استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة اليوم الاحد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضوية المستشارين طارق جاد المولى ومحمد عبد الكريم بحضور المستشار محمود الحفناوى المحامي العام بالمكتب الفنى للنائب العام بأمانة سر أحمد عبد الهادى ، محاكمة 73 متهما من بينهم 9 من قيادات مديرية أمن بورسعيد و3 من مسئولى النادى المصرى، فى الواقعة المعروفة إعلاميًّا ب "مذبحة بورسعيد"على خلفية مباراة كرة القدم بين ناديى المصري البورسعيدي والأهلي والتى راح ضحيتها 74 شهيدًا، ووقع فيها 254 مصابًا من الألتراس الأهلاوى. بدأت الجلسة في تمام الساعة العاشرة صباحاً واستمعت المحكمة الي مرافعة النيابة العامة التي تلاها المستشار محمد جميل عبد ربه حيث قال إن النيابة العامة التى كانت ودوما تمثل ضمير الأمة النابض وسيفها البتار وتعبر فى تحقيقاتها عن آلام المجتمع وآماله فى تحقيق الحق وفى إرساء قيم العدل والمساواة وطلب القصاص من المتهمين الذين زهقوا دماء الابرياء ظلمنا وأرسلوا بهم إلى منصة الإعدام وأضاف، فى مرافعته بقوله بأنه جاء بأمانة أُظهر فيها حقا ترضونه وأُظهر فيها باطلا تأبونه وأُظهر فيها ظلم النفس للنفس فهي صرخة من المجني عليهم أن أغيثونا فأغيثوهم وأُظهر ووصف المتهمين بالشياطين الذين زين لهم الشيطان جريمتهم وفعلوها فى حق المجنى عليهم ، لذلك حملت النيابة عبئا ثقيلاً عبئا تنوء عن حمله الجبال الرواس لذا تطلب من هيئة المحكمة رد الحق لأصحابه . وأشارت النيابة أن المجني عليهم بدأت نهايتهم حينما انضموا إلى رابطة ألتراس أهلاوي لتشجيع ومؤازرة النادي الأهلي وسيرهم وراءه فى كل المحافظات والبلدان لمشاركته الأفراح والأحزان تاركين وراءهم أسرهم وأعمالهم وذويهم فمنهم الطفل ومنهم من هو فى ريعان شبابه . أما بالنسبة للمتهمين فهم فريقين الأول ارتكب جريمته بيده التى تلطخت بدماء الشهداء أما الثاني فلقد ساعدهم على ارتكابها فى الأعمال المجهزة والمسهلة والمتممة لها فلقد كان الفريق الأول منضما إلى الروابط المشجعة للنادي المصري البورسعيدي ودأبوا على التجاوز فى تشجيعهم أمام لاعبي ومشجعي الأندية الأخرى باستخدامهم الهتافات والشعارات واللافتات المسيئة لهم بل وصل تشجيعهم فى أحيان عدة إلى التعدي والإيذاء غير أنهم نحوا منحي آخراً مع المجني عليهم فى هذه الواقعة فلقد اتخذوا معهم أبشع أنواع الإيذاء واتخذوا من تلك الروابط ستارا لتنفيذ غرضهم الدنيء فى الانتشاء بإراقة الدماء والتلويح بالقوة وإزهاق الأرواح وكأنهم فى معركة حربية مع ألد الأعداء فى حين أنهم مشتركون معهم فى العرق والأصل واللغة وفى ضيافتهم بمحافظة بورسعيد لكنهم ضربوا بذلك جميعه عرض الحائط وأعدوا لغرضهم الأدوات اللازمة للفتك بهم وكمنوا لهم فى طريق قدومهم وبخارج وبداخل الإستاد منتظرين الفرصه المناسبة للانقضاض عليهم وبالفعل سنحت لهم تلك الفرصه بعد نهاية المباراة و قاموا بقتل أكثر من سبعين مجنى عليه وإصابة المئات منهم . كما قاموا بسرقتهم وترويعهم انتقاما منهم ولفرض سيطرتهم وبسط نفوذهم على مشجعي الأندية الأخرى كل ذلك و يدعون أنهم أحفاد الرجال اللذين دافعوا عن أرض مصر والذود عنها ضد الغزاة على مر العصور والأزمان فمن العار عليكم ذلك فأين أنتم من هؤلاء البواسل اللذين كانوا يحافظون على الأرواح و الأموال وأين أنتم من شعب بورسعيد الباسل الأبي الذي تنتمون إليه والذي قدمكم هو بيده إلى هذه المحاكمة متبرئا من جريمتكم التى اهتز لها عرش الرحمن وينتظر الحكم فيها مثلما ننتظر جميعا ليعلن للكافة أنكم لا تمثلون ذلك الشعب الذي طالما ضحي بأرواحه وأرواح أبنائه فداءا لأرض مصر ورفعة شعبها فنحن لا نحاكم شعب بورسعيد على نحو ما زعم البعض وإنما نحن وشعب بورسعيد نحاكم الطغاة اللذين استحلوا دماء الأبرياء مزهقين أرواحهم . أما الفريق الثاني الرئيس فمن بينهم بعض قادة وضباط وزارة الداخلية فلقد كانوا من خدام العدالة وحماتها وكانوا ممن يهرع إليهم الخائف لنجدته والمظلوم لنصرته وكانوا ممن ائتمنوا على أرواحنا وأموالنا وأعراضنا إلا أنهم بفعلتهم الشنعاء قد انقلبوا على هذه الرسالة العليا غير عابئين بما تفرضه عليهم واجبات وظيفتهم وغير عابئين بما سوف يصيب المجتمع من فساد فبدلا من أن يقوموا بالدور والواجب الملقي على عاتقهم فى حفظ الأمن والأمان فى البلاد اشتركوا مع المتهمين فى تنفيذ مخططهم الإجرامي بمساعدتهم على ارتكابها دون عائق وعلي أكمل وجه وبدلا من حمايتهم للمجني عليهم وتوفير الأمن والأمان لهم احتجزوهم لتركهم بين براثن المتهمين للقضاء عليهم و ذلك للانتقام منهم لسبق تعديهم على رجال الشرطه وسب قادتهم فى مباراة سابقة وهى مباراة النادى الاهلى و كيما أسوان و التى شاهدنا تلك الاحداث جميعها بالاسطوانات المدمجه فى هذه القاعه كما تعدوا عليهم بالسب أيضا قبل بداية هذه المباراة فأقسموا على الانتقام ذلك الانتقام الذى به يلقنوا المجنى عليهم درسا لن ينسوه فتمت الموافقة على إقامة المباراة رغم الظروف التى أحاطتها والمعلومات التى تأكدت من اعتزام المتهمين قتل المجني عليهم فانتهزوا فرصة الأحداث التى تمر بها البلاد،واستتروا وراء مسلسل الانفلات الأمني الهابط و تزرعوا بالظروف القهرية وارتكبوا جريمتهم غير عابئين بما أقسموا عليه أمام الله سبحانه وتعالي من قسم تاركين رسالة للكافة واضحة المعاني بأن هذا هو مصير من تسول له نفسه أن يتعدى على ضباط الشرطة بل وعلى أي فرد من أفرادها فى حين أن غيرهم من أقرانهم الذين ينتمون إلى جهة عملهم يربئون بأنفسهم عن تلك الصغائر ويؤدون أعمال وظيفتهم على أكمل وجه دون أحقاد أو ضغائن ويؤثرون الآخرين على أنفسهم مهما أساءوا لهم بل و يقدمون أرواحهم فداءا لهم و فداءا لوطنهم و يكفى أن يعلم الجميع أنه قد استشهد منهم فى الستة أشهر الاخيره سبعة و ثلاثين من خيرة أبناء الوطن. لذلك أقف اليوم فى هذا المحراب المقدس مطالبا بمعاقبة هؤلاء المتهمين بأقصى عقوبة لكونهم قد أساءوا لمهنتهم وبلدهم ومجتمعهم ودينهم . وأوضح ، ان هذه القضية تبدو فيها الدنيا وكأنها خالية من الأمن والأمان فلقد جئت إليكم شاكيا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان للجناة مختصما ولأرواح المجني عليهم مقتصا وللمجتمع لسانا متكلما وللحق والعدل مريدا ، إن المتهمين قد روعوا الآمنين وبثوا الرعب فى نفوسهم وسعوا فى الأرض فسادا ظانين أنهم بمنأى عن العيون كل العيون ونسوا . ونسوا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وقال ممثل النيابة إنه يشعر بالخزي والألم عند استعاده وقائع جريمتهم الفجة التي أدمت قلوب المصريين جميعاً وعمت بها مشاعر الحزن والأسى ربوع البلاد و التى بسببها باتت الأحزان سمه لا تنفصل عن واقعنا الأليم. واختتم ، جريمتنا اليوم وبكل أسف يتابعها العالم بأسره لما كشفت عنه من بشاعة المتهمين وفداحة جرمهم فبالأمس القريب حصلنا على صفر المونديال وكم كان هذا قاسياً علي قلوبنا جميعاً وها نحن الآن نجني الصفر الثاني في ظل أصداء عالمية وكأنه كتب علينا ألا نجني إلا أصفاراً. وأردف ، هذه الجريمة مثال للحقد والعنف والكراهية ومثال للظلم والطغيان ومثال للخسة والعدوان فلقد انهارت معها كافه القيم الأخلاقية التي هي عماد المنافسات الرياضية لأنه في الأول من شهر فبراير عام 2012 أبي الشيطان أن يكون الأمن والأمان هما السائدان فيه فجند بعضاً من جنوده وهم المتهمون ليجعلوا الفزع والهلع هما المخيمان عليه.