الأطفال يتسمون ببعض الصفات التي ربما تظهر في الكبار أكثر، ولكنها تبدأ من الصغر، وهذه الصفات يمكنك اكتشافها في طفلك مبكرًا،كما يمكن أن تختفي عن أنظارك في مراحل عمره الأولى . والعناد من أهم الصفات التي يمكنك اكتشافها مبكرًا، حيث تبدأ هذه الصفة في الظهور بعد السنة الثانية من عمر الطفل، حيث أنه قبل ذلك يكون معتمدًا اعتمادًا كليًا على الأم؛ فيكون متسمًا بالحياد والاتكالية، ولا يظهر عليه مؤشرات العناد. وللعناد مرحلة أولى: حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر، أو بعد السنتين الأوليين، وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية، ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات. أما المرحلة الثانية: فهي العناد في مرحلة المراهقة، حيث يأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين، ولكن عموماً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه، فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدة في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم، وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم. كيف تتعاملين مع الطفل العنيد؟ يقول علماء التربية، كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال، فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد؛ فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس، فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يفضل: - البعد عن إرغام الطفل على الطاعة، واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف، فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول. - شغل الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيرًا، ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيرًا، - الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد، حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق. - العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات؛ لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر، فالعقاب بالحرمان، أو عدم الخروج، أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثمارًا عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر، ولكن لا تستخدمي أسلوب الضرب والشتائم؛ فإنها لن تجدي، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار. - عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛ لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد. - عدم وصفه بالعناد على مسمع منه، أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: "إنهم ليسوا عنيدين مثلك". - امدحي طفلك عندما يكون جيدًا، وعندما يظهر بادرة حسنة في أي تصرف، وكوني واقعية عند تحديد طلباتك. وأخيراً لا بد من إدراك أن معاملة الطفل العنيد ليست بالأمر السهل، فهي تتطلب الحكمة والصبر وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع.