اكد الكاتب بهاء الاميرى فى مؤتمر المعارضة انه جاءت الدعوة الى توحيد المعارضة من قبل الجامعة العربية ، التي ساهمت من قبل في تفتيت المعارضة تحت شعار التوحيد ، واليوم تأتي الدعوة تحت اطار " الحوار مع النظام " الذي لم يلتزم بأي بند من بنود قرارات الجامعة العربية ومجلس الأمن تحت مُسمى مبادرة عنان ، بينما كان على الجامعة العربية أن تدعوا مجلس الأمن وتُشدد في دعوتها على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ، لإتخاذ قرارات قوية بقصد حماية الشعب السوري ، والعمل الحثيث لإسقاط نظام الإجرام الأسدي اللعين ، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار سفك الدماء ، قبل دعوة المعارضة التي لاتنتهي خلافاتها ولا إشكالاتها ، ولاتعقيداتها ، إلا بعد إجراء انتخابات حرّة ونزيهة يقول الشعب رأيه فيها بتمثيل حقيقي وليس جزافاً ممن يدعون التمثيل ، ولايعرف عنهم الشعب شيئاً ، لتكون دعوة الجامعة العربية للمعارضة ، كمن يُريد ان يدور في الدائرة المفرغة عن عمد ، ويُلقي بالشماعة على القشّة التي لاتُنقذ غريقاً ، ولا تُفلح في عمل شيء ، ونحن في الوقت ذاته لانعول على المعارضة كثيراً ، لأن من تصدرها على الغالب ليس كفؤاً لمخاطبة الآخرين باحتياجات الثورة ، واللغة الثورية المطلوبة ، أو بمعنى آخر إيصال صوت الشعب لمن بلزم ، بنفس الحرارة والألم ومستوى الدماء والتضحية والمعاناة ونكبة البلد بمثل هكذا عصابة أسدية فالمجلس الوطني العتيد الذي لازال يُراوح مكانه في خطته بإعادة الهيكلة ، وقد أخذ على عاتقه أنه لم يُدعى كمجلس بل كأفراد ، وإذا كان هو عاجزاً عن الإستنهاض بنفسه فكيف بإمكانه من أخذ المبادرة ، وكأنّ المشكلة اليوم في التمثيل ، وليس الوصول الى صيغ تُرضي شعبنا العظيم ، بينما أطراف أخرى بالمعارضة ممن عملت على الثورة لم تُدعى ولم تُستشار ، وفرقة أُخرى قالت أنها تنتمي الى المعارضة وهي تسير وفق أجندة النظام ، وتتماشا مع خطط داعمي النظام العصاباتي البغيض كالروس والصين اللتان أمنّتا لأمثال هؤلاء الحضور والتمثيل إن ساروا وفق أجنتدتهما ، وأقصد هنا ببعض أعضاء هيئة التنسيق ، التي يتزعمها الزنيم المتملق ، الوصولي التفعي هيثم منّاع ، هذا الهيثم الذي سيُحاسبه الشعب يوماً على كل ماقترفته يداه الآثنتان ، وكل من على شاكلته إن لم يعودوا لرشدهم ، فألاعيبهم لاتنطلي على أحد ، وكل القصّة أنهم على استعداد للتضحية بالشعب ومصالحه مقابل مصالحهم الخاصة ، فهذه هي تركيبة المعارضة باختصار ، بينما الذي يصنع الحدث ، ومصمم على دحر الطغيان ، هو سواعد شعبنا العظيم بكل مكوناته للخلاص من هذا الكابوس الأسدي اللعين ، الذين فجروا الثورة ، وصنعوا المجد ، وهم غير عابئين بمن حولهم ولا بالمعارضة ، أو بمن صارت معارضة وهذا ما أقصده ، لأن الشعب مع المعارضة الحقيقية ملتحم ، والشعب يعرف من يُضحي ، ومن يتجول بين الفنادق لا الخنادق لنتسائل إذا عن العمل المطلوب القيام به ؟ فأقول : بأنه ليس أمامنا إلا وضع المُسميات بأسمائها ، وأن نُحدد أهدافنا ونجتمع عليها ، وأقترح بعمل ورقة تُلبي مطالب الشعب السوري ، ونتنادى للتوقيع عليها ، لتكون وثيقة لالبس فيها ، تقدم لمجلس الأمن والجامعة العربية بأسمائنا وصفاتنا ، بان هذا ما اتفقنا عليه ، ومن يرفض التوقيع يتحمل المسؤولية كاملة امام الله والوطن والشعب ، وربما أقوم على صياغة هذه الورقة وعرضها للمناقشة والتصحيح ، ثُمّ علينا ان نُحدد أعدائنا وأصدقائنا وحلفائنا ومناصرينا بعد سنة وشهرين من عمر الثورة المجيدة ، وعلى ضوء ذلك ، نُشير بالأسماء لتلك الدول لنجعلها جانباً من صراعنا ، ونتخذها عدواً حقيقياً كما هي اسرائيل ، لأنه لم يعد هناك اللون الرمادي ، فإما الأبيض أو الأسود ، ونحن نستطيع أن نتكلم سياسة ولكن في زمن ليست فيه الدماء تجري براكين وأنهاراً ، فالروس والصين وإيران ومن والاها هم من ضمن الأعداء الحقيقيين للشعب السوري ، وليس علينا الإنتظار ليُغيروا مواقفهم ، بل علينا أن نستعد لشن الهجوم الإعلامي والسياسي الأعنف عليهم دون هوادة ، ونستدعي كل المفردات الثورية والإسلامية والعروبية لاستنهاض الهمم ، ليكون هؤلاء بمرمى سهام الشعوب قاطبة ، لا أن ندع لهم الفرصة في التلذذ بقتال ومحاربة الشعب السوري ، هذا الشعب الذي يُدافع عن حياض الأمّة العربية والإسلامية في حاضرها ومستقبلها ، وفي عملية إيقاف الأطماع الفارسية والستالينية الكريهة لأوجه التحية لأهل حلب الأبطال الطلبة منهم على الخصوص في جمعتهم الميمونة، والحقيقة أن الجامعة تعني المثقفين والنخبة، وتعني الوعي والمسؤولية ، وتعني أنّ هذا النظام ليس معه إلا السقطة والسفلة من أبناء الوطن ، ممن باعوا ضمائرهم للرجس الأسدي البغيض بما يُطلق عليهم الشبيحة ، وحلب وإن كانت مشاركتها في السابق ليس كبقية المحافظات المشتعلة ، لكنها مُصممة على التخلص من النظام ، وكانت الحاضن للمدد اللوجستي ، وإيواء المنكوبين ، وتقديم كل سُبل الدعم بما أمكن ، وهي اليوم تقول كلمتها عبر 55 نقطة وثمانين مظاهرة ، وأهم تلك التظاهرات في حي صلاح الدين عشرة ألالاف متظاهر تحت وقع اطلاق الرصاص والقتل ، ومثلها في الشعار والسكري وسيف الدولة وغيرهم ، وفي الأيام القادمة ستكون كلمتها الفصل ، لتعلن بإذن الله نهاية بقاء عصابات آل الأسد فيها من هذه المدينة العريقة ، وبالتالي من كل سورية بإذن الله ، لنتسائل على عمل المراقبين الدوليين ، واي مهمة يقومون بها لحماية المتظاهرين الآمنين ، فقط المحاولة لخلق طرف ثالث ويقصدون به تنظيم القاعدة للفت الأنظار عما يجري من قصف ومذابح على يد عصابات آل الأسد ، ووهذا العنصر الثالث إن وجد فهو يعني انه النظام نفسه المتمرس في الإجرام والتفجيرات ، وخلق العصابات كما فعل في لبنان ، الذي حوله الى بؤرة تفجير ونار وجحيم ، وهو اليوم يلعب نفس اللعبة القاتلة ، ولكن على الأرض السورية، لنأسف لتصريح بان كي مون الذي يعتقد وجود طرف ثالث بدون دليل ، إذ ان المراقبين الدوليين ممنوعين من التحرك الحر الى يومنا هذا ، فكيف لهم ان يستكشففوا وجود طرف ثالث ، لتتعاظم الدعوات الى الإستنجاد بالعزوة الوثقى من أهلنا العرب والمسلمين لإعلان الإستنفار العام في نصرة الشعب السوري ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم