أمين "البحوث الإسلامية": نصر أكتوبر نموذج حي للإصرار والتحدي    الأكثر ضراوة منذ حرب 1948.. كيف وثقت صحافة العالم حرب 6 أكتوبر قبل 51 عاماً؟    البابا فرانسيس يستقبل أسقف تورينو وروما للأقباط الأرثوذكس    أسعار النحاس بالسوق المحلية اليوم السبت 5/ 10/ 2024    بسبب سيارات ذوي الهمم.. أكثر من 44 ألف بطاقة تكافل وكرامة مهددة بالسحب    حدث في 8 ساعات| السيسي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وفتح المتاحف العسكرية مجانًا    محلل سياسي يكشف مفاجأة بشأن شكل الرد الإسرائيلي على إيران    أوكرانيا: روسيا أسطقت إحدى مقاتلاتها بطريق الخطأ    غزل المحلة يخوض مرانه الأول خلال معسكر الإسماعيلية استعدادا للدوري الممتاز (صور)    ماينز يحقق انتصاره الثاني في الدوري الألماني    حجازي غادر مصابا.. نيوم يفض اشتباكه مع الحزم في دوري الدرجة الأولى السعودي    تحرير 455 مخالفة تموينية في حملات الأسبوع الأول من أكتوبر بالفيوم    ضبط سائق دهس طفلا أمام كارفور المعادي    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة خلال الأسبوع الجاري    قرار عاجل من النائب العام في واقعة نشر ديوان شعري يتضمن ازدراءً للأديان    مهرجان أيام القاهرة للمونودراما، تعرف على الفائزين بجوائز الدورة السابعة (صور)    أمجد الحداد: فصل الخريف اسوأ من الشتاء في انتشار عدوى أمراض الجهاز التنفسي    حقيقة تحديث فيسبوك الجديد.. هل يرسل إشعارات لمن يزور حسابك؟    تحذير برلمانى من انتشار مواقع وتطبيقات المراهنات: تهدد السلم الاجتماعى    قبل إحيائه ب12 يومًا.. ريهام عبدالحكيم تشارك جمهورها اختيار أغاني حفل «الموسيقى العربية»    دعم غير مشروط لفلسطين ولبنان فى افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربى ال 12    «أكتوبر» فى الذاكرة المصرية    بالأسماء.. حركة تنقلات رؤساء الوحدات المحلية ب الدقهلية    تأجيل محاكمة المتهم في قضية الهجوم الإرهابي على فندق الأهرامات    محافظ الغربية ووزير الرياضة يفتتحان الملعب المنجل بمركز شباب الفرستق    11.7 تريليون جنيه ودائع مصريين وزيادة 181% في حساباتهم بالبنوك مقارنةً بعام 2016.. «البنك المركزي» يفحص 3210 شكاوى وطلبات    إصابة 13 شخصًا فى حادث انقلاب سيارة بالإسماعيلية    قبرص: وصول أول رحلة تُقِل مواطنين أستراليين من لبنان    رواتب تبدأ من 6500 جنيه.. رابط التقديم على فرص عمل في القاهرة والتخصصات المطلوبة    الإمارات تُطلق حملة إغاثة لدعم لبنان ب 100 مليون دولار    «الإفتاء» تنظم البرنامج التدريبي «التأهيل الفقهي» لمجموعة من علماء ماليزيا    الجامعة الألمانية بالقاهرة تحتفل بتخريج دفعة جديدة    الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام ويحيل واقعة تقصير للشئون القانونية    إسرائيل تشن 5 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الساعة الأخيرة    محافظ الجيزة يواصل لقاءاته الدورية مع المواطنين لبحث الطلبات والشكاوى    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 103 ملايين خدمة مجانية خلال 65 يوما    صندوق مصر السيادي على طاولة "النواب" الأثنين المقبل    «إسلام وسيف وميشيل».. أفضل 3 مواهب في الأسبوع الخامس من كاستنج (فيديو)    خبيرة: مشروع رأس الحكمة أحدث استقرارا نقديا انعكس إيجابيا على مناخ الاستثمار    رئيس الضرائب توضح تفاصيل جديدة بشأن إصدار فواتير إلكترونية    موعد مباراة منتخب مصر ضد موريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا    تناول الطعام في الوقت المناسب يقلل من الإصابة بمرض السكري    أوروبا تعتمد فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية    في حوار من القلب.. الكاتب الصحفي عادل حمودة: "أسرار جديدة عن أحمد زكي"    شاهندة المغربي: أتمنى تحكيم مباراة الأهلي والزمالك في دوري الرجال    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    السد يعلن تفاصيل إصابة يوسف عطال.. ومدة غيابه    «ترامب» و«هاريس» يتنافسان لكسب أصوات العمال في الانتخابات الأمريكية    وزير البترول يناقش مع رئيس شركة توتال توسع أنشطتها الاستكشافية بمصر    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    تقرير أمريكي: السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددا.. وحماس لا ترغب في المفاوضات    نائب وزير الصحة يتابع مستجدات العمل بمنظومة سلاسل الإمدادات الدوائية    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    إصابة 13 شخصا في انقلاب ميكروباص بطريق «كفر داوود السادات» بالمنوفية    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص خطابات الغرام والانتقام بين "القرضاوى" وملوك العرب قبل وبعد الثورة
نشر في الموجز يوم 03 - 12 - 2013

يمدح قطر ليلا نهارا ويتناسى قاعدة القوات الأمريكية بالدوحة وعلاقتها الحميمة بإسرائيل
تربطه علاقة صداقة قوية بالرئيس الجزائرى ودائما مايصفه برجل الحكمة والعقل
وصف القذافي بالأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة.. وأثناء الثورة أهدر دمه وشبهه ب "المجنون والحمار الأرعن"
وصف الثورة البحرينية بالطائفية.. والثوار بالبلطجية هياما فى "حمد بن عيسى" المنتمى للمذهب السنى
أفتى بجواز قتل "مبارك" عقب توقيعه اتفاقية الغاز مع إسرائيل.. ووصفه "بالأحمق والفرعون الجديد" بعد اندلاع الثورة
وصف على عبدالله صالح بالعميل والخائن مبشره بجهنم وبئس المصير.. واتهم بشار الأسد بالكذب.. وأسير الحاشية والطائفية
تبدل حال الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين من حال إلى حال منذ اندلاع الثورات العربية.. تبدلت آراؤه وتناقضت مواقفه حول علاقته بالرؤساء والملوك العرب, ففى الوقت الذى كان فيه يمدح البعض ويبجل منهم, انقلب عليهم بفعل فاعل, وتحولت حلقات المدح إلى ساحات للهجوم والانتقاد.. منذ اندلاع الثورة المصرية وتولى الرئيس مرسى دفة الحكم " حن" القرضاوى إلى ماضيه وإلى جماعة الإخوان التى ينتمى إليها وسخر من نفسه جنديا للدفاع عن الرئيس وجماعته ولا يترك محفلا إلا ويستغله للترويج للرئيس مرسى كان آخرها تلك الدعوى التى أطلقها للاستفتاء على الدستور المصرى ب "نعم" مقابل جلبه 20 مليار دولار من دولة قطر التى يدين بالفضل لها, سبق ذلك زياراته المتعددة والمتكررة إلى ميدان التحرير وإلقاء الخطب الدينية به لدعم جماعته السابقة.
القرضاوى.. ودويلة قطر
يمكن وصف العلاقة بين القرضاوى وأمير دولة قطر حمد بن خليفة بعلاقة الغرام والهيام والغزل المتبادل بين الطرفين, ففى آخر خطبة له يوم الجمعة الماضى بمسجد عمر بن الخطاب فى الدوحة, أشاد بالمواقف التى اتخذتها قطر تجاه مساندة مصر ودعم اقتصادها، قائلاً: حيّا الله قطر، وأمير قطر، شعب قطر، على وقفتهم الصادقة تجاه مصر وغيرها من البلاد العربية, وأشار القرضاوى فى خطبته إلى زيارة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم إلى مصر، التى أعلن خلالها تقديم 5 مليارات دولار، مليار منها منحة و4 مليارات دولار وديعة، وتطرق فى خطبته أيضا إلى وعد قطر باستثمار 20 ملياراً فى مصر، داعياً الله أن يحمى قطر، وعبّر عن إعجابه بتلك الخطوات التى وصفها بالنبيلة.. الأمر لم يقف عند هذا الحد فالرجل منذ قدومه إلى قطر فى بداية الستينيات وهو يهيم حبا فى أميرها الشيخ حمد بن خليفة مؤكدا أنه صاحب الفضل عليه وانه لولاه لكان في قائمة "الإرهاب", بعد أن وقف في وجه الولايات المتحدة عندما حاولت إدراج اسمه بين قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب،قائلا: "لولا الشيخ حمد بن خليفة أمير البلاد يحفظه الله لكنت في قائمة الإرهابيين، لقد أصر الأمريكيون على إدخالي في القائمة، فوقف الأمير بقوة وشجاعة وإصرار ضد إصرارهم، وأصبحت بعيدا عن تهمة الإرهاب", شاكرا قطر أميرا وحكومة وشعبا، مثمنا احتضانها له منذ عام 1961، مؤكدا أنها صاحبة الفضل عليه فى الانطلاق للعالمية قائلا: "إن الله أكرمني بدولة قطر التي أفسحت لي الطريق، ولم يقف أمامي أي عائق في سبيل حرية القول، فأنا أقول ما أشاء في دروسي، وفي خطبي بالمساجد، وفي برامج الإذاعة والتليفزيون، وفي الصحف، وفي قناة الجزيرة", مؤكدا أن قطر لم تضع أمامه خطوطا حمراء لا يجوز تخطيها، قائلا: "الحمد لله ربنا أنقذني.. ربما لو بقيت في مصر لكنت رهين المحبسين، كما حدث لإخواني", مشيرا إلى أنه اعترض على كثير من الأمور داخل قطر ولم يعتقله أحد, ومنها اعتراضه على افتتاح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي ووجود قواعد أمريكية في قطر، وبعض مواد الدستور، و أنه خطب الجمعة عقب زيارة شيمون بيريز للدوحة بعد ارتكاب إسرائيل لمجزرة "قانا" في حرب يوليو 2006 في لبنان، وقال على منبر جامع عمر بن الخطاب "على الذين صافحوا بيريز أن يغسلوا أيديهم سبع مرات إحداهن بالتراب"قائلا: "ذهبت لتهنئة الأمير بعيد الأضحى التالي للخطبة فعانقني بحرارة، وأقسم لي بأنه غسل يديه 14 مرة؛ لأنه صافح بيريز مرتين". ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن لماذا يصر القرضاوى على إكمال مسيرته داخل دولة قطر وهى تقوم بالتطبيع العلنى مع دولة اسرائيل ولم يصدر فتوى بجواز قتل أميرها كما حدث مع الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عقب توقيع اتفاقية الغاز مع اسرائيل, ولماذا لم يبدى رأيه فى خروج بض الطيارات الحربية من على أرض قطر للمشاركة فى الحرب على ليبيا .
الشيخ.. ومبارك
العلاقة بين الاثنين علاقة عداء منذ خروج الأول من مصر وتفضيله العيش فى دولة قطر بسبب اضطهاد نظام مبارك له.. فمنذ خروج الداعية الإسلامى من مصر وهو لايفوت فرصة للهجوم على الرئيس المخلوع وعائلته ونظامه ,كان أخطرها فى عام 2005 عقب توقيع الحكومة المصرية اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل عندما أهدر القرضاوي دم مبارك قائلا: ان الفتوى تشمل كل من يشارك في مشروع الغاز من المصريين وغيرهم من العرب وتشمل كل من يساعد المحتل الإسرائيلي حلال الدم وإن كان مدنيا حيث سيستخدم الغاز المصري لدعم الاقتصاد الإسرائيلي وتوفير الكهرباء للمصانع والقواعد العسكرية الإسرائيلية والتي تخوض حربا مع فصائل فلسطينية ولبنانية نتج عنها مقتل المئات من العرب والمسلمين.. القرضاوى لم يكن بعيدا عن الأحداث فى مصر فمع بداية العام الماضى خرج علينا القرضاوى بتصريحات يطالب فيها إلى إطلاق الأحزاب والنخب والجماعات ورجال الأزهر والكنيسة في مصر حملة عامة للمطالبة بتعديل الدستور ليعطي فرصة متساوية للجميع من أجل الترشح للرئاسة, معتبرا أنه ليس من حق جمال مبارك نجل الرئيس المصري الترشح للرئاسة في ظل الأوضاع الدستورية التي تقيد حق غيره من المصريين في الترشح، ناصحاً إياه ألا يترشح حتى لو تم تعديل الدستور بما يكفل حق الترشح للجميع. قائلا : "أنا لو من جمال أنسحب وأريح نفسي". وطالب أولاد الرئيس مبارك: "أن يقولوا (لأنفسهم) لقد أخذنا نصيبنا ثلاثين عاما (مدة حكم الرئيس مبارك)، فعلينا أن نعطي لغيرنا فسحة، وإذا كانت مغنما فقد حصلنا على المغانم، أما إذا كانت مغرما فحسبنا ما تحملناه". مؤكدا أن مصر تعيش "في كابوس" و"لن تستعيد دورها ومكانتها إلا بالديمقراطية الحقيقية، وبفتح نوافذ الحرية".. ومع بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وجد القرضاوى ضالته للتنكيل بالرئيس المخلوع وعائلته حيث خرج فى أكثر من تصريح صحفى يطالبه بالانسحاب وأن يصبح رئيسا سابقا بدلا من أن يصبح رئيسا مخلوعا ,مهاجما مبارك مؤكدا أن سجله خال من البطولات الحربية «ما عدا قتله وتنكيله بالإخوة السودانيين».وأن ما يتحدث عنه مبارك من بطولات في حرب أكتوبر «مجرد ادعاء سيثبت التاريخ زيفه، ولم يقد مصر إلا إلى الإفلاس والتأخر» .وأن الشعب المصري كان مستعدا للصفح عن الرئيس لكنه «أبى واستكبر» رغم أنه فقد مقومات البقاء، واعتبر أن مبارك ورجاله قاوموا سلمية المتظاهرين بالحرب «فقتلوا الشباب بالرصاص وتعاملوا مع البشر كأنهم صراصير يدهسونهم بالسيارات».ورأى أن "المخلوع" ليس له حظ من اسمه فلا علاقة له بالحسن ولا بالبركة, واصفا الرئيس السابق ب "الفرعون الجديد" و"الرجل الأحمق".
رئيس الاتحاد العالمى.. والرئيس التونسى
العلاقة بين القرضاوي وعلى بن زين العابدين لاتختلف كثيرا عن علاقته بحسنى مبارك.. وإن كانت حالة العداء بين الاثنين بلغت أوجها أثناء أحداث ثورة تونس عندما انتقد القرضاوى خطاب زين العابدين أثناء أحداث ثورة اللوتس قائلا له : أين كنت وشعبك يذهب أفواجاً إلى المقابر؟ معتبراً الخطاب الذي وجهه لشعبه أثناء الثورة جاء متأخراً ، مشيراً إلى أنه جاء" بلغة هينة لينة بعد أربعة أسابيع، فيما الرصاص يقتل الناس قتلا" . مطالبا بمحاكمة جميع المسئولين عن نهب أموال الشعب وقتل أبنائه – الذين اعتبرهم شهداء- من "أكبر رأس إلى أصغر رأس".مخاطبا الشعب التونسى "جاء رئيس البلاد بالأمس يتكلم بلغة هينة لينة، بعد أربعة أسابيع، والرصاص يقتل الناس قتلا ، ويذهب الناس أفواجا إلى المقابر، بعد أربعة أسابيع جاء يقول قولا لينا" داعيا إلى محاكمة جميع المسئولين دون استثناء عن نهب حقوق الشعب وقتل المحتجين، قائلا" ينبغي أن يحاسب القاتل على قتله والمجرم على جرمه والسارق على سرقته، كل هؤلاء يجب أن يقفوا أمام المحاكمة من أكبر رأس إلى أصغر رأس ,كل من ارتكب في حق الشعب جريمة يجب أن يحاسب، ليس هناك أحد أكبر من أن يحاسب وليس هناك أحد أصغر من أن يحاسب كل من أصابه ضرر ، كل من أذى الشعب وأكل حق الشعب و أكل مال الشعب ومن نهب مال الشعب ومن اعتدى على الشعب سواء اعتدى على الأرواح أو الحقوق، كل هؤلاء يجب أن يحاسبوا ", وطالب بمحاسبة المسئولين من قبل "أناس بعيدون عن الحكم وعن السلطة " ولم يكتف القرضاوى بذلك فبعد رحيل زين العابدين عن السلطة ,حث الجماهير التونسية على خلع رئيس الحكومة محمد الغنوشي لأنه كان يرأس الحكومة التي "قمعتكم قبل رحيل زين العابدين بن علي"ورأى القرضاوي أن الغنوشي الذي كان «يتصل بزين العابدين بعد فراره ويطمئنه على الوضع» غير جدير بقيادة حكومة تونس بعد الثورة, مطالبا الجماهير التونسية بالبقاء في الشارع حتى يسقط جميع وزراء بن علي، وتتخلص من حزب التجمع الدستوري الذي حكم البلاد 60 سنة, مشددا على ضرورة التخلص من إرث زين العابدين بن علي، ما عدا الرئيس المؤقت فؤاد المبزع «حتى لا يكون هناك فراغ دستوري.
أسرار الانقلاب على العقيد القذافى
يمكن وصف العلاقة بين القرضاوى ورئيس ليبيا الراحل العقيد معمر القذافى بالمتناقضات فالرجل الذى كان يمدح فيه ويصفه بالأخ صاحب التحليلات العميقة تحول إلى النقيض تماما ليصفه بالمجنون ويتعدى الأمر الحدود عندما يهدر دمه.. فى زيارة القرضاوى لليبيا عام 2003 وصف القرضاوي, القذافي بالأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة والواضحة لمجريات الأحداث.وفي العام 2010 احتفل في النادي الدبلوماسي بمناسبة العيد الواحد والأربعين لثورة الفاتح في قطر , بعدها بشهور قليلة وأثناء أحداث الثورة وجه رسالة للشعب الليبى جاء فيها أوصى: " أبناء الشعب الليبي بالصبر والثبات مثل ما أوصيت به أبناء مصر كما "أقول لإخوتي الليبيين اثبتوا على مواقفكم واستمروا في مسيرتكم والله ناصركم لأنه عز وجل ينصر الحق ويمحق الباطل وإن شهداءكم في الفردوس الأعلى عند الله.
وفى مقابلة للقرضاوى فى قناة الجزيرة أفتى بجواز قتل القذافى قائلا:"من استطاع أن يقتل القذافي فليقتله، ومن يتمكن من ضربه بالنار، فليفعل، ليريح الناس والأمة من شر هذا الرجل المجنون"، طالبا من الشعب الليبي الصبر للخروج من هذه الأزمة واستمرار المقاومة والكفاح مهما كانت التكلفة مهما كان عدد الشهداء كما وجه حديثه إلى الجيش الليبي، قائلا "أنتم لستم أقل وطنية من الجيش التونسي الذي رفض أوامر الرئيس الهارب زين العابدين بن على بإطلاق الرصاص على المتظاهرين هناك، وأيضاً لستم أقل من الجيش المصري العظيم الذي حما الثورة هناك ولم يستجب لأوامر الرئيس المصري المتنحي محمد حسنى مبارك بقمع الثوار في جمعة الغضب, داعيا قادة الجيش الليبي إلى عدم الانصياع لأوامر القذافي بقصف وقتل أهلهم من الشعب الليبي، لأنه لا يجوز طاعة أولى الأمر فيما يخالف الشرع، وأن ما أمر به القذافي من قصف مدن ليبية بالطيران الحربي هو حرابة وفساد في الأرض يستحق عليه إهدار دمه وقتله.. مع تزايد هجمات قوات القذافى على المعارضة الليبية خرج القرضاوى ليصفه بالحمار الأرعن الذى يستبيح أعراض النساء فى ليبيا, واصفا القذافي بأنه مثل النمرود الذى قال للناس أنا ربكم الأعلى, مؤكدا أن العقيد تجبر فى الأرض بغير الحق وكأن الموت والحياة بيده وكأن الأقدار هو الذى يسيرها, وتساءل القرضاوي موجها كلامه للقذافي : من أنت.. إنك كالحمار الأرعن تستبيح أعراض النساء فى ليبيا .. هل أنت عربي.. هل أنت مسلم..هل أنت حاكم..كيف تتوعد الشعب بالقتل..أنت حاكم ظالم؟!.
الرئيس اليمنى ليس بأحسن حالا من نظيره الليبى
وكما هو الحال فى علاقة القرضاوى بالعقيد الليبى الأمر لايختلف كثيرا فى علاقته بالرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح فمع انطلاق شرارة الثورة هناك خرج القرضاوى على الملأ ليطالب صالح بالتنحى استجابة لرغبة الشعب مطالبا المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء بالصمود قائلاً: إن الشعوب العربية ستنتصر على حكامها العملاء والخونة، فاصمدوا أيها الشباب اليمني فأنتم أهل الحكمة ولا تفزعوا وتخافوا ممن يقوموا بقتلكم والاعتداء عليكم وسيروا في طريقكم ", محرضاً وداعياً المعتصمين في ساحات اليمن إلى الاستمرار فيها حتى تتحقق مطالبهم، مؤكداً أن ثورات الشباب ستنتصر في كل الدول على "الأنظمة الظالمة", قائلا: "على الرئيس علي عبدالله صالح أن يتعظ بالرئيس مبارك وكيف كانت نهايته، وأقول له أن الشعوب قد قالت كلمتها فهي منتصرة لأنها تقول الحق وكلمة الصدق ولا بد أن يتغير التاريخ والحكام الظلمة قد تجاوزهم التاريخ", مناشدا جنود الأمن والجيش إلى عدم قمع المتظاهرين سلمياً، والقيام بواجبهم لحماية المعتصمين، مطالباً الجنود بعدم الاستجابة للأوامر التي تطلب منهم إطلاق النار على المعتصمين.
وأضاف: "القران والسنة حرما قتل المسلم إلا بحكم قضائي منصوص عليه ، ومن يقتل المعتصمين متعمداً فجزاؤه جهنم وبئس المصير.
السنة والشيعة.. وحمد بن عيسى
على النقيض تماما كانت ردود أفعال القرضاوى من ثورة البحرين ورئيسها حمد بن عيسى وذلك عندما اعتبر الثورة فى البحرين بأنها ثورة طائفية وليست ثورة شعب بحجة أن معظم القائمين عليها من أهل الشيعة الذى لاينتمى اليهم الداعية الاسلامى ,خصوصا أنن هناك بعض المظاهرات المضادة للثورة البحرينية خرجت من رحم أهل السنة مطالبة باستمرار الرئيس البحرينى حمد بن عيسى فى منصبه صاحبها التدخل العسكرى من قبل دولة السعودية باعتبار انها دولة سنية لحفظ الامان فى البحرين ولإجهاض المخطط الإيرانى.. القرضاوى وصف الأحداث الأخيرة فى البحرين بأنها غير الثورا ت الاخرى , قائلا:في البحرين ليست ثورة شعب , بل ثورة طائفية والثورة البحرينية ثورة الشيعة ضد السنة.. الشيعة حينما كانوا في دوار اللؤلؤة لم يكونوا سلميين بل اعتدوا على كثير من اهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم , واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجية في اليمن ومصر وغيرها ضد كثير من أهل السنة.. مايحدث في البحرين هو إستقواء بالخارج وليست مطالب شعب بأكمله وإنما خروج فئة على فئة لفرض مصالحها بالقوة وتمادت الى ان اصبحت ثورة طائفية.. على عكس ثورات تونس ومصر والبحرين واليمن فكلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم.. الشعب المصري خرج بكل طوائفه تقدميين ورجعين وكذلك الشعب التونسي والليبي واليمني , ولكن الثورة البحرينية ثورة طائفية.. الشيعة جميعا ضد أهل السنة جميعا والثورة قامت طائفية شيعية.
الشيخ.. والأسد
الداعية الشهير كان أول المنتقدين للرئيس السورى بشار الأسد, حين دعا الشعب هناك للخروج واسقاط النظام السوري القمعي وإخراج آلاف المسجونين منذ اكثر من 30 عاما, متهما الأسد بالكذب قائلا: لايزال السوري يكذب بعد قتله شعبه درعا وماذا يريد حزب البعث هذا خلاص انتهى منذ زمن لامكان له في الثورات الشبابية اليوم, منتقدا الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الرئيس السوري بشار الأسد والتي تسيطر بشكل واسع على مفاصل السلطة والقوى الأمنية فى البلاد, قائلا: الأسد يعامله الشعب على أنه سُني وهو مثقف وشاب ويمكنه أن يعمل الكثير لكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته.. لا يمكن أن تنفصل سوريا عن تاريخ الأمة العربية، رافضا ما يتردد أن سوريا بمنأى عن هذه الثورات وانها مثل غيرها بل أولى من غيرها بهذه الثورات.. من جانبها شنت القيادة السورية حربا ضارية على " القرضاوى" بحجة أنه حرض السنة على التمرد على الحكومة السورية.
الصداقة الحميمة وسنوات الغربة.. وبوتفليقة
تبدو العلاقة بين القرضاوى والرئيس الجزائرى أشبه بالعلاقة بينه وبين أمير دولة قطر وهذا ماوضح جليا فى الأحداث التى شهدتها مصر والجزائر عقب المباراة الشهيرة التى جمعت بين البلدين والأحداث الدامية التى تبعتها حيث دعا القرضاوى وقتها الرئيس الجزائري للتدخل لوقف التوتر بين الجزائر ومصر والتصدي للأطراف التي تريد توتير العلاقات بين الدولتين، وقد وجه القرضاوي ندائه عبر برنامج الشريعة والحياة الذي يبث على قناة الجزيرة وقد فضل القرضاوى توجيه النداء للرئيس الجزائري دون المصري، لأن بوتفليقة رجل سلام وحكمة وعقل كما ذكر, مؤكدا أنه وجّه رسالة إلى الرئيس الجزائرى دون نظيره المصرى يناشده التدخل لوقف التصعيد بين الدولتين بسبب مباراة كرة قدم، وقال عبر قناة الجزيرة, إن الرئيس بوتفليقة رجل حكمة وعقل وهو القادر على المبادرة بتهدئة الأمور مدللا على ذلك بأنه كان وراء إطفاء نار الفتنة في الجزائر، وإقناع 10 آلاف مسلح بالعودة للمجتمع.
كما لم ينس القرضاوي، موقف وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وتصريحاته بعد المباراة والتي وصفها بالقيمة, معتبرا أن الحرب الإعلامية التي تشنها الفضائيات المصرية على الجزائر وتاريخها وكل مقوماتها، ما هي إلا بوادر فتنة "جاهلية"، ولا علاقة لها بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف، وأن هده القنوات عادت بالإسلام والمسلمين إلى الجاهلية الأولى فأصبحت تروج للإشاعات وتحاول إفشاء الفتنة والضغينة بين الأشقاء وبين شعبين مسلمين, وكان واضحا من خلال حديث القرضاوي طيلة البرنامج، أنه يتفادى الحديث عن مبارك الذي منعه في العديد من المرات دخول مصر بسبب مواقفه اتجاه النظام المصري. مشيرا إلى أن هناك علاقة خاصة تربطه بالرئيس بوتفليقة، لذلك سمح لنفسه بتوجيه رسالة له بدلا من الرئيس المصرى.. الجدير بالذكر أن القرضاوي تربطه علاقة خاصة بالجزائر التي قضى بها أكثر من 10 سنوات حيث كان يدرس بجامعة العلوم الشرعية كما أنه ومنذ قدوم الرئيس بوتفليقة للحكم أصبح مقربا منه،حيث تكفل الأخير شخصيا بعلاجه خلال تعرضه لوعكة صحية ووضع تحت تصرفه طائرته الخاصة وكل إمكانات الدولة الجزائرية وهو ماكان سببا فى عدم إبداء القرضاوى رأيا فى الأحداث التى شهدتها الجزائر مؤخرا أومطالبته الشعب الجزائرى بالخروج على الحاكم كما طالب معظم الشعوب العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.