فى تاريخ أهم وأشهر السياسيين هناك حالات تحولات كبرى أو بالأحرى انقلابات كبرى فى حياتهم. بعضهم بدأ حياته معارضا وثائرا و(سيخ) فى وجه الاستبداد، ولكنه ما أن وصل لكرسى الحكم، وذاق طعم السلطة حتى تحول الى استبدادى وديكتاتور كبير. ولعل البعض منا لا يذكر أن رئيس الحكومة قبل ثورة يوليو محمد محمود باشا صاحب القبضة الحديدية بدأ حياته مجاهدا مع سعد زغلول. بل إنه أحد أربعة ثوار نفوا بسبب القضية الوطنية فى 1919. ولكن محمد محمود باشا مع السنوات والمناصب أصبح أحد أهم الساسة الديكتاتوريين وانقلب على الديمقراطية والحرية التى نفى من أجلها.
ولكننى أشهد للمرشح المحتمل للرئاسة حازم أبوإسماعيل بأنه فاق كل النماذج التى عرفها التاريخ. وأنه صاحب الرقم القياسى فى الانقلاب على رفقاء ثورة 25 يناير وأهم شعار ومطلب لها وهى الحرية. وذلك قبل مرور عام على الثورة.
قبل ثورة 25 يناير كان حازم أبوإسماعيل أشهر راسبى مجلس الشعب. وكان بفضل التزوير يفشل فى الوصول إلى مقعد مجلس الشعب، فإذا به بفضل هذه الثورة المجيدة يتحول الى مرشح محتمل لرئاسة مصر لا مجرد نائب بمجلس الشعب.
وكان حازم أبوإسماعيل لا يملك من أمره أمام آلة التزوير والقهر فى عهد مبارك إلا تقرير محكمة النقض عن دائرة الدقي. وهو تقرير يؤكد أحقيته فى عضوية المجلس، ويظل حازم أبوإسماعيل ممسكا بالتقرير وهو يردد (أنا النائب الشرعى للدائرة).
وفاجأت ثورة 25 يناير الجميع بمن فيهم الأخ حازم أبوإسماعيل. شباب وبنات وستات بيوت ورجال وشيوخ تجمعوا فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر. وطوال 18 يوما تجاور الولد جنب البنت. وواجهوا معا رصاص العادلى وموقعة الجمل. وباتوا لياليهم فى الميدان رافعين شعار الحرية. وكان الأخ أبوإسماعيل يقف مؤيدا لهذا المشهد. ومستفيدا من تضحيات ودماء الثوار من الجنسين.
وبعد عشرة أشهر جاءت أول انتخابات برلمانية نزيهة فى مصر. وهى انتخابات ما كانت تحدث إلا بفضل دماء وتضحيات البنات والشباب المصريين والستات والرجالة اللى وقفوا مع بعض فى الميدان.
ولكن الأخ حازم ما أن عرف بأن التيار الإسلامى قد حقق أغلبية فى أول جولة من أول مرحلة حتى انقلب على زملاء الجهاد فى الميدان.
الأخ حازم ما إن ذاق طعم السلطة القادمة أو ربما (شم) رائحتها.. حتى أطلق تصريحات انقلابية على الحرية والشعب الذى شارك فى الثورة.
بمنتهى منتهى الديكتاتورية أعلن أبو حازم أنه لم يسمح بوجود بنات مع أولاد فى مكان عام.
فى سرعة جنونية نسى الأخ حازم أن البنات والأولاد كانوا فى مكان عام اسمه ميدان التحرير والشونة وكل ميادين مصر. وأن البنات والأولاد الذين واجهوا الموت فى مكان عام هم السبب المباشر لعودة الأخ أبوحازم للحياة السياسية، بل إلى صدارة المشهد السياسي.
وإذا كان الأخ حازم قد نسي، فنحن لن ننسي. لم نسمح لاحد أن يعيدنا للوراء وان يتعتبرنا مجرد سلم للوصول للسلطة.
واذا كان الأخ أبوإسماعيل مصرًا على (تلبيس) الثورة حجابًا فقد يكون الرد المناسب (لما تحلق ذقنك وتربى شنبك يا أخ حازم