الطفل يولد على الفطرة لذلك فهو يتعلّم الكذب أو الصدق من البيئة المحيطة به لذا لا يجوز أن نكذب أمام الطفل بدعوى أنّها (كذبة بيضاء وذلك عن طريق تصرفات معتادة وعروفة فمثلا الطفل الذي يأمره والده أن يجيب على الهاتف بأنّه غير موجود أو الأُم التي تطلب من ابنتها أن تجيب عنها جارتها بأنّها غير موجودة كي تتخلص من زيارة جارتها لها فهذا يعلم الطفل تعلّم الكذب في المستقبل ولكن لابد اولا من التأكد بأنّ هناك نوعاً من الكذب لدى الاطفال يسمى (الكذب الخيالي ) في سنِّ الرابعة حيث يأتى الطفل بقصة من نسج خياله فذلك لا يعتبر كذبا لان الطفل ذو خيال خصب وهو في تلك السن لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال وللكذب اسباب عند الاطفال فقد يكذب الطفل هرباً من العقاب أو قد يكذب ليعرض أخيه الأصغر للعقاب فيتهمه بأنّه هو الذي كسر المرآة أو أتلف المذياع وسبب ذلك الكذب التفرقة في المعاملة بين الإخوة. ومن الممكن ان يكذب الطفل لكي يجذب عطف المحيطين به فيدِّعي أنّه مريض ولا يريد الذهاب إلى المدرسة الحلول أوّلاً يجب معرفة الاسباب التى تدفع الكذب فإذا كذب وهو دون الرابعة من العمر فلابد ان نعلِّمه الفرق بين الخيال والواقع اما اذا كان فوق الرابعة من العمر فنحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط ونشعره بالعطف والمحبة ونعرفه على أهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله وأنّ نعلمه ان الكذب والإيمان لا يلتقيان وأنّ الكذب صغيراً أم كبيراً هو كذب واحد والاهم من ذلك هو عدم معاقبة الطفل عندما يعترف الطفل بخطئه فكأننا نعاقبه على الصدق وندفعه إلى الكذب ذلك بالاضافة الى غرس قيمة الصدق عن طريق القصص والحكايلت المأثورة عن النبى والصحابة كقصة الراعي الكذّاب زعم بأنّ الذئب هاجم غنمه وصاح وجمع أهل القرية ثمّ ضحك، وقال: “إنّه مازح، ولما هاجمه الذئب حقيقةً وأكل غنمه صاح وصاح فما أنقذه أحد لأن من يكذب مرّة لن يصدِّقه أحد ثانية ذلك بالاضافة الى حديث رسول الله (ص) الذي يقول فيه: “عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنّ البرُّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّق ويتحرّى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً