يتميز شهر رمضان المبارك هذا العام بارتفاع درجات الحرارة في أوقات النهار مع امتداد فترة الصيام ل16 ساعة حيث يعول اختصاصيو التغذية والتثقيف الصحي على أن يكون رمضان فرصة لبدء حياة صحية للأفراد ، بتغيير بعض العادات الغذائية والإكثار من شرب الماء وممارسة الرياضة اليومية والإقلاع عن التدخين . قد يكون هذا الشهر مفتاحا لأبواب الحياة الصحية حال استثماره بطريقة صحية والبدء في تغيير العادات الغذائية وإن نوع الطعام بمفرده لا يكفي لحياة صحية ، وإنما يدخل ضمنها : وقت الأكل ، وكمية وطريقة الأكل ، والطهي ، علاوة على أهمية ممارسة الرياضة اليومية لنصف ساعة على الأقل ، وفي رمضان يفضل ممارستها قبل الإفطار بساعة أو بعد الإفطار بساعتين ، لتجنب الجفاف والعطش ، لتتشكل لوحة تكمل بعضها بعضا وترسم جسما سليما وصحيا. ومن المهم جدا مراعاة تقسيم فترات الأكل في رمضان إلى أربع فترات ، وعدم تناول الطعام بكميات كبيرة في وقت واحد ، كالإفطار على التمر أو الرطب ، ثم تناول الوجبة الرئيسية بعد ربع إلى نصف ساعة من الأذان ، ثم تناول وجبة خفيفة بعد التراويح حتى وقت السحور. والتمر يعتبر من أفضل الأغذية في رمضان ، لاحتوائه على سكر الغلوكوز الذي يمد الجسم بالطاقة فهو سريع الهضم وغني بالألياف الغذائية مما يزيد الشعور بالشبع ، ويمكن شرب كوب من الماء أو اللبن مع التمر لتعويض السوائل المفقودة خلال فترة الصيام الطويلة وننصح في الوجبة الرئيسية ، بتناول الحساء المعد في المنزل مثل حساء الخضراوات والعدس ، وتجنب أكياس الشوربة الجاهزة لاحتوائها على نسبة عالية من الأملاح والدهون والكولسترول ، مع تأكيدها على أهمية تناول سلطة الخضراوات الطازجة واختيار المقبلات المطهوة بالفرن. وبالنسبة للحلويات فإننا ننصح بتجنب تناول الحلويات بعد الإفطار مباشرة لتجنب الخمول ، وتناولها بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الإفطار ، والتقليل من المقليات واستبدال المقبلات الخفيفة الطازجة بها ، وأيضا استبدال الفواكه الطازجة ، باعتدال ، بالحلويات الدسمة ، أو استخدام منتجات الألبان قليلة الدسم في الحلويات مثل المهلبية ، وإلى أهمية تجنب شرب المشروبات المحلاة بالسكريات والصبغات ، والاكتفاء بالعصائر الطازجة أو منقوع الفاكهة المجففة كقمر الدين والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي ، كونها تتسبب في نقص السوائل بالجسم ، واستبدال 6 إلى 8 أكواب من الماء بها، لتعويض نقص السؤال في الجسم وقت الصيام. وننصح بسحور متوازن قليل الملح والسكريات وغني بالألياف كالخبز الأسمر والفواكه الطازجة كالموز ، والبروتينات في اللحوم المشوية ، والبيض ، لأنها تشعر الصائم بالشبع لفترة أطول ، موصية بتجنب الموالح والسكريات التي تزيد من العطش والإحساس بالجوع في اليوم التالي ، واتباع الوصية النبوية بتأخير السحور إلى قبل أذان الفجر بساعة أو ساعتين لا سيما في وقت الصيام الطويل. وبالنسبة للمرضى الخاضعين لعمليات تحوير الأمعاء وقص المعدة وطيها في فترة النقاهة لا ينصح لهم بالصيام ، إلا بعد مرور أكثر من 3 أشهر من تاريخ إجراء العملية ، وتقول الدكتورة أمل المنصور : يتوجب على المريض اتباع النظام الصحي بعد العملية بشرب 3 لترات من الماء والسوائل يوميا ولقرابة السنة بعد إجراء العملية ، ويكون هناك نظام دقيق لتناول الأكل وتعويض نقص الفيتامينات ، لأن ثلثي المعدة تم استئصاله بأحماضها التي تنشط الامتصاص. و أن التدرج في الأكل الصحي يكون على دفعات خلال أشهر التعافي من العملية التي تصل إلى 5 ، 6 وجبات يومية إلى جانب الفيتامينات والسوائل التي يحتاجها المريض لتقوية بدنه ومعدته بعد تصغيرها، وذلك بمداومته على تناول الأدوية، مما يمنعه من الصيام طول شهر رمضان. والصيام يعتبر علاجا وراحة للمصابين بالقولون العصبي وقرحة المعدة، كونه يخفف من التقلصات في الأمعاء ويخفف على المعدة عبء الهضم ، ولكنه سرعان ما يصبح وبالا عليها ، حال الإفراط في تناول وجبتي الإفطار والسحور ، وعدم اتباع نصائح الطبيب المتابع للحالة في تقسيم الوجبات لحصص صغيرة يسهل هضمها ولا تسبب تهيجا في القولون. من جانب آخر ، فإن الصوم لمدة شهر لما يقارب 16 ساعة خلال النهار قد يشجع المدخن على تقوية الإرادة بترك عادة التدخين والإقلاع عنها بشكل تدريجي ، حيث يبدأ الدماغ في التعود تدريجيا على الحياة من دون نيكوتين ، وتقل رغبة المدخن في إشعال سيجارته بعد مرور عدة أسابيع من تركها.