الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن، ووصفه بالتبيان، وصلى الله وسلم على النبي العدنان محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد: فإن القرآن العظيم كلام الحق - سبحانه وتعالى -، أنزله على أشرف نبي - صلى الله عليه وسلم -، فشرّف به هذه الأمة وكرَّمها به، وجعله المعجزة الخالدة، ورتَّب على قراءته والعمل به الأجور العظيمة التي لا يكاد أن يحصيها العادّ؛ وقد تشرف هذا الشهر العظيم - زيادة على شرفه - بأن أنزل الله - تعالى - القرآن الكريم فيه، فهو شهر الصيام والقرآن؛ لذلك كله كان لا بد لمن أراد أن يتلو هذا الكلام العظيم من أن يتحلى بالآداب الفاضلة، والأخلاق الكريمة سواء قرأه في رمضان أو في غيره من الشهور، ومن تلك الآداب: 1- أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك. 2- أن يَسْتَاكَ تطهيراً وتعظيماً للقرآن. 3- أن يكون طاهراً من الحدثين. 4- أن يكون نظيف الثوب والبدن. 5- أن يقرأه بخشوع وتفكر وتدبر. 6- أن يكون قلبُه حاضراً؛ فيتأثر بما يقرأ تاركاً حديث النفس وأهواءها. 7- يستحب له أن يبكي مع القراءة؛ متأثرا بعِظَات القرآن وعبره، فإن لم يبكِ فليتباكى قال - تعالى - مادحاً أهل العلم: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً}1. نقلا عن موقع:فرفشة