بلغت حصيلة الخسائر البشرية من جراء جولة القتال والقصف والقنص التي اندلعت فى مدينة طرابلس اللبنانية منذ منتصف ليل الجمعة السبت 12 قتيلا و50 جريحا ، فيما كان وزراء مدينة طرابلس ونوابها والقيادات العسكرية والامنية وممثلو الفاعليات الاخرى في المدينة مجتمعين في منزل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في المدينة كانت على الاقل كما رصدت انفجارات بمعدل انفجار كل 4 دقائق. وبذلك بدا واضحا أن طرابلس خرجت مجددا عن السيطرة بعد أقل من عشرين يوما على الانهيار الامني فيها والشروع في تنفيذ خطة امنية عسكرية وضع دعائمها المجلس الاعلى للدفاع واستكملت بتوزيع القوى العسكرية في المناطق الساخنة في منطقة بعل محسن ذات الاغلبية العلوية والقوى الامنية في المناطق المواجهة في باب التبانة ذات الاغلبية السنية. من جهتها وصفت صحيفة "النهار" تجدد جولات القتال بأنه أعاد الوضع برمته الى المربع الاول والى نقطة الصفر الامر الذي دفع بأوساط معنية بهذا الوضع المتفجر الى القول ان مأساة المدينة باتت العلامة الاسوأ على العجز الرسمي بكل وجوهه عن احتواء هذا الوضع بدليل ان محاولة متقدمة جرت بعد الظهر لنشر وحدات من القوى الامنية احبطت كما أن الوحدات العسكرية خففت انتشارها على خطوط التماس بعدما عاد هاجس اصطدامها ببعض المجموعات المسلحة الى الواجهة. كما نقلت "النهار" عن مصادر بارزة في تيار المستقبل أن ما جرى في طرابلس يؤكد أن محاولة الرئيس السوري بشار الاسد لاشعال لبنان لم تتوقف لكن هذا الامر لن يصل الى نتيجة وسيفشل. وفى الوقت الذى انعقد الاجتماع الوزاري والامني في منزل ميقاتي قرابة التاسعة مساء اشتدت حمأة التصعيد وتساقطت القذائف والصواريخ على مناطق التماس والمواجهة في بعل محسن وباب التبانة وامتدت الى مناطق اخرى. ولم يدخل الجيش الى مناطق الاشتباكات في انتظار قرار سياسي فيما استمرت قوى الامن الداخلي متوقفة منذ الثالثة بعد ظهر أمس على أبواب المنطقة الساخنة ورصدت في هذه الاثناء تعزيزات كثيفة للجيش على الاوتوستراد في اتجاه طرابلس. وأكد وزير الداخلية مروان شربل انه سينتقل الى سرايا طرابلس لوضع خطة الانتشار الامني في جبل محسن وباب التبانة موضحا أن وحدات الجيش وقوى الأمن ستنتشر في طرابلس خلال ساعات متوقعا أن تكون الامور قد حسمت مع ساعات صباح اليوم.