يدعم الشراكة الإستراتيجية مع امريكا وإيران في مجال مكافحة داعش , وبذلك أصبحت واحدة من الدول الراعية للإرهاب في العالم تعرض نفسها على أنها في خط الدفاع الأول ضد الإرهاب ،فقد أشرف قاسم سليماني قائد فيلق القدس على إنشاء جيش الظل المتعدد الجوانب المكون من المجموعات الخاصة نفسها التي كانت مسئولة عن قتل الجنود الأمريكيين وعدد لا يحصى من المدنيين السنة العراقيين ،والآن أصبحت تدعم النظام القاتل في سوريا ،وبالتالي أصبح الأمر أكثر طائفية.
وعلى الرغم من دعوات العبادي للوحدة الوطنية لايزال العنف الطائفي موجود وفقا لمنظمة هيومان رايتس ووتش ،حيث أعدمت قوات الأمن العراقية والمليشيات الشيعية حوالي 255 سجينا في ست قرى منذ 9 يونيو 2014 وقبل سقوط الموصل كان هناك 8 من الضحايا الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
ولفت الكتاب إلى أن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان هو أيضا قيادي مسئول في منظمة بدر وهي من فرق الموت سيئة السمعة والذي أعطى صلاحيات أكثر قوة للشرطة العراقية ،وقد تم مؤخرا اتهام هذه المنظمة بخطف وإعدام مواطنين دون وجه حق وطرد السنة من منازلهم ونهبها وحرقها وفي بعض الحالات هدموا قرى بأكملها ،ووفقا لهيومان رايتس ووتش فإن الولايات المتحدة هي في الأساس من يمهد الطريق لهؤلاء الرجال للسيطرة على البلاد أكثر مما لديهم من سيطرة بالفعل.
وأشار الكاتبان إلى أنه تقريبا كل هجوم عراقي كبير على داعش يحمل بصمات سليماني ،فمثلا العملية التي تم فيها الهجوم على داعش في قرية جرف الصخر التي تبعد 30 ميلا جنوب غرب بغداد على طول وادي نهر الفرات قام بها مجموعة من عملاء فيلق القدس وعناصر حزب الله وحوالي 7 آلاف جندي من قوات الأمن العراقي والمليشيات الذين تم تدريبهم وقد تم إقرار هذه العملية من قبل سليماني نفسه.
وبدعم غير مباشر من قبل الطائرات الأمريكية لعبت عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله دورا قتاليا رئيسيا في إنهاء حصار داعش الذي استمر شهور طويلة على بلدة "أمر لي" وهي بلدة التركمان الشيعة ،وبعد فترة طويلة من استعادتها شوهد سليماني يتجول في شوارعها وهو يبتسم.
وتساءل الكاتبان هل استطاعت الغارات الأمريكية على مدى السبعة أشهر الماضية أن تحقق إنجازات في سوريا والعراق؟ وأجابا بأن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أن ستة عشر من مصافي النفط من اصل 20 كانت تستخدمها داعش لتمويل أنشطتها أصبحت غير صالحة للعمل
ووفقا للدكتور هشام الهاشمي المتخصص في الشئون الأمنية والجماعات المسلحة فإنه بحلول نهاية 2014فقدت داعش 90% من إيراداتها النفطية،كما فقدت 9 من أصل 11 مخزن للسلاح في العراق و3 من أصل 10 مستودعات في سوريا ،وإضافة إلى ذلك فقد التنظيم 30 من قياداته في غارات جوية شملت 12 من كبار المسئولين مثل أبو مسلم التركماني نائب البغدادي ورضوان طالب الحمدوني بالموصل والقادة العسكريين في الرمادي وصلاح الدين والفلوجة ونينوي , كما ادعى "العبادي" أن البغدادي أصيب في غارة على مدينة القائم ،كما اعلنت واشنطن أن داعش فقدت حوالي سبعمائة كيلو متر مربع من الأرض التي كانت تسيطر عليها.
ونقل الكاتبان عن كريس هارمزالباحث في شئون الجماعات الإسلامية قوله إنه على الرغم من أنه من المؤكد أن زخم الحرب الخاطفة لداعش في العراق قد توقف إلى حد كبير ولم يعد هناك تهديد على أربيل وكذلك بغداد إلا أن الهزائم التي مني بها التنظيم هي في الواقع تكتيكية فقط من وجهة النظر العسكرية حيث كان دائما هو صاحب المبادر الاستراتيجية حيث سيطر على سد الموصل ثم فقده وسيطر على مصفاة بيجي ثم فقدها لكن هل في الحقيقة خسر عسكريا؟الإجابة لا.
وأوضح الكاتبان , ان داعش لديها ملاذا آمنا في سوريا ،وأنها مستمرة في مشروعها بقوة أكثر منذ بدء العمليات ،حيث تسيطر هناك على ثلث جغرافية البلاد ،وحتى في المعارك الأكثر شراسة في كوباني فإن التنظيم لا يزال يسيطر على أجزاء من البلدة الحدودية رغم خسارته لبعض المعارك .. كل هذه المعطيات تؤكد أنه بعد أكثر من 10 سنوات من غزو الولايات المتحدة للعراق ،فقد أثبت الجهاديون وجود مرونة كبيرة لهم في الحرب وأنهم يستطيعون التكيف ،كما أن لديهم العزم على الاستمرار في القتال ،فقد كانت تركة كل من صدام والزرقاوي للعالم تنظيم داعش الذي شن هجوما عالميا ويتوعد باستعادة الأمجاد القديمة للإسلام واقنع الآلاف بالانضمام إليه ،وكل ذلك يعني أن جيش الإرهاب باق معنا إلى أجل غير مسمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.