يا مصر يا حبيبتى يا أمى يا رفيقتى ، أحببتك مع أول شهيق لى من هوائك النقى ولدت و دمائى بها كرات حبك الحمراء والبيضاء والنسر الاصفر لم أتعلم كيف أحبك ، لم أتعلم كيف أثور ، لم أتعلم كيف أدافع عن حقك المهدور ولكن الله خلقنا أمواتاٌ من أجلك ونفخ روحنا من روحك. حزين على جراحك التى تنزف الدماء فلقد تمزق جسدك و انكشفت عوراتك على العالم ، والدماء تكسوكى . أكتب وقلمى يرتعش بين أصابعى والدمع يسيل من عينى وقلبى يرتجف والخوف يتملكنى. إسمعوا يا شعب مصر...... إسمعوا و عوا، هذه النهاية وليس هناك حل ليست نهاية مصر وحدها بل نهاية الكون ، فإن إنتهت مصر إنتهت الدنيا وما بها إنها بداية النهاية ، وكما بدأت الحياة من مصر مع أول حضاره عرفها العالم ، سينتهى العالم من مصر. يا أهل مصر من اليوم يتحدث بإسمك بعدما تحدث بإسمك العظماء أحمس والناصر وقطز ومحمدعلى وبعدك يا فاروق إنتهى الشرفاء ، لا أرى فى زمانى رجلا فكلهم سفهاء ، من اليوم يدافع من اجل حبك الفطرى. يا معز أتسمعنى ؟!! هل ترى قاهرتك الساحره الباهره المستكبره ،القاهره للقاهرين أنظر لترى ، يا قاهره أصبحتى كذابه وفاجره أصبحتى لسكانك قاهره شوارعك مظلمه وأرضك بالدماء غارقه الكل يبحث عن حل والكل يتسائل والكل يأمل والكل يتفائل الكل يأمل أن يأمن الشعب وترتاح الأبدان ،الكل يأمل عودة الدفئ والحنان الى قلبك المجروح ، الكل يأمل أن يشبع الجائع وأن يعطف الغنى على الفقير ، الكل يأمل أن يموت الكره ويسود الحب ، الكل يأمل أن يعدل الحاكم ، الكل يأمل أن يتحد الهلال والصليب فى وجه العدوان ، و لكن كيف وإذا كان الهلال منقسما والصليب حاجز بينهم. ولكن ليس هناك حل غير الدماء فلقد ضاع بيننا الحياء وأصبح الكل يعتقد انهم المهتدون و لا أحداٌ سواهم هداهم الله ، الكل متعصب لفكره ولا مجال للحوار أو النقاش ، فإن عارضتنى فالحد عليك و قتل قله يحل من أجل أن يعيش الأغلبية أحرار. الكل متمسك بفكره خطأ أو حق كان ، الجميع مغيب بفكره وليس بفكرأخر ، فرجل الدين مغيب بدينه و رجل الدنيا مغيب بحبه لها أنا لست متشائم ، ولا معقد ولا مجنون ، انا الكاتب الذى هرب من جنونكم المجنون يا مجنونين فأصبحت انا خارج عن المجانين فصاروا يلقبوننى بالمجنون وهم المجانين. أراك أيها قارئ وأعلم كيف تنظر إلي ، أراك تستهزء منى ، من حقك ولكنى أرجوك بى تعقل ولا تنظر لى هذه النظره فمن الممكن أن تصدق لى كلمة بعد مر الزمان فالصبر يا قارئى . فهذا قدر الله ، وهذه سنة الكون فلكل بداية نهاية ، ونهايتنا لها علامات قد ظهرت فمن يحيا يحيا ومن مات مات . فهذا قدر مصر يكن ما يكن ، وليس بيدك أن تغير الأقدار