حول مستقبل علاج مرضى «إم إس» في مصر، بحضور نخبة من الأطباء والأساتذة المتخصصين في المرض عقد المؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية لطب المخ والأعصاب و جراحة المخ والأعصاب والطب النفسي بالتعاون مع كل من الاتحاد العربي والاتحاد الأفريقي للعلوم العصبية ضم المؤتمر نخبة من أطباء الأعصاب من مختلف دول العالم مثل الولاياتالمتحدة, النمسا , المملكة المتحدة, اسبانيا, الأطباء العرب من السعودية, تونس, المغرب وليبيا بالإضافة الي نخبة من الأطباء المصريين. وناقش المؤتمر احدث الأبحاث في مجال طب الأعصاب المختلفة وبخاصة أمراض جلطات المخ و التصلب المتعددة الفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي. وقد ألقى المؤتمر الضوء على أهمية العلاج المبكر لمرض «إم إس» وجهود قسم المخ والأعصاب في الجامعات المصرية للسيطرة على هذا المرض الذي يصيب أكثر من 2.5 مليون شخص في العالم.. كما شدد المشاركون على أهمية تضافر الجهود بين وزارة الصحة والشركات لتوفير علاج «إم إس» بسعر في متناول جميع المرضى. ووجه الدكتور محمد سعد رئيس الجمعية وأستاذ المخ والأعصاب بجامعة المنصورة رسالة إلى وزارة الصحة، ممثلة في العلاج على نفقة الدولة وهيئة التأمين الصحي التي تتحمل أيضًا نصف ثمن العلاج للمرضي التابعين لها، وناشدتها مراجعة ميزانية دعم المرضى غير القادرين، ورفع المبلغ المخصص حاليًا لتمكينهم من الحصول على الدواء، إذ يعاني هؤلاء المرضي خلال رحلة علاجهم من آلام جسدية ونفسية كثيرة، فأقل ما نستطيع تقديمه هو رفع العبء المادي عنهم أكدت الدكتورة سامية عاشور، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، استمرار وحرص الوحدة على متابعة تنفيذ قرارات العلاج على نفقة الدولة للمرضى غير القادرين الذين يتابعون العلاج مع الوحدة، مشيرة إلي أن هذه القرارات تتضمن تخصيص مبلغ يتراوح بين 2000 و3000 جنيه لهؤلاء المرضي خلال فترة من 3 - 6 شهور.. وأوضحت أن هذا المبلغ ضئيل جداً وغير كاف نظراً لعدم قدرة المريض على دفع المبلغ المتبقي، حيث يصل ثمن الدواء إلى حوالي 4000 جنيه مما يدفعهم للتوقف عن العلاج. بينما أكد الدكتور ماجد عبد الناصر أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة وسكرتير عام الجمعية أن المرض يصيب الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاماً، ولذلك فإذا تم دعم العلاج بشكل أكبر والاهتمام بهذه الفئة من المرضى، وهي الفئة الأكثر إنتاجاً في المجتمع، سنساعد في إنقاذ شبابنا من المرض كما أكد الدكتور ساهر هاشم رئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد وأستاذ المخ والأعصاب أنه كلما بدأ العلاج مبكراً، زادت فرصة المريض ليظل في المراحل الأولى من المرض دون الانتقال إلى المراحل الأكثر تقدماً مع العلم أن معظم حالات التصلب المتعدد تصيب الشباب في المراحل العمرية المبكرة، مما يؤكد أهمية علاج هؤلاء الشباب لتظل لديهم القدرة على العمل والإنتاج، وبالتالي ترتفع الطاقة الإنتاجية وتحقق أرباحًا تتجاوز تكاليف العلاج».. وأضاف: «إن جميع علاجات (إم إس) متوفرة في مصر ويتم تشخيص كل مريض بصورة منفردة لمعرفة كيفية الاستفادة من كل نوع من أنواع العلاجات المختلفة». ومن جانبه، قال الدكتور هاني عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس: «من أصعب التحديات التي تواجه المرضي في مصر، ضعف الوعي العام بالمرض وصعوبة التشخيص وقلة أعداد الأطباء المتخصصين في علاج المرض، كما يعد المرض ثاني أسباب إعاقة الشباب حركياً في العالم بعد حوادث السيارات، ولذلك نناشد وزارة الصحة لتقوم بتوفير العلاج مجاناً لغير القادرين. ويتوقف علاج هذا المرض على الاكتشاف المبكر، ولذلك فنحن في حاجة إلى حملات توعية شاملة ومكثفة لأن الكثير يخلطون بينه وبين أمراض مشابهة في الأعراض مثل الروماتويد والذئبة الحمراء». وشدد الدكتور أسامه عبد الغنى ، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، على أهمية التشخيص السليم للمرض.. وقال : يوجد فى وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس أكفأ الأساتذة والأطباء المتخصصين، والجدير بالذكر أن نجاح وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس في تقديم أفضل الرعاية لمرضى «إم إس»، يكمن في حرصها المستمر على تدريب كافة أطباء الوحدة سواء كانوا مقيمين أو متدربين أو مساعدين على أحدث طرق وأساليب العلاج والتشخيص للمرض طبقًا للمعايير الدولية، مما يساعدنا على تجنب أي خطأ في التشخيص».