أعلن الجيش الأمريكي أمس الأحد أنه نفذ ضربات جوية على "أهداف إرهابية" وأنه على الأرجح قتل أحد زعماء القاعدة في شرق ليبيا مختار بلمختار المتهم بالضلوع بالتفجير الإرهابي الذي استهدف محطة للغاز في الجزائر عام 2013، التي قتل فيها 35 شخصاً، بينهم ثلاثة أمريكيين. ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مصدر إسلامي متشدد قوله إن الغارات الأمريكية في ليبيا لم تقتل مختار بلمختار بل قتلت أربعة متشددين لهم صلات وثيقة بالهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي بتاريخ 11 سبتمر 2012، الذي أدى لقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أعلن مساء الأحد، أن الجيش الأمريكي وجه ضربة في إطار "مكافحة الإرهاب" ليل السبت استهدفت متشدداً على صلة بتنظيم القاعدة في ليبيا. وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم الوزارة في بيان "نقيم نتائج العملية وسنقدم معلومات إضافية في الوقت المناسب"، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الليبية مقتل أحد القادة الموالين لتنظيم القاعدة مختار بلمختار في الغارة الأمريكية شرقي ليبيا. وبدوره قال مسئول أمريكي إن طائرتين (أف 15) شنتا الهجوم على الموقع بواسطة القنابل، إلا أنه لم يخول لكشف مزيد من التفاصيل عن الهجوم، فيما أكدت مصادر مسؤولة عدم مشاركة قوات أمريكية على الأرض بهذه العملية. ووفقاً للوكالة الأمريكية، فهذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها السلطات الأمريكية قتل بلمختار، وهو متشدد أربعيني يعتقد أنه فقد عينه في القتال بأفغانستان، وكان واحداً من المقاتلين الإسلاميين الذين يحاربون الحكومة الجزائرية منذ 1990، وانضمام للقاعدة فيما بعد. من جهتها، أكدت مصادر عسكرية ليبية أن ضربة الجيش الأمريكي ليل يوم السبت، استهدفت على ما يبدو اجتماعاً لكبار قيادات تنظيم القاعدة في موقع تابع لما يسمى ب "مجلس شورى ثوار إجدابيا". ولم تستبعد المصادر أن يكون أحد أهم مزودي تنظيم القاعدة في ما يعرف ب "بلاد المغرب الإسلامي" بالمقاتلين، من بين الحاضرين الذين استهدفتهم الغارة. وأكدت المصادر العسكرية أن الاجتماع كان من بين حاضريه رئيس "مجلس شورى ثوار إجدابيا" الساعدي بوخزيم مع قيادات أجنبية، ووصفت الضربة الجوية ب "النوعية". وكانت طائرتان مجهولتان، قصفتا في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد، إحدى المزارع الواقعة تحت سيطرة ما يُعرف ب "مجلس شورى إجدابيا"، القريب من تنظيم القاعدة جنوبالمدينة. وأفاد شهود عيان، أنَّ الطائرتين قصفتا على تمام الساعة الثانية ليلاً مزرعة الساعدي النوفلي بالحي الصناعي جنوب إجدابيا، ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى من مقاتلي مجلس شوري إجدابيا. وأوضح الشهود أن المزرعة بها مخازن أسلحة وذخائر، وأنَّه أثناء القصف كان مقاتلو "شورى إجدابيا" يعقدون اجتماعاً ويجهزون المركبات التي كان من المفترض أن تتوجه إلى بنغازي. ومن المعروف أن بلمختار كان خلال الأعوام القليلة الماضية ينتقل بشكل مستمر بين دول منطقة الساحل الإفريقية، وقد عرف بعدة ألقاب بينها "الأعور" و"السيد مارلبورو" بسبب شهرته في تنفيذ عمليات التهريب. ومن أشهر العمليات التي عُرف بها بلمختار، ما قام به بداية 2013 عندما احتجز عدداً من الرهائن في عين أميناس بالجزائر، ما أسفر عن مقتل 37 رهينة جزائرية بعد تدخل الجيش الجزائري، ممّا جعله أخطر جهادي بالمنطقة، لا سيما وأنه كان زعيم تنظيم القاعدة في ما يعرف ب"المغرب الإسلامي". وقد خلق بملختار عام 2012 حركته الإرهابية الخاصة التي أسماها ب"الموقعون بالدم" بعد انفصاله عن القاعدة، وبعد ذلك انضمت حركته إلى "التوحيد والجهاد" التي احتلت مالي في العام نفسه، نُسب إليه الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته باماكو الموريانية شهر مارس الماضي وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص.