شارك الدكتور . محمد عبد الحميد النشار رئيس جامعة حلوان في لجنة التحكيم لرسالة الدكتوراه بجامعة مانشستر البريطانية وهى من اعرق الجامعات العالمية حيث امكن من خلال هذه المشاركة رصد العديد من ملامح منظومة عمليات الامتحان والتقييم الخاصة بالرسائل العلمية هناك وسلطة اتخاذ القرار حولها . وبمقارنة مالدينا في مصر من منظومات للتقييم لهذه الرسائل نري اننا امام منظومة محلية لاتحقق الغايات الابداعية ولا تضمن جودة الرسائل العلمية على نحو سليم . فالنظام البريطانى يسمح بتحويل الرسالة المقدمة بعد فحصها لاى درجة علمية اخرى تتفق ومستواها العلمى والاكاديمى بدون تعديل او بإجراء بعض التعديلات كما يتيح رفض الرسالة ايضا . اما بالنسبة للرسائل المجازة فيمكن ان يشترط قرار الفحص استكمال ابحاث معينة واستيفائها واعادة المناقشة للباحث او اجراء مثل هذه الابحاث تحت اشراف الاساتذة المتخصصين ودون الحاجة الى اعادة المناقشة .. كما تقوم لجنة المناقشة باعداد العديد من الوثائق الرسمية التى تجعلها مسئولة مسئولية كاملة عن وجود اضافة علمية حقيقية تقدمها الرسالة الى جانب اتفاقها ومتطلبات الجامعة التى منحت من خلالها ، ومن خلال معايشة هذا الامر عبر هذه التجربة في جامعة مانشستر البريطانية يتضح مدى جدية منظومة منح الرسائل العلمية هناك الامر الذى يزيد من قدرتها علي احداث التطوير المطلوب في مجالات البحث العلمى من جانب وفي المجتمع عامىة من جانب آخر فالنظام هناك يتسم بالشفافية المطلقة و يجعل الكل امام مسئولياته حيث يتيح للطالب ايضا الحق في طلب التوقف عن عملية البحث وانهاء مراحله والتقدم بطلب لتشكيل لجنة الحكم دون الرجوع الى المشرف واخذ موافته .. كما يسمح النظام ايضا هناك للباحث بالاطلاع على كافة الوسائل المتعلقة بالحكم على رسالته تحقيقا لمبدأ الشفافية .. وأشار النشار الى اهمية مراجعة منظومة منح رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعاتنا المصرية والتى تتسم بعدم رفض اى رسالة مهما كانت خالية من اوجه التميز او الاضافة بل كثير ما نتعامل مع لجنة الاشراف باعتبارها المسئولة عن هذا المستوى العلمى الفقير للرسالة موضحا ان مثل هذه الجامعات الانجليزية تقوم باختيار واعداد قوائم تضم اهل العلم والمعرفة في التخصصات المختلفة حيث تقوم ادارة الجامعة باختيار لجان الحكم والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه بها من خلال هذه القوائم دون تدخل الاقسام العلمية او الكليات او حتى الباحث نفسه .