اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة يوم الخميس بالتشجيع على التظاهر ضد استمراره في السلطة منذ 12 عاما وقال ان دولا أجنبية أنفقت مئات الملايين من الدولارات للتأثير على العملية الانتخابية في روسيا.
وفي أول تصريحاته العلنية عن المظاهرات اليومية التي ينظمها محتجون يقولون ان الانتخابات التي اجريت يوم الاحد كانت مزورة وغير نزيهة قال بوتين ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون شجعت "مرتزقة" من معارضي الكرملين بانتقادها للانتخابات.
وأضاف بوتين لانصاره وهو يحدد خطط حملته الانتخابية للعودة الى الرئاسة الانتخابات التي تجرى في مارس اذار أن كلينتون "حددت توجهات بعض نشطاء المعارضة وأعطتهم الاشارة واستقبلوا الاشارة وبدأوا العمل."
وقال بوتين ان واشنطن شجعت أيضا الثورة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004 وسقوط حكومات بالقوة في قرغيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة التي قالت موسكو ان الاحتجاجات التي خرجت في شوارعها كانت بدعم أمريكي. وأضاف أن دولا غربية تنفق أموالا طائلة لاحداث تغيير سياسي في روسيا.
وقال بوتين "ضخ الاموال الواردة من الخارج في العمليات الانتخابية أمر غير مقبول على وجه الخصوص.. تستثمر مئات الملايين في هذا العمل. نحن بحاجة الى صياغة أشكال من الحماية لسيادتنا والتصدي للتدخل من الخارج."
وأضاف "علينا أن نفكر في طرق لتشديد محاسبة من ينفذون أهداف الدول الاجنبية للتأثير في العمليات السياسية."
وقبل بوتين ترشيح حزب روسياالمتحدة الحاكم له لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل وحذر من أن الغرب سيسعى للتأثير في انتخابات البرلمان والرئاسة.
وقال "ماذا يمكننا قوله؟ نحن قوة نووية كبيرة ومازلنا هكذا. يثير هذا مخاوف لدى شركائنا. يحاولون زعزعتنا حتى لا ننسى من هو السيد على ظهر هذا الكوكب."
وعبر الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة عن قلقهما بشأن مسار الانتخابات الروسية والتعامل مع المحتجين السلميين. وقالت كلينتون يوم الثلاثاء ان الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة.
وقالت كلينتون في مؤتمر بمقر حلف شمال الاطلسي بعدما أدلى بوتين بتصريحاته انها عبرت عن مخاوف "لها أساس قوي".
وأسفرت الانتخابات يوم الاحد عن تقليص الاغلبية التي يتمتع بها حزب بوتين في مجلس النواب الروسي مما يقوض من تفويضه في وقت يستعد فيه للعودة للكرملين.
ومازال بوتين هو السياسي الاشهر في روسيا وقد يفوز بفترتي رئاسة اخريين حتى عام 2024 .
لكن استطلاعات للرأي تظهر أن شعبيته تراجعت من نسب مرتفعة وصلت اليها في السابق وان التراجع في تأييد الحزب الحاكم مؤشر على حالة احباط بسبب النظام السياسي الذي وضعه بوتين والذي يشعر فيه الكثير من الروس أنهم بلا تأثير.
وشارك نحو خمسة الاف شخص ليل الاثنين في أكبر احتجاج للمعارضة في موسكو منذ سنوات. ونظمت احتجاجات أصغر فيما بعد على الرغم من قمع الشرطة ودعا الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف يوم الاربعاء الى اجراء انتخابات جديدة.
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان التجاوزات المزعومة ستخضع للتحقيق لكنه أوضح أن الكرملين لا ينوي الغاء الانتخابات.
وقال ميدفيديف للصحفيين في براج قبل أن يجري محادثات مع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس "المهم اليوم هو تهدئة الاعصاب والسماح للبرلمان الجديد ببدء العمل."
وأضاف ميدفيديف أن الاحتجاجات دليل على الديمقراطية وأنها تلقى ترحيبا ما دامت تجرى في اطار القانون الذي تقول السلطات الروسية انه يعني أن يحصل المحتجون على اذن مسبق بتنظيم الاحتجاج.
واعتقلت الشرطة أكثر من ألف شخص في موسكو وسان بطرسبرج ومن المقرر تنظيم احتجاجات جديدة يوم السبت
