قال الكاتب ديفيد شنكر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى – فى مقاله المنشور فى صحيفة ( لوس انجلوس تايمز ) الأمريكية " إن فوز الرئيس محمد مرسى ، مرشح حزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين – وضع حدا مؤقتا للجدل الذى ثار حول الإتجاه التى تسير اليه مصر ، وهل ستتحول إلى دولة علمانية او اسلامية ، فقد بات واضحا أنها تسير فى اتجاه الدولة الإسلامية ، وإن بقى التساؤل ، اى شكل من الإٍسلام واى نوع من الدول الإسلامية ، مرجحا أن الصراع بين جماعة الأخوان والسلفيين هو الذى سيحسم اجابة هذا السؤال ، ويحسم مصير مصر “. واوضح شنكر " أن ثمة اختلافات جوهرية بين السلفيين والأخوان ، ليس فى النوع فقط ، بل فى الدرجة" ، ضاربا المثال بتطبيق الحدود ومنها قطع يد السارق . وقال شنكر " إن الخلاف بينهما ليس جديدا ، فوفقا لبرقية سُربت ونشرها موقع ويكليكس ، مؤرخة بعام 2009 ، ابدى قادة الأخوان المسلمين ، شعورا غير مريح نحو تزايد انصار السلفية فى المناطق الريفية " . وعقب شنكر بالقول" أنه فيما يحتاج المرء لسنوات ليكون عضوا كاملا فى جماعة الأخوان المسلمين ، لا يحتاج سوى لإطلاق لحيته ليكون عضوا فوريا فى الجماعة السلفية “. واوضح شنكر " إن الأنتخابات البرلمانية شهدت صراعا بين الأخوان والسلفيين واتهامات متبادلة بالخروقات الإنتخابية – وحتى قبل الإنتخابات الرئاسية – حينما حاول مرسى طمأنه المسيحيين ، بالقول ( أنه ليس هناك اختلافا بين عقائد المسيحيين والمسلمين ) حيث تعرض مرسى لهجوم ضارى ووصفت تصريحاته من قبل السلفيين ب( الدعاية الرخيصة )" . وأشار شنكر للمشادة التى حدثت بين النائب السلفى ممدوح اسماعيل ، وسعد الكتاننى رئيس مجلس الشعب المنتمى لجماعة الأخوان ، حينما قام الأول برفع الأذان داخل مجلس الشعب . ورأى شنكر ان ايدلوجية السلفيين المتشددة ، قد تأخذ جماعة الأخوان إلى نسق اكثر تشددا ، فقد خضع نواب الأخوان – فى البرلمان المنحل – لنواب السلفيين فى رفض قرض الصندوق النقد الدولى بإعتباره ربا . وقال شنكر " إن الصراع تجدد بعد وعد الرئيس مرسى ، بتعيين نائبا قبطيا ، وهو الأمر الذى رفضه السلفيين “. وختم شنكر " أن الأخوان سيجدون انفسهم فى وضع غير مريح ، من قبل المعارضة السلفية التى قد تصر على فرض الجزية على غير المسلمين ، وتشكل لجان للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ورفض القروض – التى تحتاجها البلاد – بإعتبارها ربا ، وهو ما سيضع جماعة الأخوان فى وضع حرج “.