قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون، إن مصر اسلامية رغم أنف الجميع، رافضا حديث البعض عن مسمي " أسلمة مصر " فى حال وصول الاسلاميين للحكم، وأضاف أنه لا يوجد فى الاسلام اسم الدولة الدينية وأنه مدني بطبعه. وأكد بديع فى حواره مع الاعلامي عمرو الليثي ببرنامج 90 دقيقة مساء اليوم الاثنين، إن الشعب باختياره للاخوان فى المرحلة الأولى لانتخابات الشعب حملهم " هم ثقيل "، حسب وصفه، وأنهم يسعون إلي إحداث توافق والتعاون مع جميع القوي السياسية.
وأشار إلي أن البرلمان المقبل سيكون توافقي بحيث يشمل كل العناصر السياسية، مضيفا : انتظروا شوية على برلمان مصر هاتشوفوا تشكيلة توافقية.
وأوضح بديع أن مفهوم الاخوان للديمقراطية يرتبط بوجود ضوابط شرعية اسلامية لها لابد أن نراعيها، لأن حكم الشعب بالشعب بدون مرجعية يمكن أن يحل حراما، لكنه قال إنى ذلك سيسبقه إعطاء الشعب حرياته وإكمال احتياجاته ثم بعدها يجري توضيح الحلال والحرام والمعاقبة عليه، " فالحلال بين والحرام بين ".. منوها أن الشعب المصري أصبح قادرا على التصدي لمن يظلمه، ونحن ظلمنا من قبل ولن نقبل بعد أن ذقنا الظلم أن نظلم غيرنا ".
وعن برنامج الاخوان الاقتصادي، أشار إلي أنهم سيعملون على تقديم البديل الآخر حتي يضمحل النظام الاقتصادي القائم فى اشارة إلى عمل البنوك بالربا، فضلا عن برنامج تنشيط السياحة، " هناك أنواع أخري للسياحة مثل السياحة الدينية والثقافية ".
وعن الفن، قال مرشد الاخوان المسلمين سنسمح للجميع بعرض بضاعته وعلى الشعب أن يختار منها، مشيرا إلي أن النظام السابق كان يضحك علينا بأن الشعب عاوز كده وطلع الشعب عاوز يسقط النظام وأقول لمن يعرضون أشياء تثير الغرائز اتقوا الله فى شباب مصر.
وعن ترشح الاخوان لانتخابات الرئاسة، نفي الدكتور محمد بديع أن يكون هناك مرشح للجماعة من أجل مصلحة مصر فنحن تعلمنا الدرس من قطاع غزة المحاصر بعد وصول حركة حماس للحكم.
وأوضح أنه ليس من مصلحة مصر أن يكون هناك مرشح اسلامي لانتخابات الرئاسة الآن، فهذا ليس وقته وأن الاخوان يبحثون عن رئيس توافقي ليس محسوبا على التيار الاسلامي لدعمه، وأقول للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح " مش هديك صوتي وقلت له هذا ليس مكانك ".
فى ذات الوقت، أكد بديع أن الشعب المصري لا يقبل أن يكون رئيس مصر القادم من خلفية عسكرية، نريد أن يبحث جيش مصر عن النصر أو الشهادة وليس السلطة أو الكرسي.
واعتبر بديع ظهور الرئيس المخلوع حسني مبارك فى قفص الاتهام آية من آيات الله يجب أخذ العبرة منها.
وقال إن من يشعر بالندم من المسئولين القدامى فى عهد مبارك، فعليه أن يرد أموال مصر المنهوبة وقتها سنسامحه، وسيسامحه الشعب،و لكن لن نسامح في دماء الشهداء أبدا مؤكدا أن الإخوان المسلمون يدينون للمجلس العسكرى أنه حافظ على الثورة، وأن قيادات جماعة الإخوان على مدى السنوات الطويلة الماضية حكم عليهم عسكرياً بما يساوى 20 ألف سنة.
وقال إن معدل شحن الرصيد "بتاع المجلس العسكرى بدأ يزيد"، بعد أن شعر الشعب بأن هناك استجابة للقرارات وتنفيذا لمطالب القوى السياسية.
وعن اتهام الإخوان بعقد صفقة مع المجلس العسكرى، قال الدكتور بديع: "دى إساءة للظن بينا وبين المجلس العسكرى.. واللى مش عايز يفهم كده نفهمه.. فلو كان الذى قال هذا الكلام منصفاً لعلم أن الإخوان هم أول من رفضوا منح المجلس العسكرى سلطات تفوق سلطات الشعب.. وكنا من أوائل الذين رفضوا وثيقة الدكتور على السلمى خاصة فى المادتين التاسعة والعاشرة.. وبعدي مش كل ماحد يجى يقول هنعمل مليونية هينزل الإخوان يشاركوا فيها.. فكثرة المليونيات أفقدها معناها.. والإخوان ضحوا بأرواحهم عندما وجدوا الثوار بالتحرير يتعرضون للخطر والأذى".