أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الكوابيس التي تراود الأطفال أثناء الليل تنتج في كثير من الأحيان عن التنمر والبلطجة التي يتعرضون لها من قبل زملائهم في المدرسة، وتمتد معاناة الطفل من سوء معاملة زملائه أثناء النهار إلى أحلامه خلال الليل. وأكدت الدراسة التي قدمت في الاجتماع السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال في فانكوفر بولاية بريتيش كولومبيا، على وجود رابط قوي بين السلوك العداوني الذي يواجهه الأطفال في المدرسة والكوابيس التي يحلمون فيها بحسب موقع "ميديكال دايلي" الطبي. الدكتورة سوزيت تانيا لييرا من جامعة وارويك فرقت بين الكوابيس الطبيعية التي تحدث عند معظم الأطفال، وبين الكوابيس المقصودة في الدراسة والتي تصيب ما يقارب من 10% من الأطفال. وأضافت لييرا أن هذا النوع من الكوابيس يحدث بشكل متقطع من فترة إلى أخرى، أو خلال فترة طويلة من الزمن، وتشير في الغالب إلى أن الطفل يتعرض للترهيب وسوء المعاملة من قبل زملائه في المدرسة أو من غيرهم. تأثير البلطجة على مستقبل الأطفال وبنيت النتائج على دراسة حالة أكثر من 64 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً وأجريت مقابلات مع كل منهم على حدى، وسألهم الباحثون عن معاملة زملائهم لهم في المدرسة، كما وجهت إليهم أسئلة عن الكوابيس والذعر الليلي والمشي أثناء النوم والعديد من الاضطرابات الأخرى المتعلقة بالنوم. وأظهرت النتائج أن حوالي 24.2% من الأطفال يعانون من الكوابيس بشكل متكرر، في حين أن 9.3% منهم يصابون بكوابيس ناتجة عن البلطجة في المدرسة و12.6% يمشون أثناء النوم، و36% يعانون من أنواع أخرى من اضطرابات النوم. وحاولت الدراسة تسليط الضوء على مدى تأثير الممارسات العدوانية التي يتعرض لها الطفل، سواء كان ذلك في المدرسة أو المنزل على سلوكياته الحالية والمستقبلية. وجاءت هذه الدراسة لتؤكد نتائج دراسات سابقة بينت أن أكثر من 90 ألف طفل يتم إسعافهم إلى المستشفيات سنوياً نتيجة الاعتداءات في المدارس، كما بينت أن البلطجة تؤثر على الأداء المعرفي والبدني للطفل في وقت لاحق لما يزيد عن 40 عاماُ، وغالباً ما يظهر ذلك في بعض السلوكيات كالتدخين والشعور بالقلق والاكتئاب.