أوصي المؤتمر الذي نظمته جمعية الزهايمر مصر تحت عنوان (العيش سوياً) احتفالاً بيوم الزهايمر العالمي بضرورة زيادة وعي المجتمع بالمرض، بالإضافة إلي قيام الجهات المسئولة مثل وزارة الصحة ووزارة الشئون الاجتماعية بعمل خطط لرعاية مرضي الزهايمر الذين ستتضاعف أعدادهم خلال العشر سنوات القادمة، كما أوصي القائمين علي رعاية المرضي بمحاولة التكيف مع ظروف المريض وتجهيز المنزل بحيث يكون آمناً ومناسباً لظروف مرضه. أكدالدكتور .عبد المنعم عاشور رئيس الجمعية انه يجب علي المواطنين الاهتمام بصحتهم وشدد علي ضرورة ضبط نسبة السكر في الدم والضغط لان مرضاهما معرضين أكثر للإصابة بالزهايمر، كما ينصح بضرورة ممارسة أنشطة عقلية لتشغيل المخ للتقليل من إمكانية حدوث المرض أو إبطاءه، كما دعا الأسر التي تضم بين أفرادها مريض الزهايمر أن تتعلم كيفية التعايش مع المرض لان هذا الاتجاه العام في العالم بدلاً من وضعهم في مصحات للعلاج فهذا واجب انساني يجب القيام به . وأوضح الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي وأمين صندوق الجمعية ان مرض الزهايمر هو احدي انواع الدمنشيا او الخرف وهو عادة مايصيب الانسان بعد سن ال 60 ، وتم اكتشاف المرض عام 1906، وبدأت الأبحاث حول المرض في الستينات من القرن الماضي، وفي السبعينات بدأت فكرة جمعيات الزهايمر بالانتشار حول العالم ويذكر ان في مصر تم عمل بحث واحد فقط عن مرض الزهايمر رغم وجود 350 الف حالة من المنتظر ان تزيد الي مليون حالة بحلول عام 2020. واكد عكاشة ان احد اسباب حدوث الزهايمر هو ترسب مادة بروتينية تسمي الايمايلويد في خلايا المخ فتؤدي الي موت الخلايا بالاضافة الي نقص في مادة الاسيتايل كولين التي تساعد في عملية التذكر لذا تقوم الدراسات بالبحث عن علاج يتمنع تكون هذه المادة من الاساس. واوضح أن المرض يمر بثلاثة مراحل ففي المرحلة الاولي يحدث اضطراب في الذاكرة القريبة وعدم القدرة علي القيام بأوجه النشاط المختلفة، بالأضافة الي وجود نشاط زائد غير هادف وعدم القدرة علي التعرف علي الزمان او المكان. اما في المرحلة الثانية تبدأ أعراض إصابة الجهاز العصبي في الظهور مثل صعوبة الكلام والكتابة والحركة، بالإضافة الي ظهور أعراض اكتئابية وذهانية وتغير في السلوك، بينما تزيد هذه الأعراض في المرحلة الثالثة من المرض ويفقد المريض القدرة علي رعاية نفسه ويحتاج إلي من يرعاه كلياً إلي أن تنتهي الحالة بالوفاة. وأشار انه يوجد حالياً 35 مليون مريض زهايمر حول العالم ومن المتوقع ان يصل عدد الحالات الي 120 مليون مريض بحلول عام 2050 و أن تصل تكلفة المرض الي 40 تريليون دولار خلال ال 40 عاماً القادمة. وأكدت الدكتورة غادة مراد استاذ التمريض النفسي بجامعة عين شمس والامين العام بالجمعية انه لايوجد اي علاج لمرض الزهايمر وإنما الموجود حالياً هو أدوية تساعد علي إبطاء حدوثه ولكن من المفرح انه تم اكتشاف بعض الطرق التي تمنع تكوين المادة المسببة للمرض وهي حالياً في مرحلة التجارب علي الفئران ومن المبشر انه خلال 10 سنوات يمكن استخدام هذا العلاج مما يمثل طفرة هائلة في مجال الطب. وأشار الدكتور . طارق اسعد أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ان مرض الزهايمر دائما ما يرتبط بإضطرابات في النوم بسبب إضطراب الساعة البيولوجية وأضاف ان النوم يمر بخمسة مراحل فالأولي والثانية هي مراحل النوم الخفيف اما الثالثة والرابعة هي مرحلة النوم العميق واخيراً الخامسة وهي مرحلة النوم الحالم، وأشار الي ان اهم مرحلة هي مرحلة النوم العميق ففيها يحدث كل الوظائف الفسيولوجية المسئولة عن الثبات وبالتالي هي المسئولة عن كل الوظائف التي نقوم بها في وقت اليقظة ، وتؤكد الأبحاث ان الطاقة التي يبذلها مخ الإنسان أثناء النوم أكثر 20 مرة من الطاقة المبذولة أثناء اليقظة، ولكن مريض الزهايمر لا يمر غالباً بمرحلة النوم العميق بسبب اختلاف نمط النوم وبالتالي تضطرب ساعته البيولوجية مما يؤثر علي ثباته لذا يركز الطب حالياً في علاج الزهايمر علي علاج اضطرابات النوم كما حدث في علاج أمراض الفصام والاكتئاب. حضر المؤتمر نخبة من اساتذة الطب النفسي واعضاء الجمعية بالاضافة الي عدد من القائمين علي رعاية مرضي الزهايمر.