حذر مسئولان من الأممالمتحدة اليوم من تدهور الوضع الإنساني في اليمن والصومال وأكدا أن الأزمات في كلا البلدين ستزداد سوءا ما لم يتحرك المجتمع الدولي لتجنب حدوث "انهيار" اقتصادي هناك. ودعا كل من مدير العمليات لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) جون جينج ومدير حالات الطوارئ لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) تيد شيبان في مؤتمر صحفي عقب زيارة لمدة أسبوع إلى الصومال واليمن إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" لمعالجة الاحتياجات الفورية وبرامج على المدى الطويل لمواجهة عدم الاستقرار. وقال جينج إن أكثر من نصف السكان في اليمن أي ما مجموعه 7ر14 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية مشيرا إلى إنعدام الأمن الغذائي الحاد واستمرار حالة عدم الاستقرار والصراع وغياب الخدمات الأساسية ما جعلها واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وحذر من أن اليمن يعاني من نقص التمويل وهو على "حافة الإنهيار الاقتصادي" ويحتاج لإصلاحات مالية على المدى الطويل فضلا عن استثمارات كبيرة في سبل العيش والزراعة وتوفير الخدمات الأساسية لمنع الأزمة من التفاقم و"لوقف عدم الاستقرار الذي يهدد بالامتداد إلى المنطقة". وأضاف أن الوضع في الصومال ليس أفضل "وهو في مفترق طرق" مع 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والكثير منهم معرضون لخطر الوفاة في غضون أسابيع إذا لم يحصلوا على العلاج الذي يحتاجونه. من جهته ذكر شيبان "لدينا نافذة صغيرة ولكنها حاسمة لنفعل ما هو مطلوب لمنع تكرار (مأساة) عام 2011" (في الصومال) مضيفا أنه في اليمن هناك أعداد هائلة من الأطفال حياتهم مهددة من سوء التغذية والتخلف المزمن واستمرار انعدام الأمن. وشدد جينج على أن "الفشل في التصرف بحزم لمعالجة الاحتياجات الإنسانية سيؤدي ليس فقط إلى أزمة إنسانية أخرى ولكن سيقوض مكاسب السلام وبناء الدولة التي تحققت في العامين الماضيين مما يهدد نافذة الأمل لخروج الصومال من حالة الدولة الفاشلة" التي يعانيها. وأشار إلى أن "جميع علامات المجاعة الشديدة في عام 2011 لا يزال ماثلا إلى الآن مع انخفاض وصول المساعدات الإنسانية وانعدام الأمن وزيادة أسعار المواد الغذائية وتأخر الأمطار وتفاقم سوء التغذية بين الأطفال بسرعة ومن الأهمية بمكان أن نعمل الآن لتجنب كارثة أخرى". وأوضح أن التمويل لكلا البلدين هو في "مستويات منخفضة بشكل خطير" داعيا الجهات المانحة للمساعدة في البناء على المكاسب التي تحققت في كلا البلدين ومحذرا من أنه "إذا لم نتحرك الآن فلا مفر من النكسات التي ستكون لها تداعيات تتجاوز الصومال واليمن".