يبدو أن الأساليب السياسية لرجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي لخدمة جماعة الإخوان لم تفلح، لذلك لجأ إلي الأساليب الاقتصادية و"لي ذراع" حكومة المرحلة الانتقالية من خلال تعطيل حركة الاقتصاد المصري بضرب السياحة، فقد استغل أردوغان الاتفاقات التي وقعها مع مصر في عهد الرئيس المعزول وأجبر شركات الطيران والنقل ووكلاء مكاتب السياحة علي بمنع سفر أي سائح أوروبي أو روسي إلي مصر، حيث تملك تركيا النصيب الأكبر من الشركات السياحية وشركات الطائرات لنقل السائح الأوروبي إلي القاهرة بموجب اتفاقيات رسمية وقعت السنة الماضية، وعندما فشلت محاولات تركيا السياسية في تأليب الرأي العام الدولي ضد مصر، قررت شركات السياحة الروسية المملوكة لرجال أعمال أتراك، تعليق عملها بشرم الشيخوالغردقة ووقف تنفيذ برامجها السياحية لعملائها، بداعي تخوفها من الأوضاع الأمنية المتردية في الشارع المصري. عقد احتكار تورط وزير السياحة هشام زعزوع في توقيع اتفاقات وعقود احتكار لتركيا لسوق السياحة بمدينتي الغردقةوشرم الشيخ خلال العامين الماضيين حيث قام خلال توليه منصبه في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع الشركاء الاتراك للتسويق المشترك بين مصر وتركيا، خاصة في أمريكا اللاتينية والتي تتواجد بها الخطوط التركية مقارنة بعدم قدرة مصر للطيران الوصول لهذه الاسواق الجديدة خاصة البرازيل والارجنتين حيث يمتلك رجال الاعمال الاتراك العديد من شركات تنظيم الرحلات العاملة في أوروبا مثل شركتي بيجاس وتيز تورز ويساهمون في بعض الشركات الاوروبية وتعد شركتا بيجاس وتيز تورز من كبري شركات السياحة الاوروبية التي يساهم فيها رجال اعمال أتراك وتعملان في السوق الروسية ودول شرق أوربا وعلي رأسها تركيا التي بدأت تتحكم في السوق السياحية المصرية باتفاقيات عديدة أبرمها وزير السياحة السابق هشام زعزوع برعاية المعزول محمد مرسي خلال زيارته لإسطنبول، وأهمها الاتفاقية التي تنص علي أن يكون 2014 عام السياحة التركية بمصر، و 2015 عام السياحة المصرية بتركيا، وما يتخلل ذلك من فتح خطوط طيران مشتركة تسير فيها الخطوط التركية كل الرحلات السياحية من وإلي مصر، شرط ان تكون اسطنبول محطة ترانزيت إجبارية لكل الرحلات من شتي أنحاء العالم. وقد تم دس السم في العسل خلال هذه الاتفاقيات حيث أظهرت تركيا نفسها كشريك يساهم في تخفيف العبء عن كاهل مصر في حين أنها كانت تدفع مصر للتوقيع علي عقود إذعان واحتكار تعود كل بنودها بالمنافع لصالح تركيا، حيث ورد أن الاتفاق مع الجانب التركي سيساهم في تقليل أعباء الرسوم الواقعة علي العميل لأنه سيتحمل تكلفة رحلة داخلية واحدة ب120 دولاراً بدلا من قيمة رحلتين، بحيث يستقل العميل الطائرة التركية من بلاده مباشرة الي احد مطارات الاقصروشرم الشيخوالغردقة، وتزامن ذلك مع ضعف الحالة الاقتصادية والسياحية، للشركة الوطنية مصر للطيران ما ساهم في بسط سيطرة تركيا علي سوق السياحة المصرية ما يسمح لإسطنبول بتعطيل الحركة السياحية اذا ما أوقفت خطوط الطيران المشتركة مع مصر. وبالفعل بدأت تركيا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي التوجه بقوة لاحتكار سوق السياحة بمصر من خلال توقيع اتفاقات تدور حول ثلاثة محاور أساسية الأول هو احتكار تركيا لخطوط الطيران لسفر السائح الأوروبي والروسي إلي مصر، فلا يستطيع أي سائح أن يدخل إلي مصر إلا عن طريق استقلاله طائرات تركيا، والثاني أن تتولي تركيا الترويج لسياحة مصر من خلال تمثيل مشترك لمصر بمكاتب السياحة التركية التي لا تستطيع أن تصل إليها، وبالتالي ستعتمد مصر بشكل كامل علي تركيا في الترويج لها ولن تلتفت إلي إيجاد دولة بديلة تروج لها طالما أنها وقعت اتفاقيات مع تركيا في نفس الغرض، والمحور الثالث يتمثل في امتلاك رجال أعمال أتراك لأكبر عدد ممكن من الفنادق والمنتجعات السياحية بمدينتي الغردقةوشرم الشيخ، وبالفعل أظهرت كل التقارير الصادرة عن وزارة السياحة أن تركيا تقف الآن في وجه السائح الروسي والأوروبي وتمنعهم من زيارة مصر عن طريق ممارسة ضغوط مثل إجبار السائح علي دفع جزء كبير من مبلغ التأمين علي حياته أو سيضطر لأن يوقع علي إقرار بعدم مسئولية شركة الطيران التركية عن حياته أو تعرضه للخطر بمصر، فالخطوط التركية المشتركة مع مصر تصل إلي أكثر من 220 مطاراً حول العالم، تمكنها من جلب السائحين من مناطق بعيدها لا تغطيها الخطوط الأخري بشكل كامل وبنفس الأسعار المخفضة، مثل أمريكا الجنوبية وأوروبا بأكملها واستراليا وآسيا، وجميع الرحلات التي تسيرها الخطوط التركية لمصر تكون فيها اسطنبول ترانزيت إجبارياً ودائماً. كما أن اغلب شركات السياحة الكبري في شرم الشيخوالغردقة يمتلكها الاتراك ولذا من السهل عليهم تعطيل حركة السياحة.. والكارثة أن وزير السياحة هشام زعزوع هو من أوقع مصر في هذه الورطة فقد وافق علي كل اتفاقيات الاحتكار لصالح تركيا عندما كان يتولي منصبه في حكومة الرئيس السابق محمد مرسي فهو الذي وافق علي ربط مستقبل السياحة المصرية بتركيا.