اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن التحدى الذى يواجه الولاياتالمتحدة وشركاءها ليس فقط تصعيد الضغط على نظام الرئيس السورى بشار الأسد لكن أيضا تهيئة الأوضاع لمستقبل بناء لسوريا فى حالة سقوطه. وذكرت الصحيفة - فى سياق مقال افتتاحى بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى - أن قوات أمن الرئيس السورى تواصل قتل المواطنين بأعداد ضخمة لكن فرص المعارضة فى تسيد الموقف تبدو أفضل مما كان عليه الأمر منذ ستة أشهر. وقالت الصحيفة إن المعارضة حققت نصرا نفسيا أمس الاثنين بانشقاق رئيس الوزراء السورى رياض فريد حجاب وفراره إلى الأردن. وأضافت الصحيفة أن قادة المعارضة قالوا إنه جلب معه على الأقل وزيرين وثلاثة ضباط جيش. وأشارت الصحيفة إلى أن حجاب, وهو مسلم سنى, لم يكن جزءا من الدائرة المقربة من الأسد لكنه أرفع مسئول مدنى ويعد انشقاقه مؤشرا على الضغط الذى يتعرض له النظام. ولفتت الصحيفة إلى أن الثوار يتحدون الجيش السورى فى مدينتى دمشق وحلب لكن القتال سيزداد سوءا على الأرجح. ولفتت الصحيفة إلى أن النزاع زاد من حدة الانشقاقات بالفعل ما بين مجتمعات السنة والعلويين والمسيحيين وأدى لنزوح الآلاف داخل سوريا وأرسل بآلاف اللاجئين إلى الدول المجاورة وهدد بزعزعة استقرار المنطقة, بالإضافة إلى وجود أدلة متزايدة على أن القاعدة وغيرها من الجهاديين انضموا إلى القتال. ورأت الصحيفة أن الحل الدبلوماسى الأكثر عملية كان خطة للأمم المتحدة والجامعة العربية كانت ستخرج بالأسد من السلطة بسهولة وتبدأ عملية انتقال للديمقراطية, لكن روسيا مع إيران حامى الأسد الرئيسى - ضمنوا فشلها عن طريق تسليح النظام ورفض فرض العقوبات. وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحلف شمال الأطلسى "الناتو" قاوموا بشكل حكيم التدخل العسكرى المباشر, موضحة أن ذلك قد يتغير إذا حاول الأسد استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه, على سبيل المثال . وأضافت الصحيفة أنه لأشهر زادت الإدارة الأمريكية ولا زالت تزيد من اشتراكها مع الثوار - من اجل تنظم جماعة ضغط مؤلفة من 130 دولة وتعمل على توحيد فصائل المعارضة وتساعدهم فى خطة الانتقال السياسى وتقدم المعلومات الاستخباراتية والمساعدات الطبية وتدقق فى أى الجماعات يعد متطرفا وأى منها يجب أن يحصل على الأسلحة. وأوضحت الصحيفة أن الإدارة بدأت أيضا بالتفكير في ما بعد سقوط الأسد عن طريق التخطيط لكيفية التعايش مع موجة جديدة من اللاجئين والحفاظ على الأجهزة المحلية الأساسية وإطلاق بداية جديدة للاقتصاد المدمر ومنع قوات الأمن من التشرذم. وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن المسئولين الأمريكيين استوعبوا الدرس من العراق حيث انهارت الحكومة مخلفة وراءها الفوضى. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يوجد ضمان على أن ثوار سوريا يريدون المساعدة لكن الإدارة الأمريكية يتعين عليها التجهيز لاستثمار المال الحقيقى فى تلك الخطط إذا أراد الثوار. وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون سيكون لديها فرصة للتأكيد على الدعم للثوار عندما تزور تركيا فى وقت لاحق من هذا الأسبوع. ورأت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تحتاج أيضا إلى تكثيف العقوبات على سوريا والاستمرار فى حث ورسيا على التعاون فى إنهاء النزاع.