أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أنه لا يوجد في مصر ما يسمى بالاضطهاد الديني وخير ما يدحض هذه المقوله تلك الروح الأصيلة للمصريين التي ظهرت خلال ثورة 25 يناير المباركة، وعلى الرغم من غياب الأمن عن الشارع إلا أنه لم يتم الاعتداء على كنيسة واحدة، بل تعانق المسلم والمسيحي لحماية المقدسات من خلال اللجان الشعبية التي جمعت بين الأشقاء من المسلمين والمسيحيين. جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر اليوم الاثنين لوفد من المثقفين الأقباط، برئاسة سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية والدكتور منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق، والسيد جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية ، والدكتورة ليلى تكلا، والمهندس نبيل مرقص، والدكتور سامح فوزي، والدكتورة مارجريت عازر . وحذر شيخ الأزهر من أن هناك مؤامرة على مصر تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها، من خلال العبث بالنسيج الوطني للمجتمع المصري، وإضفاء الصبغة الدينية على بعض المشاكل الاجتماعية العادية، التي قد تحدث بين أفراد العائلة الواحدة ، وذلك بقصد إحداث توتر في المجتمع المصري بما يحقق أهداف أعداء الوطن، والذي ظل على مدار أكثر من 1400 عام نموذجا للتعايش السلمي والأخوة والتآلف والمودة. وأكد الطيب على أن الهجرة لبعض المواطنين المسيحيين إلى الغرب يجب ألا تفسر على أنها اضطهاد ديني بل هي سعي وراء تحسين الحالة الاقتصادية، وشأن المسيحي في ذلك شأن المسلم. وأوضح أن الإسلام أمر المسلم الذي يتزوج من مسيحية أن يبرها ويكرم أهلها، وضمن لها حرية الاعتقاد ، وأمر بذلك في كثير من الآيات القرآنية ، كما أن هناك كثير من الأحاديث الشريفة التي تحض على بر أهل الكتاب، ووصية الرسول “صلى الله عليه وسلم" في خطبة حجة الوداع خير شاهد على ذلك . وطالب الإمام الأكبر أعضاء بيت العائلة (وهي مؤسسة تهدف إلى إعادة إنتاج وعي جديد لإظهار القيم الحقيقة للإسلام والمسيحية) أن يهتموا ببث روح التآلف والتسامح والأخوة. من جانبه ، استنكر وفد المثقفين الأقباط بالإجماع الاستهزاء بالرسل الكرام عليهم السلام .. مؤكدين أن المقصود مما حدث من إساءة للرسول “صلى الله عليه وسلم" لم يكن الإساءة للإسلام فقط، ولكن هو للإسلام والمسيحية. وتناقش الطيب خلال المقابلة عدد من القضايا التي تهم المجتمع المصري ، واقترح المجتمعون أن يتبنى الأزهر إصدار وثيقة جديدة تعبر عن نبض الشارع المصري تشمل وضع ضوابط قانونية وأخلاقية لمنع ازدراء الأديان على المستوى المحلي والدولي، والممارسات الخاطئة في مجال الإعلام والثقافة والتعليم والخطاب الديني الإسلامي والمسيحي . كما طالبوا بأن تتناول الوثيقة كيفية التعامل مع قلق بعض المواطنين المسيحيين الذين يتخوفون من صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في عدد من الدول العربية. كما اقترح المجتمعون أن تتضمن الوثيقة كيفية إبراز دور مصر الثقافي بوصفها نموذجا للتعايش بين الأديان في المنطقة، ودور الأزهر بوصفه منارة للإسلام الوسطي المعتدل الحاضن لقيم وإبداعات مكونات المجتمع المصري والعربي والإسلامي