تباينت توقعات قيادات التيار السلفي حول شكل العلاقة بين المشير عبد الفتاح السيسي والتيار السلفي في حال وصوله لرئاسة الجمهورية.. فبينما رأي فريق أن السيسي سيتعامل مع السلفيين علي أنهم تيار سياسي له تواجده في الشارع، ويجب تمثيله في الحياة السياسية، رأي فريق آخر أنه سيستخدم حزب النور كنوع من "الديكور"، للحديث عن وجود معارضة إسلامية. ونفي عدد من قيادات السلفيين وجود أي نوع من الصفقات بين السيسي وحزب النور، وتوقعوا قلة عدد الممثلين للحزب في البرلمان القادم عما كان في المجلس السابق. من جانبه قال الدكتور خالد علم الدين القيادي السلفي إن المشير عبدالفتاح السيسي سيحاول كسب التيار السلفي إلي جانبه إذا جاء رئيسا لمصر، وسيتركه يمارس السياسة مثل أي تيار سياسي موجود علي الساحة حتي يستطيع كسر جماعة الإخوان، وحتي لا يفتح علي نفسه جبهات أخري في نفس التوقيت. وأوضح علم الدين أن السيسي سيتعامل مع التيار السلفي بأسلوبين، وسيفرق في معاملته بين السلفيين الذين شاركوا في خارطة الطريق، وبين من لم يشارك وعارض النظام الحالي.. موضحا أنه سيتعامل مع المشاركين في الحياة السياسية من التيار مثل باقي التيارات السياسية التي شاركت في الاستحقاقات السياسية وسيترك لهم المجال كغيرهم من المصريين للمشاركة في الحياة السياسية، بينما سيتخذ موقفا مضادا من التيارات المشاركة في تحالف دعم الشرعية. وأكد علم الدين أن تعامل التيار السلفي المشارك في الحياة السياسية مع السيسي، سيقوم علي إجراء الموازنات السياسية، وسيتعامل مع السيسي علي أنه أقوي مرشح لمقعد الرئاسة، بينما سيقاطع الفريق الآخر من السلفيين الانتخابات الرئاسية كما قاطع الدستور من قبل. وحذر علم الدين في الوقت ذاته "السيسي" من عودة الدولة الأمنية، وعودة "زوار الفجر" للتعامل مع قيادات التيار السلفي، مؤكدا ضرورة توافر الحيادية في التعامل مع كافة القوي السياسية. وقال الدكتورأحمد بديع القيادي بحزب الوطن إن المشير عبدالفتاح السيسي سيتعامل مع التيار السلفي بعد فوزه علي أنه مجرد قطعة ديكور يجمل بها الصورة، وأكد أنه سيستأصل التيار الإسلامي بشكل مرحلي حيث سيبدأ باستئصال جماعة الإخوان بشكل كامل، ثم يتجه للتيارات المتحالفة معها مثل الأحزاب المكونة لتحالف دعم الشرعية ثم التيار السلفي المشارك في خارطة الطريق. وأكد بديع أن حزب النور سيرضي بأي استحقاق يمنحه له السيسي عندما يكون رئيسا، وقد يحصل "النور" علي 30%من مقاعد البرلمان كنوع من تكملة الديكور، حتي يبدو حكمه ديمقراطيا، وسيسمح للإسلاميين الوسطيين بالتمثيل في البرلمان كنوع من المعارضة المطلوبة. وقال عادل نصر مسئول الدعوة السلفية بالصعيد إن تعامل التيار السلفي مع المشير السيسي حال ترشحه للانتخابات الرئاسية سيكون مثله مثل أي مرشح للرئاسة، حيث ستتم دراسة برنامجه الانتخابي، وخطته للمرحلة القادمة. وأوضح أن حزب النور يطبق مبادئه ومعاييره بغض النظر عن المرشح أو الرئيس الموجود، وأن مواقف الحزب منحازة لمصالح الوطن وليس لشخص بعينه. ونفي نصر استعمال "السيسي" لحزب النور كنوع من الديكور في الحياة السياسية إذا جاء رئيسا لمصر، موضحا أن الحزب متواجد بشكل كبير في المشهد، ويعمل حسب قناعاته دون ضغوط من أحد. وقال الدكتور محمد جلال القيادي بالجبهة السلفية إن السيسي سيتعامل مع التيار الإسلامي كله كفريق واحد ولن يفرق بين تيار سلفي أو تيار إخواني، مؤكدا أنه سيتعامل مع كل التيارات الموجودة علي الساحة بمبدأ "مع أو ضد" سواء كانت هذه التيارات إسلامية أو ليبرالية. وأوضح أن "السيسي" هو الرئيس الحالي للبلاد، وأمر وجوده في منصب الرئيس بشكل رسمي أمر بديهي، وأن تعامله مع الأحزاب السلفية المعارضة للنظام الحالي لن يتغير وبالتالي سيستمر مسلسل المظاهرات في الشارع المصري. ونفي جلال احتمالية وجود أي نوع من الصفقات بين السيسي، وبين حزب النور، موضحا أن الحزب سيرضي بأي تمثيل له في المرحلة القادمة حتي يكون مشاركا في الحياة السياسية، كما أن "السيسي" سيمنحه بعض المكتسبات السياسية من أجل الحديث عن تطبيق الديمقراطية، وليس من باب عقد الصفقات مع الحزب. وأوضح أن التيار السلفي المعارض للنظام الحالي سيقاطع الانتخابات الرئاسية، وسيعترض علي وجود السيسي كرئيس للبلاد في الفترة القادمة حال نجاحه في الانتخابات.