ذكرت صحيفة الشرق السعودية فى افتتاحيتها اليوم بالقرارات التى أصدرها الرئيس محمد مرسى الليلة الماضية، واصفة إياها بأنها "أنهت ستة عقود من حكم العسكر فى مصر . وقالت الصحيفة: لن يفيد كثيراً التوقف عند طريقة إخراج قرار إبعاد المشير و"الفريق" عن الجيش، وما إذا كان خروجهما جاء مفاجئاً لهما أم أنهما كانا على علم وتواصل مع الرئيس، ففى الحالتين وصل المصريون إلى نتيجة واحدة، وهى أن المؤسسة العسكرية لم يعد لها دور فى الحياة العامة وأن مقولة "على الجيش أن يعود إلى ثكناته"، التى طالما نادت بها الميادين، أضحت واقعا. وفى رأى الصحيفة أن الرئيس مرسى فاجأ الجميع بقرارات إبعاد أكبر قيادتين عسكريتين فى مصر، وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان، إلى التقاعد لينهى بذلك ستة عقود من عسكرة الدولة المصرية ويقضى فى الوقت نفسه على المخاوف من تحول المجلس العسكرى إلى دولة فوق الدولة. وأضافت الصحيفة: لم يكتف الرئيس المصرى بإبعاد قيادات الجيش التى اعتقد البعض فى مصر أنها باقية إلى ما بعد صياغة الدستور، إنما ألغى أيضا الإعلان الدستورى المكمِّل الذى كان يتيح للمجلس العسكرى التفرد بسلطة التشريع وإقرار الموازنة العامة للدولة، ما يعنى تقليص صلاحيات قيادات الجيش وإنهاء دور المؤسسة العسكرية فى الحياة السياسية لتعود إلى مهمتها الرئيسة وهى حماية حدود الوطن وحفظ أمنه القومى. وفى اعتقاد الصحيفة أن هذه القرارات ستسمح لمصر بالاستمرار فى مسيرة التحول الديمقراطى وبناء دولة المؤسسات دون تخوف من تغول المؤسسة العسكرية أو انقلابها على شرعية الاستحقاقات الانتخابية. وأكدت الشرق أن مصر الآن تطوى صفحة الدولة العسكرية وتستقبل المدنية وهى مهمة سيتحملها الرئيس بما له من صلاحيات دستورية تتيح إنجاح مسارى وضع الدستور وانتخاب برلمان جديد.